أمه عربية مسلمة، أما أبوه فيهودي. هذا هو الذنب الوحيد الذي اقترفة بحياته، فتحولت إلى جحيم. بعد ولادته مباشرة تركوه وحيدا في المستشفى، ولم يعد والداه لأخذه إلا بعد مرور بضعة أشهر، ولكن ما لبث الأمر أن ساء أكثر بعد أن تفككت العائلة وانفصل والداه.

مع بلوغه السابعة من العمر، قـُتلت أمه على خلفية "شرف العائلة"، ولأن والده كان، ولا زال، يعاني من مرض نفسي، وجد نفسه يتيم الأم والأب، دون حضن دافئ يلجأ إليه عند الحاجة.

خلال تلك السنوات التي مضت، انتقل الشاب الفتي يوسف (15 عاما) بين عشرات المؤسسات التابعة لوزارة الرفاه الاجتماعي، ولكنه سرعان ما كان يتسرب منها بعد مدة قصيرة. أما أكثر ما يثير الاستغراب، فهو أن السلطات قامت بتحويله قبل بضعة أشهر لمؤسسة "إصلاحية" مختصة بأبناء الشبيبة الجانحين. كان من الطبيعي أن "يتخرج" في هذه المؤسسة "مجرما صغيرا" بعد أن كان شابا عاديا، فاعتقل بعد خروجه من هناك وأودع السجن بتهمة الشغب والسرقة!!!

أطلق سراحة قبل نحو شهر، فعاد ليلتحف العراء ويسكن الشارع. منذ ذلك الحين، يهيم الشاب المسكين على وجهه في شوارع المدينة الضخمة، ينام في مواقف الحافلات، ويبحث عن الطعام كل الوقت.

والده يعمل على تعذيبه

وحيد في هذا العالم الكبير، لا يستطيع العودة إلى بيت والده، حتى لو أراد ذلك، وهو لا يريد. ففي آخر مرة زار والده بها، قام الأخير بكي جسدة بالمكوى "من أجل إزالة الوشم الذي كان قد رسمه على جسمه".

يقول: "ليس لدي سوى خمسة شواكل وثلاث عـُلب مخللات، وأنا دائم التسكع بالشوارع. لا أحد يريد الاهتمام بي، وليس لدي مكان أعيش به".

ويضيف: "كل ما أريده هو سقف أستظل به، لعله يقيني حرارة السمش وبرد الشتاء القارس. لست أكثر من ولد طيب، ولكني أحتاج للمساعدة".

المحامي يوحاي طوف ليف: يوسف لم يدخن أو يشرب الكحول طوال حياته

وفي حديث موقع "بكرا" مع المحامي يوحاي ليف طوف والذي يهتم بإيجاد إطار ليوسف قال لموقع "بكرا": يوسف يتواجد حاليًا في منزل والده، حتى عودته إلى البيت، فهو الآن بعلاج نفسي، وعند عودته سيترك يوسف البيت كي لا يقوم بتعذيبه.

وأطار طوف ليف: انا أؤمن بقدرة يوسف على المعيشة ومواجهة التحديات فرغم مصائبه لم يدخن أو يشرب الكحول أو يستعمل المخدرات طوال حياته.

وردًا على سؤالنا عن نوع المساعدة قال ليف طوف: كل مساعدة ممكنة، الشاب لا يوجد له مكان أو طعام ليأكله.

لمساعدة يوسف الإتصال على هاتف رقم 036837630

وتبقى الأسئلة الأهم في القضية، والتي لم تجد إجابات بعد: لماذا لم يتم عرض هذا الطفل للتبني بعد أن ولد وتركه أهله في المستشفى؟! ولماذا أودع مؤسسة إصلاحية رغم أن قسم الشؤون الاجتماعية والرفاه في البلدية أوصى بعدم فعل ذلك؟!
وقد عقبت وزارة الرفاه الاجتماعي على هذه الحالة بالقول: "تم في السابق إدخال هذا الشاب إلى عدد من المؤسسات التابعة للوزارة، إلا أنه لم يتعاون مع القائمين عليها للأسف.

في هذه الأيام تجري محاولات عدة لملائمة حلول مناسبة لحالته الخاصة والمعقدة، والتي سترتكز على استيعابه في إحدى المؤسسات التي سيكون بإمكانها التعامل مع موضوعه بخصوصية قصوى".

لكن، انتم تستطيعون المساعدة ويمكنكم فعل ذلك على هاتف رقم 036837630
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]