ترعرع في مدينة سخنين، وإن كانت عائلته تنحدر من قرية "ميعار" المهجرة، عاش لاجئا في سخنين رغم أنه لم يشعر بذلك قط. شعر هو وأفراد عائلته بأنهم ولدوا في سخنين، وبأنهم من أبنائها الأصليين رغم لجوئهم. يعيش حاليا في بيت صفافا، وهناك، كما في سخنين، لا يشعر بالغربة ولا بمرارة اللجوء... هناك، يشعر بأن جميع من حوله هم أهله.
لعب سابقا تحت شعار "هبوعيل"، لكنه اليوم يستغرب كيف يستطيع اللاعبون العرب في البلاد أن يحملوا على صدورهم شعارات مثل شعار "مكابي"، "هبوعيل" و"بيتار".
هذه هي قصة اللاعب الموهبة أحمد ميعاري، ابن مدينة سخنين الملقب بـ "شحيبر". كانت نشأته الأولى في مدرسة كرة القدم التابعة لاتحاد أبناء سخنين، ثم التحق بفريق الأشبال ومن بعده الشبيبة. تألق في خلال الموسم الماضي في صفوف فريق شبيبة اتحاد أبناء سخنين ( من فرق الدرجة الممتازة)، والتحق هذا الموسم بفريق الهلال المقدسي الذي يلعب ضمن الدوري الممتاز الفلسطيني. ثم ما لبث أن تم اختياره ليكون أحد لاعبي المنتخب الأولمبي الفلسطيني. وقد ارتدى الزي الفلسطيني في الأسبوع الماضي في المباراة التي جمعت المنتخب الأولمبي الفلسطيني بنظيره الأردني، وأمام مدرجات اكتظت بجماهير غفيرة تهتف باسم فلسطين .
موقع بكرا: لعبت في فريق اتحاد أبناء سخنين وكنت تحمل شعار الفريق والبلد؟
أحمد ميعاري: "سخنين هي أمي أيضا، وهي وطني ولكن الفريق كان اسمه هبوعيل سخنين، وأنا لم أكن أعي ما هو سر هذه الشعارات التي تلعب بها الفرق الإسرائيلية. لكن عندما عرفت، لم أستوعب حتى الآن كيف تلعب فرقنا العربية تحن شعارات "هبوعيل ومكابي وبيتار" التي تدعو للصهيونية وتشتم منها رائحة العنصرية.
عتبي ليس على اللاعبين الذين لا يعرفون معنى هذه الشعارات. والذين لو أتيح لهم أن يلعبوا مرة واحدة وهم يحملون الشعار الفلسطيني على صدورهم لأعطوا 200% مما يعطون الآن في فرقهم الحالية".
موقع بكرا : ولكنك تعرف أن الفرق العربية مجبرة على الالتحاق بهذه الجمعيات وليست مخيرة!
أحمد ميعاري: "أعي تمام هذا الأمر، وأعرف بأن كل لاعب وكل ولي أمر يريد النجاح في مجال كرة القدم الذي أصبح في يومنا هذا احترافا ومهنة لها مستقبل مزدهر، لذلك فإني آمل أن يكون هناك حل لواقعنا المرير هذا، ولا بأس بأن يكون هذا الحل بالاتفاق مع الاتحاد العام لكرة القدم".
موقع بكرا: حدثنا عن قصة انضمامك للدوري الفلسطيني!
أحمد ميعاري: "بعد أن أنهيت مرحلة الشبيبة في فريق اتحاد أبناء سخنين، رأيت أن مكاني في فريق الكبار غير مضمون، وذلك من خلال تجربة ابن خالتي حسام أبو صالح الذي مر هو الآخر بنفس التجربة ولم يتأقلم في فريق اتحاد أبناء سخنين، وقد كان سبقني إلى الانضمام للدوري الفلسطيني. وهو من شجعني على الانضمام لفريقه الذي يلعب به، حيث عرض الفكرة على المسؤولين في الفريق، وهم أبدوا موافقتهم، فالتحقت على الفور بفريق الهلال المقدسي".
موقع بكرا : ألا تظن بأن هناك فرق في المستوى الكروي بين الدوري الفلسطيني والدوري الإسرائيلي؟
أحمد ميعاري: "يمر الدوري الفلسطيني حاليا بحالة من التقدم المستمر، ويعود الفضل طبعا للعقيد جبريل الرجوب الذي يبدي اهتماما كبيرا بكرة القدم الفلسطينية، والتي تحاول، قدر المستطاع، في ظل الأوضاع الصعبة المضي قدما.
