إنها حقيقة، بل حقيقة مرة. فقد اتصل بموقع "بكرا" السيد "أ" (الاسم محفوظ في ملف التحرير) من الناصرة وابلغنا عن شظف العيش والألم، بالإضافة إلى الفقر الحقيقي الذي تعيشه والدته، الحاجة "ن" (83 عاما) - الاسم محفوظ في ملف التحرير
القضية إنسانية اجتماعية من الدرجة الأولى، كيف لا ونحن نتحدث عن إنسانة عاجزة، بل "عجوز"، تطالبها المحكمة بإخلاء منزلها الذي دخلته كمستأجرة محمية مع زوجها المرحوم قبل قيام دولة إسرائيل، وكان ذلك عام 1945.
الغريب هنا أن ملكية المنزل تعود لشركة "عميدار" للإسكان، التي وبحسب القانون تعتبر مالكة للمنزل، لكن القانون يعتبر عائلة "أ"، بصفتها مستأجرة محمية، شريكة بملكية المنزل نظرا لكونها تتواجد فيه منذ أكثر من 50 عاما.
تمر السنين وتنقلب الأمور رأسا على عقب، وان صح لنا التعبير "يختلط الحابل بالنابل " وتبدأ مسيرة الصراع على الكيان والبقاء لهذه الحاجة التي أبرقت لها المحكمة أمرا بإخلاء المنزل، بناء على طلب من "عميدار للاسكان "، وذلك لأنها لم تسدد مستحقات وديون مقابل الإيجار والاستئجار وتكاليف الترميمات في المنزل. رغم رؤيتنا للتصدعات التي تأكل كل جدار من جدران البيت، وتهدد بقاءه واقفا أصلا.
قام مراسل موقع بكرا بزيارة بيت السيدة الواقع في مدينة الناصرة، فرصد حالة إنسانية مأساوية، تعيشها هذه السيدة التي تحيا وحيدة بعد وفاة زوجها، وزواج جميع أبنائها.
التقينا بابنها، السيد "أ"، وهو رب أسرة وبالكاد يوفر العيش الكريم لأسرته المكونة من زوجة وعدد من الأولاد، فقال: الوضع أصعب بكثير مما ترون. والدتي إنسانة مريضة وتحتاج للدواء بقيمة 500 شيكل شهريا. ونظرا لعدم قدرتها على شراء الدواء نضطر عادة لنقلها إلى المستشفى لتقوم بالحصول على الدواء هناك.
واضاف "أ" :ما يقلقنا هو قرار المحكمة ومطالبتنا بإخلاء المنزل بعد الدعوة التي رفعتها شركة عميدار للاسكان ،التي تطالبنا بدفع ديون متراكمة منذ سنوات بقيمة 70.000 شيكل.
وتابع "أ" : والدتي عاجزة ومريضة وبحاجة الى دواء ،طعام ،بدون تلفاز، بدون شبكة اتصالات وشركة الكهرباء ابلغتنا انها ستقطع الكهرباء عنها اذا لم نقم بالدفع.
وحول سؤالنا لـ"أ" عن إمكانية ضمان بقائهم في المنزل قال: "نعيش في المنزل منذ عام 1945، ونحن مستأجرون محميون بحسب القانون، ولكن عدم توفر الاموال وعدم توفر القدرة لدينا لدفع المستحقلات لشركة عميدار، يمنعنا بحسب المادة القانونية من البقاء في المنزل. نحن نتحدث عن انسانة عجوز تعيش لوحدها برفقة خادمة فلبينية
لم تفارق الدموع خد الحاجة "ن" خلال تواجدنا في المنزل، تلك الدموع التي انهمرت من عينيها بسبب خوفها من تشريدها وفقدانها للمنزل الذي يربطها به تاريخ مليء بأجمل لحظات الفرح والسعادة، العطاء، الاحزان وغيرها كما قالت لنا بشق النفس...
بعدها تنهدت الحاجة الفاضلة وقالت: "ما عاش من يريد طردي من ارض الاباء والاجداد " انا صاحبة للمنزل قبل قيام الدولة ........دعونا ننتظر!!
هذا وطلبت الحاجة عبر موقع "بكرا" من أهل الخير تقديم المساعدة المالية لها عن طريق حسابها البنكي رقم 33/20535
بنك لؤومي في الناصرة، فرع رقم 964
او الاتصال إلى الرقم 0525733823
[email protected]
أضف تعليق