بركة الرام...تاريخ
تقع بركة "رام" في فوهة بركان خامد، شرقي قرية مسعدة، وعلى بعد 3 كم جنوبي بلدة مجدل شمس. لها شكل شبه دائري، فيتراوح قطرها بين 600 و 650 متر، أما عمقها الأقصى فيصل حتى 10 أمتار. وتقع على ارتفاع 940 متر عن سطح البحر، وتحوي في داخلها أكثر من 7.5مليون متر مكعب من المياه غير الصالحة للشرب.
يحيط بالبركة تل العمورية من الجنوب الشرقي، تل المنفوخة من الشرق، تل الفضول، تل الخواريط من الشمال الشرقي، مرج اليعفوري من الشمال، وبلدة مسعدة من الغرب.
وقد نسبت "بركة رام" مؤخراً إلى بلدة مسعدة، التي تأسست على يد مجموعة من أبناء مجدل شمس، منذ مائة عام تقريباً.
ويقال بأنه قد عُثر على احد شواطئها في العام 1981 ت"تمثال فينوس بركة رام" ويعتقد انه أقدم تمثال صنعه إنسان على وجه الأرض، منذ أكثر من 250 ألف عام، ويمثل شكل امرأة ويشبة طائر البطريق، وقد اثار تمثال " فينوس بركة رام" جدلا بين علماء الآثار واقدميته عن تمثال فينوس "تان تان" المكتشف في المغرب العربي عام1999 والذي يعتقد ان عمره الزمني يعود الى ما قبل300 الاف سنة، وهو يمثل شكلاً بشرياً له اذرع و أرجل قصيرة ممتلئة.
بركة الرام..مصدر رزق
إضافة لهذا كله فإن بركة رام تعتبر واحدة من أهم مصادر الرزق لسكان الجولان اذ يقوم العشرات منهم بصيد السمك بها ونقله إلى الأسواق المحلية ، لكن هذا الأمر لم يرق لأفراد شركة "مكوروت" الإسرائيلية، حيث قامت الشركة في الشهر الماضي بسحب كل المياه إلى مصدر مجهول، مخلفة بذلك خسائر مالية فادحة للجوالانيين، حيث قُدّرت الخسائر المالية لاهالي الجولان من حرمانهم من ري المزروعات وكروم التفاح ومدخول البركة من صيد السمك ما يقارب ال20 مليون دولارسنويا !!
الجولانيون يحاولون إعادة المياه إلى البركة، والطريقة؟!
الجولانيون لم يسكتوا وحاولوا إسماع صوتهم، عل وعسى هنالك من يلتفت إليهم، حيث شارك العشرات من مختلف قرى الجولان المحتل ، في الخامس عشر من تشرين أول الجاري ، بالمظاهرة الاحتجاجية التي نُظِّمَتْ على إثر قيام شركة "مكوروت" بتجفيف مياه البركة، وحمل كل مشترك في التظاهرة عبوة ماء تم تعبئتها من عين القصب في مجدل شمس، وسار المشاركون سيراً على الأقدام من ساحة "سلطان الاطرش" في مجدل شمس باتجاه منطقة نبع "عين القصب" حيث تم جمع عبوات فارغة وتعبئتها بالماء، ثم تابعت المسيرة سيرها باتجاه مقام "أبا ذر الغقاري" لتلتقي المسيرة التي ضمت المئات مع مسيرة ضمت العشرات من ابناء قرية مسعدة ، ثم سار الجميع في مسيرة واحدة باتجاه بركة رام حيث تم سكب العبوات في البركة في محاولة لإعادة الحياة إليها، وإنقاذ أسماكها .
"مكوروت" تُزيل الأسماك النافقة في البركة وتردمها في حفرة قريبة !
وفي حديث لمراسلنا مع الناشط الاجتماعي الجولاني مجيد قضماني أفادنا بأن قضية بركة رام لم تنتهي بعد حيث قامت شركة مكوروت قبيل أيام بإرسال مجموعة من الشباب لإزالة الأسماك النافقة في البركة وردمها في حفرة قريبة من بطن البركة ، ويُعتقد بإن اقدام "مكوروت" على مثل هذه الخطوة جاء بعد الحراك الشعبي الذي قام به شباب الجولان الأسبوع الماضي .
ولكن علينا طرح السؤال الملح في هذه الفترة : " ترى هل تكفي هذه الخطوة لتعويض أهالي الجولان مقابل ما خسروه؟؟"
والإجابة هنا ستأتي بالنفي قطعًا !
أهالي الجولان ينتظرون هطول الأمطار لإعادة إحياء "رام" !
وأضاف قضماني : إن أهالي الجولان حاليًا ينتظرون هطول الأمطار بفارغ الصبر لإعادة الحياة الى بركتهم لأنهم يجزمون بأن شركة "مكوروت" لن تضخ المياه اليها في الفترة الحالية على الأقل !
وقد أجاب قضماني عن سؤالنا حول آراء الشارع الجولاني في الأيام الأخيرة فيما يتعلق بهذه القضيّة قال : إن أهالي الجولان يعرفون بأن عليهم التحرك وإيجاد الآليات اللازمة للوصول الى حل جذري حتى وإن لزم الأمر توصيل المشكلة الى مؤسسات دولية تهتم بهذا الشأن .
كما وأعرب قضماني عن قلقه من أن تكرر "مكوروت" فعلتها وتقوم بسحب مياه البركة بعد انقضاء فصل الشتاء القريب مشيرًا الى أنهم لم يجدوا حتى الآن آليّة مناسبة لوقف هذا التعدي من قوّات الإحتلال على مياههم !
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
كنوز الدني
أرجو من كل من قرأ هذه الرساله أن يصلى من أجل أهل الجولان صلاة الأستسقاء الى جانب أهالى القريه وخاصه بعد صلاة الجمعه