جرت هذه الواقعة في الخضيرة، يوم الأحد (26/9)، حين كان المواطن نواف كبها (47 عامًا، من كفر قرع) جالسًا في مقهى في أحد المجمعات التجارية في المدينة، وليس بعيدًا عنه كانت تجلس، على طاولة أخرى، فتاة تدعى عميت اشكنازي (16 عامًا، من قيسارية)، فلاحظت الفتاة التلميذة في الصف العاشر سيدة تجلس خلف القرعاوي المقعد على كرسي عجلات، بدت تصرفاتها لعميت مشبوهة.
وروعت عميت انها كانت تجلس في المقهى سوية مع جدتها وصديقتها، فاقتربت منهن سيدة "هزيلة وغريبة المظهر والتصرف"- كما وصفتها- وطلبت نقودًا لشراء الطعام، فأعطتها الجدة بضع شواقل. وبعد ذلك جلست هذه السيدة على مقعد خلف كرسي نواف كبها المقعد، الذي كان ساعتها يحتسي القهوة، فشكت الفتاة "القيصرية" بالسيدة التي دخلت الى المقهى لتتسول، لكنها "اكتفت" بشواقل الجدة، وجلست، ولم تمر سوى ثوانٍ، وإذا بالمتسولة المزعومة تمدّ يدها إلى جيب نواف وتستل محفظته دون أن يشعر، فصرخت الشابة "سرّاقة.. لصّة" ونهضت من مكانها تلاحق السارقة، وانضم اليها مدير المقهى، وأمسكا بها على بعد مسافة ليست بعيدة عن المكان واستعادا منها المحفظة التي كانت فيها أربعة آلاف شيكل، هي مخصصات كبها من التأمين الوطني، وقد تسلّمها صباح اليوم نفسه من المؤسسة، وعادت إليه بفضل فراسة "عميت" وشهامتها وشهامة مدير المقهى.
وتعبيرًا منه عن تقديره لهذا الصنيع الجميل عرض نواف كبها على الشابة الجريئة المستقيمة مكافأتها بكرم، لكنها اكتفت بأن يدفع حساب مائدتها ووعدته بتلبية دعوته لها ولعائلتها لزيارة منزله في كفر قرع. ولم تنسَ ان تؤكد أن ما فعلته إنما هو واجبٌ انساني وأخلاقي واجتماعي، يجدر بكل مواطن أن يتمسك به ويطبقه "وخاصة إذا كان الأمر متعلقًا بمواطن مقعد وعاجز"- في إشارة إلى المواطن القرعاوي الذي أبهجتها عودة البسمة إلى محياه.
ولم تنتهِ الحادثة عند هذا الحدّ، بل حرصت عميت ومدير المقهى على نقل التفاصيل والمعلومات المتعلقة بالسيدة السارقة إلى الجهات ذات العلاقة في الخضيرة، لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]