"لم يعد أبني محمد (15 عاما) كما كان في السابق بعد أن خرج من المعتقل الإسرائيلي، فقد كان مرحا ويحب اللعب مع زملائه لكنه بعد أن خرج من السجن أصبح يحب البقاء وحيدا ويقضي ساعات شارد الذهن او نائما"، بهذه الكلمات بدأت والدة الطفل محمد القبلي حديثها عن ابنها بعد خروجه من السجن الإسرائيلي بعد اعتقال دام لمدة شهر واحد.

وتضيف، تفاجئنا في الاول من تموز الماضي باتصال هاتفي من ولدي محمد الذي اعتقل قبل شهر يخبرنا انه أطلق سراحه من السجن وانه موجود على حاجز عزون القريب من قلقيلية ولا يعرف طريق العودة إلى نابلس.

وبعد إحضاره إلى المنزل تحدث عن عمليات تعذيب وتحرش جنسي تعرض لها من قبل جنود الاحتلال لإجباره على الاعتراف أنه من أحرق الغابة القريبة من مستوطنة يتسهار، لكنه أكد انه كان وقت إذ في فصله الدراسي وهذا ما أكدته والدته والمدرسة التي يتلقى تعليمه الأساسي فيها.

وتحدث محمد عن اعتقال إنفرادي لمدة ستة أيام، أدت به إلى حالة هستيرية، فراح يصرخ بشكل كبير يطرق الابواب من أجل وضعه مع زملائه المعتقلين الآخرين الذين تواجدوا في مركز توقيف حوارة وسالم حيث كان يتنقل خلال فترة التحقيق، قبل أن يجري تحويله إلى مركز التحقيق في بيت تحكتفا وهناك هدد بالضرب بالكهرباء.

ويقول إنه لم يعرف طعم النوم خلال فترة اعتقاله بسبب وضعه في غرفة صغيرة مضاءة بشكل كبير على مدار اليوم، بل كان يقوم بخلع ملابسه الداخلية ووضعها على الإضاءة من أجل تخفيف وهجها لا يستطيع النوم، ولم يكن يعرف الوقت لانه لا يرى شيئا من الغرفة التي كان يحتجز فيها.

قطيش: يتعرض سنويا 700 طفل فلسطيني للإعتقال

وفي حديث مع عايد ابو قطيش، مدير برنامج المساءلة في الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال قال: أنه في فترة الاثني عشر شهر منذ استعراض اللجنة الأخير لامتثال إسرائيل لأحكام الاتفاقية، قامت الحركة بجمع إفادات مشفوعة بالقسم حول 86 حالة جديدة من حالات سوء المعاملة والتعذيب، 50 منها تم رفعها إلى الأمم المتحدة دعما للتقرير.

الحالات تنطوي على استخدام العنف الجسدي والتهديد من ضمن ذلك التهديد ذات الطابع الجنسي من أجل انتزاع الاعترافات من أطفال بعضهم في سن العاشرة. ومن بين محتويات التقرير هي نتائج مراجعة 100 إفادة جمعتها الحركة على مدار العام الماضي والتي نستعرضها في الجدول أدناه (أنظر الصور، مرفق صورة الجدول).

وأوضح أبو قطيش أن 97% الذين جرى اعتقالهم تعرضوا لتقييد اليدين، و92% تعرضوا لتعصيب العينين، واعتراف خلال التحقيق 81% من الأطفال، وتعرض 69% منهم للركل والضرب.

وذكر قطيش انه كل عام يتعرض حوالي 700 طفل فلسطيني للاعتقال والتحقيق معهم ومن ثم محاكمتهم ضمن نظام المحاكم العسكرية الإسرائيلية، والعديد من هؤلاء الأطفال يتعرضون لسوء المعاملة وأحيانا للتعذيب في بعض الحالات.

ودعا أبو قطيش إلى ضرورة عدم محاكمة أي طفل في المحاكم العسكرية التي تفتقر إلى معايير المحاكمة العادلة وكذلك معايير قضاء الأحداث. وفي ضوء الأنباء المتواترة عن سوء المعاملة والتعذيب، على السلطات الإسرائيلية .

كما دعا السلطات الإسرائيلية لضمان عدم التحقيق مع أي طفل في حال غياب محام من اختياره وأفراد الأسرة، وضمان تسجيل جميع جولات التحقيق مع الأطفال بالفيديو، وضمان رفض المحاكم العسكرية لجميع الأدلة التي يشتبه الحصول عليها من خلال سوء المعاملة أو تعذيب، وضمان إجراء تحقيق شامل وحيادي في جميع المزاعم ذات المصداقية بشأن حصول سوء المعاملة والتعذيب وتقديم من تثبت مسؤوليته عن هذه الاعتداءات إلى العدالة.

16% من الاطفال تعرضوا للتحرش الجنسي أو هددوا به

ويتحدث ابو قطيش عن تحليل 100 إفادة مشفوعة بالقسم قدمها الاطفال المعتقلون للحركة العالمية للدفاع عن حقوق الاطفال خلال العام الماضي، وأشارت النتائج إلى ان 4% منهم تعرضوا لتحرش جنسي، فيها هدد المحققون 12 % من الاطفال باغتصابهم في حال عدم قيامهم بالاعتراف بالجرائم الموجهة اليهم.

وأضاف ان 290 طفلا يقبعون حاليا في سجون الاحتلال الإسرائيلي بينهم طفلين معتقلان إداريا أي دون توجيه أي تهمة لهم، يعيشون جميعا في ظروف اعتقالية صعبة للغاية ويعاملون معاملة الاسرى المجرمين، وليس معاملة الاطفال.

سحويل : دولة الاحتلال تمارس التعذيب بشكل ممنهج ضد كل مناحي الحياة الفلسطينية

واكد بدوره د. محمود سحويل مدير عام مركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب، إن إسرائيل تمارس التعذيب بشكل ممنهج ضد كل مناحي الحياة الفلسطينية، خاصة أن الإحصائيات تشير إلى إن 25% من الفلسطينيين بشكل عام و40% من الفلسطينيين الذكور على وجه التحديد تعرضوا للاعتقال مرة او اكثر لدى سلطات الاحتلال، السواد الاعظم منهم مورس بحقهم التعذيب بشكل مخالف ومنافي لاتفاقية مناهضة التعذيب الذي يمنع استخدام التعذيب في القانون الجنائي.

واضاف سحويل ان إسرائيل ضربت بالاتفاقيات والمعاهدات التي تحرم التعذيب عرض الحائط عندما اجازت عام 1987 استخدام التعذيب للحصول على اعترافات من المعتقلين الفلسطينيين، وايضاً عندما شرعت محمكة الاحتلال العليا عام 1999 التعذيب في احوال أسمتها بالضرورية اثناء التحقيق مع المعتقلين الفلسطينيين، مؤكداً في ذات الوقت ان العام 1999 شهد تحول في نوعية التعذيب الذي ينتهجه السجان مع المعتقلين من التعذيب الجسدي الى النفسي والمعنوي باسلوب الافراد او العزل والذي قد يصل الى شهور وسنوات وهو اكثر انواع التعذيب استخداماً في سجون الاحتلال.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]