أعد التحقيق: ميسة أبو غزالة ومصطفى قبلاوي

هل تجنيد الشبان المقدسيين في الخدمة المدنية هو أحد الخطوط الحمر التي سيتم تجاوزها في القدس؟! وهل بدؤها بالسر وبأعداد قليلة مقدمة لاعلانها صراحة وترويجها بين المقدسيين؟! وكالعادة..تكون اشاعة ثم تصبح حقيقة مع الزمن، اسئلة وتكهنات برزت مع بروز قضية تجنيد شبان مقدسيين بعد كشف موقع بكرا عنها، حيث يقوم شخص (وبشكل علني) يدعى نسيبة خطيب مقيم في قرية برطعة في وادي عارة ببحث قضية التجنيد مع طلاب مدارس وشبان مقدسيين، وبحسب ما قال فانه وجد رغبة لدى هؤلاء الشبان للتجنيد

الخطيب سيبدأ العمل على مشروع التجنيد علنًا ودون أي تحفظات!!


بدأ نسيبة خطيب (29 عامًا) من قرية برطعة، بتجنيد شباب القدس الشرقية لصفوف الخدمة المدنية في بداية شباط الماضي بعد أن اقتُرح عليه تطوير مركز للخدمة المدنية في منطقة الشمال. وكان نسيبة قد التقى وجهاء منطقتي سلوان وصور باهر ليحدثهم عن مشروعة الجديد الذي لاقى استحسانًا كبيرًا منهم، على حد تعبيره، بل وابدوا جميعًا استعدادا للمساندة!، وأضاف نسيبة في حديثه لموقع "بكرا" بأنه لاحظ تحفظهم الكبير تجاه الصحافة رغم انه يعتقد أن مشروع التجنيد للخدمة المدنية هو خطوة أولى على درب المساواة بين العرب واليهود ولا حاجة للتكتم عليه وقال: "لقد جندت حتى اليوم 150 شابًا وفتاة عرب من منطقة القدس الشرقية ولهذا اقترح علي عضو بلدية القدس السيد "مآيير تولجمان" أن أفتتح مكتبًا خاصًا للتجنيد في القدس، بل وتبرع لي ولزميلتي الصحفية التي تشاركني المشروع بمكتبه الخاص للعمل من خلاله حتى يتم افتتاح مكتبنا".

وأضاف نسيبة بأنه سيبدأ العمل على مشروعه علنًا وبلا أي تحفظات حيث أن الخدمة الوطنية لا تختلف عن عضوية الكنيست للنواب العرب فهما برأيه وجهان لعملة واحدة ولا يختلفان في الرسالة والمضمون.

وعند سؤاله عن كيفية تعامله مع الانتقادات التي تواجهه أجاب :"انا لا اهتم للانتقادات بتاتًا، بل أن كل انتقاد يدفعني قدمًا ويثبت عزيمتي".

وأضاف :"من الجدير ذكره أن الكثير من رجال الأعمال العرب في القدس يدعمونني ويدعمون مشروعي غير آبهين بمقاطعة الصحافة لي وبالانتقادات التي أتلقاها لأنهم يؤمنون مثلي تماما بضرورة الخدمة المدنية وأهمية التجنيد بين صفوف الشباب العرب!!".

مختار صور باهر السيد زهير حمدان: أؤيد أن يقوم يعلن فيه عن انجازات مشروع وعدد المجندين!!

وفي حديث لموقعنا مع مختار صور باهر زهير حمدان قال بأنه التقى مع خطيب نسيبة حيث ناقشا فكرة تجنيد الشباب المقدسي للخدمة المدنية، لكنه عبر له عن شعوره بضعفها وإمكانية فشلها خاصة في ظل الظروف السياسية غير المستقرة في القدس.

وأضاف بأن الوضع السياسي في القدس حساس جدا هذه الأيام ويجب ان نسعى لأن يحصل أهالي المدينة على حقوقهم الشرعية والأساسية قبل البحث في إمكانية التجنيد، وقال :"يجب توحيد القدس إلى قدس واحدة تابعة لإسرائيل وهذا هو مطلب الشارع المقدسي الذي تعب ومل من القيادات الفلسطينية الفاشلة!!".

وعند سؤالنا عما اذا كان "خطيب نسيبة" قد نجح في مشروعه، أجاب حمدان قائلا :"ان نجاحًا سريا وغير معلن برأيي ليس بنجاح، وأنا أؤيد أن يقوم خطيب بعقد مؤتمر صحفي كبير يعلن فيه عن انجازات مشروعه وعدد المجندين بل وان يفتتح مكتبًا رسميًا للتجنيد لكي يعترف بنجاح مشروعة بشكل معلن".

وأشار حمدان الى أن خطيب نسيبة نجح بتجنيد 1000 شاب وشابة من القدس للخدمة المدنية، وأضاف :"غير أنه وفي حال تم تأكيد هذه المعلومة فإنني سأعلن دعمي وتأييدي الكامل لمشروعه".

محافظ القدس: يشكك في نجاح تجنيد الشبان المقدسيين وانزلاقهم في انفاق الاحتلال

الى ذلك قال المهندس عدنان الحسيني محافظ القدس ان ما يقوم به بعض الأفراد هو محاولات ليست بالجديدة، حيث كانت تتم بالسابق بأمور مختلفة، مشككا بنجاح تجنيد الشبان المقدسيين وانزلاقهم في أنفاق الاحتلال الذي مارس بحقهم شتى أنواع الظلم.
وحول الحديث عن 150 شابًا مقدسيًا تم تجنيدهم قال:"هناك من يحاول تصوير الوضع بطريقة مختلفة لتوليد قناعة بأن الأمور تسير كما يرام، ويتبعون بذلك الأكاذيب والإغراءات المختلفة.

