في كل عامٍ يهلُ فيه شهر رمضان المبارك... يبتهج الصغيرُ قبل الكبير، وتتزين البيوت والشوارع والمحال التجارية برموز الفرح الرمضانية المعروفة، فانوس، والعاب مختلفة، مأكولات شهية، تمر، عصائر!!!
ويحلو للصائم أن يغض البصر قبل الإفطار وان يفتح عينيه أمام الموائد الشهية. وللمصريين تقاليدُ خاصة حملوها منذ قديم الزمان، ولا ادل على ذلك من طواف المسحراتي الى الحارات المصرية، وملاحقة الأطفال له في الشوارع، وحملهم فوانيس مختلفة الاحجام، بينما أحدث فيها التطور الكثير من الجماليات...
فكيف يستقبل المصريون رمضان... كونوا معنا؟!!

الفانوس والمسحراتي... معلمان مصريان بامتياز!

إستخدم الفانوس فى صدر الإسلام في الإضاءة ليلاً للذهاب إلى المساجد وزيارة الأصدقاء والأقارب وقد عرف المصريون فانوس رمضان فى الخامس من شهر رمضان عام 358 هـ وقد وافق هذا اليوم دخول المعز لدين الله الفاطمى القاهرة ليلاً فاستقبله أهلها بالمشاعل والفوانيس وهتافات الترحيب وقد تحول الفانوس من وظيفته الأصلية فى الإضاءة ليلاً إلى وظيفة أخرى ترفيهية إبان الدولة الفاطمية حيث راح الأطفال يطوفون الشوارع والأزقة حاملين الفوانيس ويطالبون بالهدايا من أنواع الحلوى التى ابتدعها الفاطميون، كما صاحب هؤلاء الأطفال – بفوانيسهم – المسحراتى ليلاً لتسحير الناس، حتى أصبح الفانوس مرتبطاً بشهر رمضان وألعاب الأطفال وأغانيهم الشهيرة فى هذا الشهر ومنها وحوي يا حوي.

صناعة الفانوس
تفنن الصانع المصري والذي اتخذ من مناطق بعينها مرتعاً لصناعته ومنها منطقة باب الخلق التى يتمركز فيها شيوخ الصناعة وأشاوستها والمتخصصين فى إعداد الفانوس فى أشكال شتى وأنماط متعددة لكل منها إسم معين.
وقد ظهرت أشكال جديدة ودخيلة من الفوانيس، والتى يتم استيرادها من الصين وتايوان وهونج كونج، وهي مصنوعة - ميكانيكياً – من البلاستيك وتتخذ أحجام تبدأ من الصغير جداً والذى قد يُستخد كميدالية مفاتيح ويصل سعرها إلى ما يزيد عن الجنيه الواحد ومنها الأحجام المتوسطة والكبيرة نسبياً، وتُضاء جميعها بالبطارية ولمبة صغيرة، وتكون أحياناً على شكل عصفورة أو جامع أو غير ذلك من الأشكال التى تجذب الأطفال، ومزودة بشريط صغير يُردد الأغانى والأدعية الرمضانية، فضلاً عن بعض الأغاني الشبابية المعروفة للمغنيين الحاليين.

مظاهر رمضان بالقاهرة بدأت مبكراً والفانوس الصيني بدى متفوقاً من خلال أشكاله وأحجامه وسعره التنافسي حيث بدأت المحال التجارية في مصر عرض فوانيس شهر رمضان المبارك مبكراً ابتهاجا بقدوم الشهر الكريم،
أما وضع الفانوس المصري في الشوارع والأزقة فيمكن رصده عقب الإفطار وعند قدوم المسحراتي حيث اعتاد الأطفال بعد ذلك على حمل فوانيسهم ومصاحبة المسحراتي ليلاً لإيقاظ الناس من النوم لتناول وجبة السحور، مرددين نشيد (إصحى يا نايم وحد الدايم) وعلى مر السنوات المتوالية أصبح الفانوس مرتبطاً بشهر رمضان.

