لرمضان الكريم، طلة رائعة للعائلات، والذين يتجمعون على مائدة الافطار، وسط الاجواء الجميلة ، وطبعا كل شهر صيام يترك سنويًا ذكريات ولقطات لا تنسى، ويبقى الصائمون يعيشون القصص الرائعة في الشهر الكريم حتى قدوم رمضان في العام القادم؛ لكن هناك من يحرم من هذه الجلسات، واللقاءات مع الاحبة والاقارب في مائدة واحدة، لسنين طويلة والاسيرة المحررة وردة بكراوي من الذين عانيّن من هذا الحرمان!.

مراسل موقع "بكرا" التقى مع الاسيرة المحررة وردة بكراوي، والتي تحررت من الاسر قبل عدة اشهر، بعد قضاء تسع سنوات في الاسر، وكان قد مر تسعة اشهر من رمضان، اضطرت ان تصومه بعيدًا عن اهلها، في انتظار وشغف كي تعود بين احضان عائلتها الكريمة وتجتمع معهم على مائدة واحدة، لكن عودتها كانت بعد ان وافت والديها المنية.

بكراوي: نجحنا بترتيب مائدة الافطار لكن كانت المشكلة هي حلوى رمضان لكنا وجدنا الحل!

تقول الاسيرة المحررة وردة بكراوي ان آخر صيام لها مع العائلة كان عام 2001، في فصل الشتاء، ومنذ رمضان 2002 وحتى 2009 امضت الاعياد واشهر رمضان داخل السجن، فكان رمضان صعبًا، وخاصة رمضان الاول، حيث أنه لم يكن إعتيادي، لا الاقارب ولا الاهل حولها على المائدة ولا الاكل الذي كانت تشتهيه، الا انها وزيملاتها السجينات حاولن التغلب على هذه الظروف المحزنة فقمن بتعويض ذلك عبر اجتماع جميع السجينات على مائدة واحدة للافطار، فكانوا قد حضّرن الخضراوات والاكل البسيط كالطحين والخبز وأكلات بسيطة، وقمن بتصنيع الّذ المأكولات، لتبق مشكلة واحدة وهي: الحلويات في رمضان!.

وتضيف بكراوي: " استطعنا نحن الاسيرات والسجينات ان نصنع الحلوى البسيطة من الخبز والطحين الذي كان يصلنا فصنعنا العوامة والقطايف وعندما يحضرون لنا السميد كنا نصنع أيضا به حلوى رمضان".

وهكذا كانوا يصنعن مائدة الافطار، وكانت بكراوي وظيفتها مراقبة الآذان عبر التلفاز لتبشير زميلاتها بأن حان وقت الافطار.

كما وتؤكد بكراوي ان السجينات نجحن بتغيير ساعات زيارات الاهل، حيث طالبن بأن تكون الزيارات قريبة من موعد الافطار حتى يتسنى للاهل المشاركة معهم على مائدة واحدة فوافقت سلطة السجون بان يسمح للاهل البقاء نصف ساعة بعد الافطار وهكذا كان الاهل يشاركون السجينات في وجبات الافطار.

تذكرت اهلي وتمنيت ان اجلس معهم على مائدة الافطار لكن حلمي تبدد بوفاتهم

اما عن إفطارها في السجون بعيدا عن اهلها وأقرباءها فتقول بكراوي: " كنت أتذكر بإستمرار اهلى وانا على مائدة الافطار، كنت اتذكر اللقطات الرائعة قبيل الاذان، عندما نمسك باللقمة بانتظار الاذان، كذلك كنت اتذكر وأحن الى صلاة التروايح في المسجد والسحور مع أهلي".

وفي سؤال حول الاكلات التي كانت بكراوي تشتهيها فترة الاسر قالت انها اشتاقت لكافة الاكلات لكن لورق الدوالي، الكوسا المشاوي والدجاج المحشي والكبة كان لهذه الاكلات إشتياق كبير، الا انها في يومها الاول في رمضان بعرابة طلبت بتحضير وجبة إفطار بسيطة تضامنا مع زميلاتها في السجن، ومن أجل ان تتذكر زميلاتها التي قضت معهم اجمل الاوقات وكانوا عائلتها هناك.

كما وتؤكد ان رغم اشتياقها لرمضان خارج الاسر الا ان يومها الاول برمضان لم يكن سعيدا فتؤكد انها لم تشعر بفرحة الفطور كما كان من قبل وان فرحة إفطارها داخل السجن كان أكبر من خارجه!.

واما عن نقص تشعر به وهي خارج الاسر بيومها الاول من الافطار قالت ان حلم حياتها كان هو ان تخرج من السجن لتتناول الافطار مع أهلها فكان افطارها الاول دون اهلها الذين رحلوا عن الحياة وهي في السجن فأكثر نقص تشعر به خارج الاسر هو اشتياقها لاهلها على مائدة الافطار سوية. وتضيف: " في أول لقمة تذكرت بها أهلي، أمي وأبي، وزميلاتي في السجن".

كما ووجهت رسالة الى زميلاتها في السجن قائلة: " أوجه رسالة لزميلاتي بالاسر وكل من تحرر وأسأل الله الذي جمعنا على مائدة الافطار ان يجمعنا على مائدة واحدة تجمع جميع امتنا، كما وأوجه تحية لاخواتي في السجن واقول لهن أني احبهن وأنتن نعم الاخوات اللاتي رزقت بهن وأسأل الله ان يصبركن على هذا الابتلاء واعلمن اني معكن قلبا وقالبا
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]