وأخيرًا، الثلاثية محمد، شام وريتال بحضن والدتهم

كم كانت مفاجأة "ميرا نصر الدين صافي" كبيرة عندما وصل زوجها "صافي التميمي" وأطفاله الرضع الثلاثة إلى بيتهم في قرية دير نظام شمال محافظة رام الله، بعد أن منعهم الاحتلال من الوصول لأمهم مدة زادت عن الأسبوعين، بقوا فيها في حضانة مستشفى المقاصد الخيرية الإسلامية بالقدس المحتلة حيث خرجوا للحياة، في انتظار تنسيق مع الاحتلال يمكن عائلتهم من الحضور لاستلامهم.

أكثر من 10 أيام دون حليب طبيعي!

ميرا بعد أسبوع من الولادة انتهى تصريح الدخول الذي حصلت عليه، وخرجت إلى رام الله من أجل الحصول على تصريح جديد للدخول إلى أطفالها، ولكن سلطات الاحتلال رفضت السماح لها بالدخول وبقي الأطفال في المستشفى مدة زادت عن العشرة أيام لوحدهم كما تقول، كانت حياتهم في خطر كبير بسبب عدم قدرتهم على تناول الحليب الصناعي لأنه يحظر طبيا على الأطفال المتواجدين في الحضانة تناول أي شيء سوى حليب أمهم.

تقول ميرا: "لم نكن نتوقع أن يصل أطفالنا الثلاث إلى المنزل، لذلك بقيت بالبيت ولم أذهب مع زوجي لاستقبالهم عند حاجز قلنديا، لان الإجراءات معقدة وتحتاج إلى وقت طويل.

عملية التبادل كانت بواسطة سيارات الإسعاف

ولعل عملية وصول الأطفال إلى عائلتهم كانت أشبه بعملية التبادل بين طرفين، إذ وصل الأطفال الثلاث بسيارة إسعاف إسرائيلية، عبر حاجز قلنديا وهناك جرت عملية التبادل حيث قامت ضباط الإسعاف بنقل الأطفال الثلاثة إلى سيارة الإسعاف الفلسطينية قبل أن تنقلهم جميعا إلى بيتهم.

صافي التميمي يحضن أطفاله الثلاث شام، محمد وشقيقتهم ريتال بفرح كبير ويقول إنهم سيكونون من قادة فلسطين عندما يكبرون وسوف يتصدون للاحتلال الذي تدخل في أدق تفاصيل حياتهم منذ اللحظة الأولى لولادتهم، حيث منعته من الدخول مع زوجته التي وضعت الأطفال بعملية جراحية قيصرية بحجة أنه لا يحمل تصريحا للدخول إلى مدينة القدس المحتلة.

وأضاف كانت معاناة العائلة كبيرة للغاية عندما كانت تذهب أمهم في الأيام العشرة الأولى يوميا إلى مستشفى المقاصد من اجل إرضاعهم ثم العودة إلى منزلها، وكانت تعيش معاناة كبيرة تتمثل في الانتظار لساعات على حاجز قلنديا، وكذلك التنقل في المواصلات العامة، رغم أنه لا زالت تعاني كثيرا من عملية الولادة القيصرية التي خضعت لها.

ويقول التميمي اختلفت مشاعري عندما حضنت أطفال الثلاث على حاجز قلنديا من الحزن إلى الفرح وحب كل ما ساعدني في الوصول إلى أطفالي الذي لما أرهم إلا بعد 22 يوما من ولاتهم، ولم أقف إلى جانب زوجتي أثناء الولادة.