تعرض رجل الدين السعودي الدكتور محمد النجيمي إلى انتقادات واسعة في المنتديات والمواقع الإلكترونية بسبب مشاركتة في يوم المرأة العالمي في الكويت، وظهوره مع ما يزيد عن 20 إمرأة معظمهن غير محجبات.

وجاءت مشاركة النجيمي في حفل نظم في الكويت أخيراً تحت عنوان "النظرة والثقافة المجتمعية والدينية للإعلامية". وأظهرت لقطات فيديو مصورة النجيمي وهو يلقي محاضرة على مجوعة من النساء الكويتيات حول العلاقة بين الرجل والمرأة وتسلط الرجل عليها، إضافة لقضايا أخرى مثل الحجاب والاختلاط.

ومعروف أن الدكتور النجيمي من المعارضين للاختلاط، وكان من المؤيدين لفتوى الشيخ عبد الرحمن البراك بجواز قتل من يجيز الاختلاط في ميادين العمل والتعليم، والتي أثارت جدلاً عربياً واسعاً، وقامت على إثرها السلطات السعودية يحجب موقعه على شبكة الإنترنت.

وتوقعت مواقع ومنتديات إلكترونية أن تكون مشاركة النجيمي في يوم المرأة في الكويت، وجلوسه مع النساء، تراجعاً عن فتاواه وتأييده لمنع الاختلاط، لكن النجيمي أصر على موقفه. وقال في تصاريح إعلامية متفرقة إنه "يعتقد اعتقاداً جازماً بحرمة الاختلاط".

وفي سؤال للشيخ النجيمي عما إذا كان على علم ودراية بوجود اختلاط في هذا اللقاء، قال: "نعم كنت على دراية وارتكبت أخف الضررين، وما حدث ليس حجة على الله وإنما اجتهاد مني. فأنا أعتقد اعتقاداً جازماً بحرمة الاختلاط"، مؤكداً أنه ارتكب خطأ بجلوسه بين النساء، ولكنه أخف الضررين، ولا أحد يستطيع أن يقول إنه صواب.


زواج المسيار

ونفى الشيخ الدكتور محمد النجيمي أن يكون قد دافع عن الاختلاط العارض. وقال إن لقاءه في الكويت ضم حوالى عشرين امرأة أغلبهن من كبيرات السن "القواعد" ولم يكنّ متحجبات.

وقال إنه اجتهد بمخالطته نساء غير محجبات مغلباً جانب المصلحة العامة، وأن الضرورة كانت تستدعي أن يتحدث إلى نساء غير محجبات. وأوضح أن اللقاء كان محاضرة حول "حقوق المرأة في الإسلام" بمناسبة اليوم العالمي للمرأة.

وهو ما رفضته الإعلامية والناشطة السياسية الكويتية عائشة الرشيد، التي أكدت في تصريح لصحيفة المدينة السعودية، الجمعة 9-4-2010 أن النجيمي كان يعلم أن الاحتفالية بمناسبة الذكرى المئوية ليوم المرأة العالمي تحت شعار "الإعلامية الخليجية الواقع المهني والصورة الذهنية"، وأن غالبية الحاضرات من النساء، ولم يكن هناك إلا عدد قليل من الرجال.


اختلاط عارض

ووصفت قول النجيمي بأن أكثر الحاضرات من القواعد من النساء بأنه ليس صحيحاً، مشيرة إلى أن الدكتورة نرمين الحوطي تحدثت عن وجهة نظرها في الجلسة، وأن موضوع التحرش موجود في كل مكان. كما أن الغالبية اعترضن على كلام الشيخ النجيمي حول زواج المسيار، إذ عندما سُئل هل تسمح لابنتك بأن تتزوج زوارجاً مسياراً رفض ذلك بشدة وقال "لا أسمح لها والأفضل أن تجلس في المنزل دون زواج".

وأضافت الرشيد أن النجيمي حرص على ممازحة النساء ومداعبتهن وتبادل الضحكات معهن وتطرق للنقاش حول الحجاب والاختلاط، وسألته عن رأيه في الاختلاط، فقال: إنه لا يرى جوازه، وأن وجوده بينهن الآن يسمّى اختلاطاً عارضاً لا يرى مانعاً منه.

يذكر أنه تمت دعوة الشيخ محمد النجيمي لرئاسة جلسة كان محورها الأساسي دور رجال الدين في تصحيح الصورة النمطية للمرأة الإعلامية.
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]