تنشر على صفحات المواقع الالكترونية العبرية التي تعنى بأخبار اليهود المتدينين بشكل خاص، في الآونة الأخيرة أخبار تدعي أنه يتم تشغيل مصنع للحديد في باحة المسجد الأقصى، وأنه لإذابة الحديد والرصاص في المصنع يستخدمون أخشابا عثر عليها في عمليات الحفر التي أقيمت في المكان، والتي يدعون أنها استخدمت لبناء الهيكل اليهودي قبل أكثر من ألفي عام، وأن العرب المسلمين يلعبون كرة القدم في باحة المسجد الأقصى وبذلك يدّنسون أراضِ مقدسة لليهود.

وجاء في احد هذه الأخبار: “الشرطة تسجل رقما قياسيا جديدا من عدم المبالاة والاهمال، في لحظة تسمح فيها للعرب بتشغيل "مصنع" غير مرخّص على أرض بيت مقدسنا، دون أي رقابة أو ترخيص، وبذلك تقوم بتنديس المكان الأكثر قدسية لليهود، وتمس بمشاعر آلاف اليهود الذين يحجون للجبل”.

ويقول يهودا جليك، رئيس "الصندوق لتراث جبل الهيكل والمقدس"، في حديث لاحد هذه المواقع: “تقدمت بشكوى للشرطة، وهذه قامت بارسال رجلي شرطة، وبعد فحص، وعدا بالحفاظ على ألا يستخدم العرب هذه الأخشاب العتيقة التي استخدمت في الهيكل، وعثر عليها مؤخرا في الحفريات العربية".

وأضاف جليك أنه يدرس امكانية التوجه للمحكمة بطلب لتأمر الشرطة بأن تهتم بتأمين مكان مناسب للاخشاب العتيقة التي عثر عليها في أعمال الحفر، والتي استخدمت في الهيكل، والذي يدعي أنها موجودة في مكان غير مناسب ومعرضة للخراب من ظروف حالة الطقس، موضوعة على الأرض وتتضرر من المطر.

وجاء في الخبر ذاته أيضا:  أنهم رأوا العرب يقومون بقص وتفتيت الأخشاب التي كانت في بيت الهيكل ويستخدمونها لاشعال النيران. كما يقولون في الحركة أن مجرد تواجد هذه الأخشاب العتيقة بالقرب من المصنع يستدعي الشك، لأنه حتى مؤخرا كانت تقف هذه الأخشاب العتيقة الى يمين المسجد الأقصى".

وكان قد توّجه مراسل هذا الموقع لسلطة الآثار الاسرائيلية طالبا منها التعقيب، وأكدوا أنهم سيفحصون الموضوع خلال الأسبوع وسيعالجون الموضوع في حال تبيّن أن الحديث صحيح، وسيتوجهون للجهات المسؤولة بحسب الحاجة.

وفي خبر آخر عبر الموقع ذاته نجد المقولة التالية: “الوقف (الاسلامي) يستغل صلاحياته في الجبل (المسجد الأقصى)، ويفتتح رسميا مصنعا عملاقا غير شرعي وبدون أي ترخيص ودون أن يدفع الضرائب، وبذلك هو يهين ويحقّر قدس اسرائيل. فضيحة: الوقف يحرق أخشابا عتيقة من عهد الهيكل الثاني التي عثرت في موقع "أورفات شلومو"، ويستخدمها لإشعال النار في المصنع. دون من يفتح فاه ويزمّر – احذروا السماء!!”

تعقيب المحامي زاهي نجيدات الناطق الرسمي باسم الحركة الإسلامية: صدقوا الكذبة

هذا وفي حديث مع المحامي زاهي نجيدات عقب على الموضوع قائلا: "فعلاً, المؤسسة الإسرائيلية هي كمن أطلق كذبة وصدقها ويريد من الآخرين أن يصدقوها. ورداً على هذه الخزعبلات, نقول إن الأقصى لنا نحن المسلمين وفقط لنا, أما "حرصهم" المزعوم على تلك البقعة المباركة فهي محاولة بائسة وفاشلة لفرض سيادة موهومة على المسجد الأقصى المبارك,فالإحتلال هو الإحتلال ولا نريد له ولا نتمنى إلا الزوال”.