وأكد على انه سيتابع القضية للتحذير منها، مشددا على ضرورة توعية الأهالي لأبنائهم.

وأضاف:" ان كافة المخططات الإسرائيلية لا تبعد مدينة القدس عن طاولة المفاوضات ولن تغير كذلك من طبيعتها العربية والإسلامية.

النائب احمد عطون :ليست ظاهرة..ويجب توعية الشباب حول قضية التجنيد

وفي تعقيبه على الخبر قال عضو المجلس التشريعي الفلسطيني احمد عطون الذي يعتصم منذ شهر في مقر الصليب الأحمر بالقدس :"قبل أيام بثت القناة العاشرة لقاءا مع "زهير حمدان" الذي قال بشكل علني وصريح بأنه يخدم إسرائيل ويفتخر بذلك، وقضية تجنيد شبان مقدسيين جاءت بسبب الفراغ السياسي الذي يعيشه المواطن وعدم إحيائه وملئه من قبل السلطة الفلسطينية وبالتالي أصبح المكان مفتوحا أمام العملاء والمتعاونين مع السلطات الإسرائيلية لتنفيذ خططها الهادفة لتغير عقول الشبان المقدسيين".

وأكد أن قضية تجنيد شبان مقدسيين ليست ظاهرة إنما هي على هامش الطريق، مضيفا :"يجب أن تتعامل المؤسسات العاملة بالقدس بشكل ايجابي معها لتفاديها والقضاء عليها وتوعية الشبان حول أخطارها"، ووصفها عطون "بغيمة صيف" سيتجاوزها المقدسيون كما اثبتوا دائما منذ احتلال المدينة.

وقال:"مع بداية الانتفاضة الثانية اعتقد الجميع أن المقدسيين فقدوا روح المقاومة وسلموا بالأمر الواقع، إلا أن الوقائع على الأرض جاءت لتثبت عكس ذلك وبرز ذلك خلال انتخابات المجلس التشريعي ونسبة الإقبال العالية عليها".

وأضاف أن الجهات الإسرائيلية تعمل من خلال مخطط متكامل تشترك فيه كافة الوزرات والمؤسسات بهدف إحكام السيطرة على العقول.

وأشار إلى أن إسرائيل أصبحت اليوم تسيطر بشكل شبه كامل على الأرض في القدس بهدم المنازل أو الاستيلاء عليها ومصادرة الأراضي وبناء المستوطنات، واتجهت نحو الحرب ضد الوجود الانساني المقدسي وبدأت بتفريغها من رموزها كما يحصل مع نواب القدس ووزيرها السابق.

واضاف عطون :"إسرائيل تريد مسح ذاكرة الجيل الناشئ وتغير العقول للتعاطي بأن خدمة الاحتلال يحمل ابعادا إنسانية وخدماتية، وبالتالي سلخهم عن ماضيهم وجذورهم ليسهل اقتلاعهم وزراعتهم في بيئة جديدة، ومن يساعد في تجدنيدهم ينمو على جوانب العمل الوطني والسياسي في القدس"، ووصفهم بموظفي الديكور الذين يحاولون تجميل ما تقوم به اسرائيل من جرائم بعيون الشباب.

عبد القادر: هناك جهود إسرائيلية كبيرة لأسرلة وتهويد الشاب المقدسي

من جانبه أكد حاتم عبد القادر مسؤول ملف القدس في حركة فتح انه سيقوم بالعمل جاهدا لتأكد من تفاصيل قضية تجنيد الشبان المقدسيين ومن الاشخاص الذين يساعدون في ذلك، وقال :"ان هناك جهودا اسرائيلية كبيرة لأسرلة وتهويد الشاب المقدسي حيث أصبح هدفا للاسرائيليين من خلال ممارسة ضغوط نفسية واقتصادية ومنعه من العمل ووضعه أمام خيارات صعبة وذلك بهدف تهيئة المناخ لهذا المخطط الجديد، مستغلة كذلك الخلل والثغرات في النسيج الاجتماعي بالقدس ".
وشدد على ضرورة الوقوف من قبل القوى الوطنية والاسلامية والمؤسسات العاملة في المدينة لتدارك ذلك، كما وجه كلامه الى الاسر المقدسية ومسؤوليتها بمنع ابنائها من الانخراط في تلك الصفوف، وفي كلمة للسلطات الاسرائيلية قال عبد القادر :"اذا طبقت التجنيد في القدس فسيكون سيفا ذي حدين وسيكون له مخاطر كبيرة ستدركها فيما بعد".

الشيخ عكرمة صبري: الخدمة المدنية او العسكرية حرام شرعا..

من جهته أكد رئيس الهيئة الإسلامية العليا الشيخ عكرمة صبري على حرمة الخدمة المدنية او العسكرية في الجيش الإسرائيلي وتعارضه مع الدين الإسلامي الحنيف، وقال :"لا بد من التنبه للطرق التي يتبعها الاحتلال لاحتواء الشباب والإيقاع بهم".

وحذر الشبان المقدسيين من الاندفاع نحو التجنيد وقال :"ان مشروعية اي عمل تكون بأمر واضح وغير سري ونحن نحذر من الوقوع في الأمور المحرمة وغير الشرعية".

وأضاف :"ان ما يقوم به البعض من اتصالات سرية وغير علنية يعني ان الامر غير مشروع، فلو كان مشروعا لكان واضحا وعلنيا، وعلى الشبان والفتيات ان يكونوا حذرين وان لا يقوموا بأي عمل الا بعد الاستفسار والاستيضاح عنه".
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]