للنائب محمد عطون عيدٌ بطعم المعاناة دون الأطفال والأحباء

ربما اعتاد المواطنون على سماع أخبار النواب أحمد عطون ومحمد طوطح ووزير القدس السابق خالد ابو عرفة المعتصمين في مقر الصليب الأحمر بالقدس..لكن النواب لا يريدون أن يعتادوا على الوضع الذين هم فيه، ظروف حياة مقيدة، وبُعدٌ عن عائلاتهم، وحرمانٌ من الصلاة بالأقصى ومشاركة أهالي المدينة المقدسة بالأفراح والمناسبات والاعياد أو بالأحزان والهموم عن قرب.
 

وها هو العيد الثاني يحل على ساكني مقر الصليب الأحمر هم محرومون من مشاركة أطفالهم فرحة العيد..فلا شراء الملابس الجديدة والهدايا والالعاب ولا القيام بـ "لفة العيد" ككل عام، ولا الصلاة في المسجد الاقصى برفقتهم، وهم على هذا الحال منذ مطلع تموز الماضي، والسبب قرار اسرائيلي يقضي بسحب هوياتهم "لعدم ولائهم لدولة اسرائيل" لاشتراكهم وفوزهم بمقاعد بالمجلس التشريعي الفلسطيني.

عيد الاضحى هذا العام يأتي على النائب احمد عطون بطعم ولون جديدين ومعاناة مضاعفة..فقد رزقه الله بطفلة (منذ أسبوعين) لم يستطع ان يحتضنها سوى مرتين، ورزق الله والديه فرصة أداء مناسك الحج في مكة المكرمة ضمن المكرمة الملكية السعودية، ولم يكن معهما في الوادع، حيث يقول النائب عطون :"أي انسان يحب ان يعيش مع عائلته أجواء هذه المناسبات السعيدة وأن يكون بقربهم ويشاركهم صلة الارحام".

لا أحاسيس يمكن وصفها في هذه الأيام فالعيد بلا فرحة..يقول عطون :"الاحاسيس لا تصفها أي كلمة، فالوضع الطبيعي لأي انسان أن يقضي الاعياد مع عائلته في المنزل والخروج الى نزهات كإجازة من الهموم اليومية والضغط المدرسي..وأطفالي كباقي اطفال العالم ينتظرون هذه الايام، لكنني لن استطيع تلبية رغباتهم التي يخفونها داخل قلوبهم".

ويضيف :"عبئ جديد بالنسبة لي..فأنا اشاهد اطفالي انهم بحاجة الى مستلزمات العيد ووالدتهم منشغلة بالمولدة الجديدة، ووالداي غادرا لأداء فريضة الحج..لكن ما باليد الحيلة واشعر بضيق كبير عندما يتصرف أبنائي كالرجال الكبار لعدم زيادة همومي وعندما يطلبون مني يطلبون على خجل واستحياء".

ومن الصعب على النائب عطون أن يعجز عن القيام مهام الأب الا من خلال الهاتف، خاصة أن البيت لا يبعد سوى عدة كيلومترات عنه، حيث يقول :"أشعر بالعجز الكبير لعدم تمكني من التواجد مع ابنائي، فعندما يمرض أحدهم لا يكون بامكاني سوى الاطمئنان عليه من خلال الهاتف، وابنتي "مريم" مؤخرا سألتني بابا لماذا لا تأتي لمدرستي وتسأل عني كباقي الاباء؟؟ مضيفا :"لا يمكن تعويض أطفالي عن النقص الذي يعانون منه بسبب بعدي عنهم، خاصة ان اطفالي الاربعة بسن حرج وصعب وفي مرحلة الانتقال الى المراهقة.

أما بالنسبة لأبنته بتول (الطفلة الجديدة التي ولدت بتاريخ 29-10-2010)، التي لم يتمكن من رؤيتها وتقبيلها سوى مرتين، الاولى عندما خرجت من المستشفى (وكانت مراسلة موقع بكرا أول من أتاه بصورها بالمستشفى قبل نزولها منه) الى حضنه، والثانية بعد اسبوع.
كانت بتول في زيارتها الثانية لوالدها نائمة ولم تفتح عينيها الصغيرتين، حيث يصف ذلك الموقف ويقول :"انها لحظات صعبة..كم كنت مشتاقا لأن ارها وأضاحكها وأسمع صوتها، الذي أسمعه عبر الهاتف فقط عندما اتصل بالبيت للاطمئنان عليهم، وبشكل يومي يصف أخوتها ماذا تفعل "بتول"..كيف تلعب وتبكي ويصفون الاصوات التي تخرج منها".

ورغم كل المعاناة التي يعيشها النائب عطون يقول :"نحن نستصغر معاناتنا أمام آلام اطفال الاسرى والشهداء والجرحى، والحمد لله على هذا الحال".

وكانت وزارة الداخلية الإسرائيلية قد طالبت في مطلع الشهر الجاري من المحكمة العليا إمهالها 30 يوما إضافيا لتقديم موقفها من أوامر الإبعاد الصادرة بحق نواب القدس، علما أن المهلة التي منحتها المحكمة لوزير الداخلية إيلي يشاي لتقديم موقفه النهائي قد انتهت.