عادات مصرية
في الغالب يبدأ المصريون في الإفطار بمشروب مثلج في شهر الصيف وفي الغالب ما يكون هذا المشروب هو العرقسوس نظرا لتميزه في أنه يمنع العطش نهاراً في الصيف في حين تتناول بعض العائلات مشروبات مثل الكركدية (مع وجوب الحذر من تأثير الكركديه على مستوى ضغط الدم) أو قمر الدين المانجو أو البرتقال المثلج الذي تم تخزينة ليبدأو بعد ذلك في تناول الإفطار الذي عادة ما يضم بعض الحساء منها شوربة لسان العصفور او قليل من شوربة العدس ليبدأوت بعدها في إفطارهم، حيث يختلف الإفطار من عائلة لأخرى، البعض يتناولون اللحوم الحمراء والبيضاء والبعض الآخر يتناول الفول والبيض سواء على السحور أو الإفطار وهم من فئة محدودي الدخل ويطلقون عليه لحوم الغلابة.
أما ما يسمى بالياميش والمكسرات فتستحوذ على نصيب كبير سوءً في مأكولات المصريين جميعها من خلال الحلوى التي عادة ما تكون الكنافة أو البقلاوة والكنافة والقطايف والتي يتم حشوها جميعها بالمكسرات والياميش، ويحتل الخشاف منزلة هامة بين الأصناف التي تعتمد على الياميش كمشروب ومأكل محبب للجميع.

أطباقهم المفضلة!
مصر تشتهر بأطباقها الشهية مثل البامية باللحم والملوخية والمحشي كرنب (ملفوف) والمحشي ورق العنب وصينية البطاطس (البطاطا) بالفراخ وطبق السلطة الشهير وأخيراً طبق من أهم أطباق رمضان لدى الشعب المصري وهو طبق الطرشي (المخللات).
ويبدأ المصريون في رفع الفوانيس على البيوت إيذاناً بقدوم شهر الصوم وتبدأ الشوارع في تزيينها بكافة أشكال الزينة البيضاء والملونة.

عزومات رمضان

عادة لم تنقطع لدى المصريين وهي العزومات المتكررة طوال الشهر لدرجة أن فاتورة الشهر الكريم قدرها البعض بـ 100 مليون دولار حيث يتجه المصريون إلى عزومة الأهل والأصدقاء إلى الموائد الرمضانية في البيوت وعادة ما يكون التجمع في بيت العائلة أو في أحد الأماكن الصوفية ولتكن الحسين والأزهر حيث يشتهي البعض المأكولات المشوية أو البحرية في تلك الاماكن التى يقبل عليها السائحون أيضا.

صلاة التراويح

ينطلق الناس لأداء صلاة التراويح في مختلف المساجد حيث تمتليء عن آخرها بالمصلين من مختلف المراحل العمريّة، وللنساء نصيبٌ في هذا الميدان، فلقد خصّصت كثير من المساجد قسماً للنساء يؤدّون فيه هذه المشاعر التعبّدية.

رمضان القاهرة
تمتلئ مساجدها بالمصلين كما تشهد صلاة القيام (التراويح) إقبالاً شديدًا، خاصة في الأيام العشر الأواخر، وليلة ختم القرآن.

رمضان اسكندرية
ما يحدث في رمضان بالاسكندرية مشابه إلى حد كبير عما في القاهرة فتمتلىء المساجد بالمصلين و تنتشر صلوات التراويح والتهجد بالمساجد . وتبدا تقل حركة السير بالمدينة بالتدريج حتى تنعدم تماما في وقت المغرب حتى اذان العشاء وبعد الاذان تمتلىء الشوارع بالناس وتنتشر الخيام الرمضانية بالمدينة و تبدا العادات والتقاليد المتوارثة منذ مئات السنين ففى أول اسبوع من رمضان يتبادل الزيارات وتناول الافطار والولائم مع الاهل والاقارب والاصدقاء ويشتري الاطفال الفوانيس وتعلق الزينة والفوانيس في جميع انحاء المدينة وتكثر صلوات التهجد والتراويح ومن أشهر المساجد تنظيما لها في المدينة جامع القائد إبراهيم حيث يئتيه حشود المصلين من جميع مناطق واحياء الاسكندرية ومن مسافات بعيدة وتصل ضخامة عدد المصلين في رمضان وخصوصا في العشرة الاواخر إلى عدة الالف ويلتف المصلون من حول المسجد إلى ميدان محطة الرمل والكورنيش ومكتبة الاسكندرية وحتى إلى مناطق بعيدة عن مكان المسجد وحتى بجانب و تتعطل حركة المرور نهائيا، وتغلق بعض الشوارع لضخامة عدد المصلين خصوصا في العشرة الاواخر من شهر رمضان منذ منتصف الليل وحتى الساعات الأولى من الفجر.

مدفع الافطار
.. اضرب، جملة يعشقها وينتظرها الإنسان المصري في كل مكان عند مغيب شمس كل يوم من أيام شهر رمضان المعظّم، وبطل هذه الجملة هو المدفع دفع رمضان الذي ارتبط دويه في وجدان الإنسان المصري باجتماع شمل العائلة والدفء الأسري مهما سافر أو ارتحل بعيدًا يسمع المصريون صوت المدفع عبر الراديو أو عبر شاشات التلفزيون التي تعتبر من تراث وتقليد رمضان في مصر.
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]