في الدوري الفلسطيني هنالك لاعبون ذوي قدرات كروية عالية، والفرق في الدوري الفلسطيني تضاهي بمستواها مستوى فرق الدرجة الممتازة في البلاد تقريبا.
أما من ناحية المدربين، وهذا ما يحتاجه لاعب صغير السن مثلي، فلا يوجد في الدوري الإسرئيلي مدربون أكفاء كالمدربين الموجودين في الدوري الفلسطيني. يوجد لدينا مدرب قدير جدا أتعلم منه الكثير، وسيكون له دور كبير بنجاحي مستقبلا إن شاء الله".
أحمد ميعاري: في هذه الفترة احتاج للهدوء لكي يكون تركيزي بكرة القدم فقط. لن أبحث عن الإعلام الإسرائيلي المنحاز، وإنما يكفيني في هذه المرحلة الإعلام الفلسطيني الذي يعطيني حتى الآن ما أستحقه وأكثر".
بكرا: حدثنا عن تأقلمك رياضيا في الدوري الفلسطيني وفي بيت صفافا اجتماعيا.
أحمد ميعاري: "في فريق الهلال المقدسي لا أشعر بأني لاعب تعزيز، إنما لاعب محلي. فهنا، لدي عائلة رياضية أكن لها كل الاحترام بسبب العلاقات الاجتماعية بين اللاعبين.
وكما استطاعت عائلتي في السابق أن تتدبر أمورها عندما تركت قرية ميعار (موطننا الأصلي) وتوجهت للسكن في سخنين التي استقبلتها برحابة صدر (وأصبحنا من سكان سخنين بكل معنى الكلمة)، هكذا أيضا تقبلوني في بيت صفافا وفي فريق الهلال المقدسي.
أشعر بأني جزء لا يتجزأ من هذا المكان، لأننا فعلا شعب واحد له حضارته وتاريخه المشتركين، وعاداته الموحدة".
موقع بكرا : في موسمك الأول في الهلال المقدسي لعبت أيضا في صفوف المنتخب الأولمبي الفلسطيني. كيف كانت هذه التجربة بالنسبة لك؟
أحمد ميعاري: "في البلاد، كنا ننتظر حلول الثلاثين من آذار أو الأول من أكتوبر، أو أية مناسبة وطنية أخرى كي تتسنى لنا رؤية الأعلام الفلسطينية، ولكي نتمكن من التضامن مع شعبنا الفلسطيني. ولكن خلال مباراة المنتخب الفلسطيني شعرت بأني موجود في مظاهرة تضامن، وذلك عندما رأيت الأعلام الفلسطينية ترفرف على المدرجات، وعندما سمعت الجماهير الغفيرة تهتف باسم فلسطين وتغني النشيد الوطني بآلاف الحناجر المتكاتفة على المدرجات. لقد كانت لحظات يصعب وصفها... ومع أني لا أزال لاعبا صغير السن قد يصعب علي فهم هذه الأمور، ومع أنه من الواجب أولا وأخيرا أن أهتم بكرة القدم بالأساس، إلا أني اكتشفت وفهمت أن من المستحيل الفصل بين كرة القدم والسياسة، بل على العكس، قد تكون كرة القدم أفضل طريقة وأعلى منبر نستطيع من خلاله إيصال رسالتنا السياسية والوطنية للعالم أجمع".
أحمد ميعاري: "لكل لاعب الحق باختيار الفريق الذي يلعب معه، لأنه يريد الطريق الأقصر إلى النجاح. بالنسبة لي، أنا مرتاح لوجودي هنا، وأظن بأن علي عثمان يمثل الشعب الفلسطيني في الداخل وأنا امثل الشعب الفلسطيني كله وأحمل رسالة كل فلسطيني في الداخل وفي الشتات، أنا وعلي من أبناء سخنين، نريد تمثيل كرة القدم الفلسطينية أجمل تمثيل، ولا مانع أن يلعب كل منا في فريق مختلف عن الفريق الذي يلعب به الآخر".
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
eshaaaaaaaaaaaaaak sh7ebaaar ya asddddd.. wllah enak btrf3 elras
يحييي اصلك ابو البلد دمت ذخرا لنا ولقلوبنا عهجد عنجد انك بتستاهل تمثلنا وبلاصح تعبر عن بقلوبنا بصورة صادقة ويسلملي رافع اسمك وراسك يا بلادي