حاتم عبد القادر: فئة مهووسين

اما حاتم عبد القادر مسؤول ملف القدس في حركة فتح، ووزير القدس السابق فقال: “هذه الترهات لا تستحق الرد، لأنها صادرة عن فئة من المهووسين الذين قام الحاخامات بزرع أساطير في عقولهم والتي أدت الى هذا الهوس والجنون. أولا نؤكد أنه لا توجد حفريات داخل المسجد الأقصى ، ولا يوجد أخشاب ولا شيء. ليس لديهم بيت ولا مقدس، الحديث يدور عن مكان عبادة للمسلمين، مكان اسلامي خالص لا علاقة لليهودية به، أسطورة ما يسمى بالهيكل هي أسطورة في عقول الحاخامات لا علاقة لها لا بالقدس ولا فلسطين".

وأضاف: “على مدار أكثر من 43 سنة الحفريات الاسرائيلية المستمرة أسفل ومحيط الأقصى، لم يعثروا على أي دليل ولا حجر ولا قطعة خشبية واحدة، واي شيء مادي ومحسوس يؤكد أن لديهم تاريخ في هذه المنطقة. أريد أن أذكرهم أن من قام بهذه الحفريات هو بروفيسور مئير بن دوف، وهو عالم الآثار المسؤول عن الحفريات طوال 35 عاما، عقد مؤتمرا صحافيا وقال أنهم لم يعثروا خلال الحفريات عن أي دليل يشير الى وجود اليهود في المكان".

المهندس خالد ابو عرفة: ماذا يصنع المسلمون إذا كان الخصم هو ذاته السارق والمزيف والمحرض والشرطي والقاضي؟!

أما المهندس خالد أبو عرفة، وزير شؤون القدس السابق فقال في تعقيبه لموقع "بكرا": “لقد تعودنا على الإحتلال الصهيوني أن تقوم مؤسساته المختلفة بالتناوب على ادوار الإستيطان والتزييف للتاريخ والتطهير العرقي وغير ذلك من أساليب الإحتلال الهمجي الأسوأ والأطول في العصر الحديث ، فها هو المستوطن الحاقد يهودا جليك رئيس العصابة التي تسمى " الصندوق لتراث جبل الهيكل المقدس" يقوم بدوره المطلوب منه وذلك بتحريض أجهزة الإحتلال على المسلمين وحقهم التاريخي والشرعي في المسجد الأقصى المبارك ، ويدعي هذا السارق لحقوق الغير أن هناك أخشاباً تعود للهيكل المزعوم تحرق في ساحات المسجد وتستعمل لإذابة ما أسماه حديد الهيكل !! ، ويهودا هذا يعلم علم اليقين أنّ الصهيونية بدأت الحفريات حول المسجد الأقصى منذ نهايات القرن التاسع عشر ، أي قبل مائة عام تقريباً وأنفقت في سبيل ذلك المليارات من الدولارات وعبثاً تفعل ، فلا نتائج ولا دلائل على وجود أية صلة باليهود أو هيكلهم ، حتى جنّ جنون علماء الآثار وحدثت بسبب ذلك ردة فعل بين العلماء وكثير منهم واحتراماً لأنفسهم انقلبوا على أهداف الصهيونية وأصبحوا يُسمّون المؤرخون الجدد".

وأضاف: “إنّ يهودا جليك هذا يعلم تماماً أنّ هذه الأخشاب التي يتحدث عنها هي بقايا المنبر الصلاحي الذي أحرقه اليهود عام 1969 ، وادعوا وقتها أن الحارق يهودي مجنون ، ولكن ماذا يصنع المسلمون إذا كان الخصم هو ذاته السارق والمزيف والمحرض والشرطي والقاضي ، بينما المؤسسات الراعية الدولية كالأمم المتحدة وما انبثق عنها كاليونسكو المتخصصة في شؤون المقدسات صامتة وكثيراً من الأحيان راضية . ولكن هذا كله لا يغير من الحقيقة شيئاً ، فالمسجد والمدينة والحاضر والمستقبل عربي مسلم كان وسيبقى وسيظل إلى يوم تقوم الساعة“.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]