قبل اربعة اعوام واثناء العدوان على لبنان دخلت قرية عرب العرامشة لحظة سقوط صاروخ الكاتيوشا على القرية والتقيت ذلك الكهل خريوش جمعة وهو يغطي زوجته فظية وابنتيه سلطانة وسميرة بالتراب في مقبرة القرية ، حيث ودع كغيره عزيزاته اللواتي لقين مصرعهن بعد سقوط الكاتيوشا على منزل الوالد خريوش، اليوم وفي ذكرى الوفاة الرابعة وصلت قرية عرب العرامشة وقد التقيت بالكهل في نفس المكان في مقبرة القرية وهو ينحني امام قبور الزوجة والبنات.

قرية عرب العرامشة تقع في اقصى الحدود الشمالية وعلى بعد بضعة كيلومترات من لبنان من عرب العرامشة اللبنانية، واثناء عدوان 2006 تكبدت خسائر جمة فكل الصواريخ التي خرجت من لبنان مرت من فوق عرب العرامشة وبعضها قد اصاب القرية، الزوج والوالد خريوش قال:" لم يبق لي احد، بقيت وحيدًا، توفيت زوجتي وابنتي سلطانة وسميرة،  كل يوم ازورهم واتحدث اليهم".

ويعود بالذاكرة الى ذلك اليوم المشؤوم فيقول:" كنت اجلس مع زوجتي وبناتي في باحة المنزل ودخلت البيت لاحضار امر ما، حينها سقطت الكاتيوشا وقتل اعز ما املك وكل ما املك".

بعد الجلوس على مقربة من الزوجة والبنات توجهت برفقة العم خريوش الى القرية وقد بدت على منطقة الحدود انها "حامية" وعلى "فوهة حرب" فاصوات القنابل وتدريبات الجيش الاسرائيلي كانت مكثفة، عندما وصلنا المنزل زرت غرفة الابنة المرحومة سلطانة وقد شاهدت تلك الزاوية حيث خزانة سلطانة التي بقيت على حالها ودأبت العائلة على ابقاء الملابس والادوات في مكانها.

سالت العم عن الذكرى فقال:" للاسف الشديد قرية عرب العرامشة تقع تحت سلطة المجلس الاقليمي ماطي اشير ورئيس المجلس يهودا شفيط لم يعر القضية اهتماما لدى وقوعها فكيف سيهتم بان ينظم ذكرى على ارواح الشهيدات.
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]