كشفت وثيقة سرية أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق إسحاق رابين طالب الحكومة برئاسة ليفي أشكول بشن حرب مفاجئة ضد مصر في الثاني من يونيو/ حزيران 1967 تحسبا من هجوم مصري على مفاعل ديمونا النووي وتدميره.

ونشرت صحيفة "هآرتس" العبرية مضمون الوثيقة الخميس وهي عبارة عن بروتوكول اجتماع حضره وزراء الحكومة وأعضاء هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي وعقد في مقر وزارة الحرب في تل أبيب في الثاني من يونيو/ حزيران 1967.

وتكشف الوثيقة التي تمتد على 27 صفحة عن المواجهة بين القيادة العسكرية برئاسة رابين التي طالبت بشن حرب فورا وبين القيادة السياسية برئاسة أشكول التي رأت أنه ينبغي التريث من أجل التوصل إلى تفاهمات سياسية مع الولايات المتحدة ودول أخرى.

وافتتح الاجتماع باستعراض تقرير استخباري سري قدمه رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية وقتها اللواء أهارون ياريف وحذر فيه الوزراء من ان اية مماطلة في شن الحرب ستؤدي إلى استمرار مصر في تعزيز وحشد قواتها في سيناء.

وأضاف ياريف: "إذا لم تفعل إسرائيل شيئا فإنه ستتصاعد الهجمات المسلحة للفدائيين تحت رعاية مصر وسورية وأن حكم الملك حسين في الأردن سيكون معرضا للخطر وأن مصر قد تقرر توجيه ضربة وتدمير ديمونا وربما المطارات ايضا".

وجود اسرائيل

وبعد ذلك استعرض رابين موقفه قائلا "إننا ندخل في حالة حشد قوات شامل للجيشين المصري والسوري والتعاون يتزايد وكلما مر الوقت من دون أن تفعل إسرائيل شيئا فإنه ستزداد ثقة العرب بأن إسرائيل ليس بإمكانها مواجهة هذه المشكلة".

وأضاف رابين "قد نصل إلى وضع لا أريد أن أعبر عنه بكلمات شديدة لكن سيكون هناك خطر على وجود إسرائيل والحرب ستكون قاسية وشديدة والخسائر كبيرة".

وطالب رابين بتوجيه ضربة قاسمة للرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، وبالأساس يجب أن تكون هذه ضربة عسكرية أولية من الجو لكي تدمر في يوم واحد سلاح الجو المصري.

خطة الهجوم

واستعرض قائد سلاح الجو الإسرائيلي اللواء موطي هود تفاصيل خطة الهجوم الجوي وشدد على أن سلاح الجو جاهز لشن العملية فورا.

وسأل الوزراء هود حول الدفاع عن المدن الإسرائيلية من غارات الطيران العربي وعندها تدخل رابين قائلا إن الدفاع الأفضل من هجوم كهذا هو ضرب سلاح الجو المصري.

وأشارت "هآرتس" إلى أن الأجزاء الوحيدة المحظور نشرها من بروتوكول هذا الاجتماع بأمر من الرقابة العسكرية هي أقوال هود حول تحليق طائرات مصرية لغرض التصوير قبل أسبوعين من حرب 1967 وأنه وفقا لتقارير أجنبية كانت غاية تحليق الطائرات المصرية تصوير منطقة المفاعل النووي في ديمونا.

وكان اللواء أرييل شارون أكثر الضباط تشددا وقال خلال الاجتماع إن هدفنا ليس أقل من تدمير شامل للقوات المصرية، وأنه بسبب التردد والمماطلة من جانب الحكومة الإسرائيلية فقدنا عامل الردع الأساسي.

وأضاف شارون إنه يوجد مبرر لسقوط خسائر كثيرة في الجانب الإسرائيلي لأن الحديث يدور عن وضع صعب للغاية بالنسبة لإسرائيل منذ حرب العام 1948، وأشار إلى أن الشعب في إسرائيل يؤيد توجه الجيش.

ووبخ أشكول كلا من شارون واللواء موشيه بيلد بسبب حدة كلامهما وشدد على أهمية الاتصالات السياسية قبل شن الحرب وقال "فلنفترض إننا كسرنا اليوم قوة العدو، فإنه سوف يبدأ غدا في بناء قوته من جديد" وحذر من وضع "سنضطر فيه إلى خوض حرب كل عشر سنين".

وانتهى الاجتماع الذي دام ساعتين ونصف الساعة وبعد ذلك بيومين قررت حكومة إسرائيل شن حرب الأيام الستة التي احتلت فيها إسرائيل أراض عربية.

ويأتي نشر الوثيقة بالتزامن مع الذكرى السنوية الـ15 لإغتيال رئيس الوزراء رابين في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1995.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]