بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة مرض "الايدز" التقى مراسلنا مع الدكتور جمال حسون من مدينة شفاعمرو والذي يعتبر احد الاطباء المعروفين والمختصين في البلاد في مجال الامراض الباطنية واخصائي في امراض جهاز المناعة والحساسية ويعمل في مستشفى "رمبام" في حيفا وكان في الماضي القريب نائب مدير قسم التصنيف.

حسب الاحصائيات: كل خمسة ثواني يصاب شخص وخلال عشرة ثواني يموت شخص من "الايدز"

وعن مرض "الايدز" قال: يعتبر مرض "الايدز" وباء القرن العشرين والواحد والعشرين وذلك بسبب عدد المصابين في العالم وحتى الان يعتقد بانه اصيب في هذا الوباء 60 مليون شخص وتوفي ما بين 20 – 30 مليون شخص نتيجة اصابتهم "بالايدز" في العالم.

وهذا الوباء ادى الى مضاعفات كبيرة جدا خاصة في الدول النامية والدول الافريقيا ففي منطقة الجنوب الصحراوي الكبرى وما يعني البلدان الافريقية هناك نسبة الاصابة في بعض المدن تصل الى 50% من سكانها وعلى سبيل المثال في مدينة (هراري) عاصمة زمباوي عدد المصابين يفوق نصف عدد سكان العاصمة، ففي جنوب افريقيا كل مرأة سوداء ثالثة مصابة بداء "الايدز".

وأدى هذا المرض الى تقصير معدل حياة الانسان في الدول الافريقية وادى الى شلل اقتصادي في دول معينة واليوم في افريقيا يتواجد 20 مليون يتيم بسبب هذا الوباء وهذا الارتفاع هائل بعدد الاصابات في جنوب شرق اسيا وهناك ارتفاع ايضا في دول الاتحاد السوفيتي سابقا وفي منطقة الشرق الاوسط وللاسف الشديد لا توجد احصائيات خاصة في الدول العربية والتي تعطي احصائيات عن وضع "الايدز" في الدول العربية ومن يقوم بتركيز هذه الاحصائيات في العالم منظمة الصحة العالمية، وقبل فترة وجيزة كان هناك مقال في مجلة (جاما) الامريكية ومفاده انه لم يحن الوقت لان ننام لتعاضم مرض "الايدز" وحدته ولم نصل للحد من هذا الوباء ففي كل خمسة ثواني يصاب شخص جديد في العالم بداء "الايدز" وخلال عشرة ثواني يموت شخص من هذا المرض، فمن هذه المعطيات لا نستطيع ان نقول ان هذا الوباء في طريقه للزوال.

ما يقارب 100 مليون انسان يعيشون مع المرض حاليا

وردا على سؤال مراسلنا بان الوضع قاتم جدا بخصوص انتشار مرض "الايدز" وانحصاره في الدول الفقيرة قال الدكتور حسون: هذا تعبير صحيح ولكن ايضا في الدول المتطورة هناك مجموعة سكانية كبيرة من المثليين ومجموعات تعاطي المخدرات والسموم وهذه المجموعة تعودت بان هناك علاج للمرض واصبحت تمار سالجنس وطقوس اخرى وحقن السموم وبشكل اكثر حرية حسب اعتقاداتهم وهذا يؤدي الى الانتشار ايضا في الدول المتطورة عدا ذلك يعتقد بان الاحصائيات الحالية لا تمثل الواقع في العالم وان عدد المرضى في "الايدز" هو مضاعف عما هو معروف فنحن نتحدث عما يقارب 100 مليون انسان يعيشون مع المرض حاليا ولكن القسم الاكبر من هؤلاء وبسبب العلاج يعيشون حياة شبه عادية وهذا ناتج كذلك عن تطوير الادوية حيث ادت هذه التحسينات ان يعيش المصابين بهذا الوباء بصورة كاملة وبكل ما تعنيه الكلمة، وعلى سبيل المثال في مستشفى رمبام ولد حتى الان ما يقارب 100 طفل اصيب احد افراد العائلة بمرض "الايدز" بينما 99% من هؤلاء الاطفال معافون.

وردا على سؤالنا بخصوص تطور الادوية في معالجة مرض "الايدز" قال الدكتور حسون: اقولها وبشكل اخر بانه وفي السنوات 1981 حتى 1987 ومع اكتشاف مرض "الايدز" تم تطوير دواء واحد يدعى " ايزتي" لكن وفي السنوات التسعة الاخيرة التي اعقبت هذه الفترة تم تطوير ما يقارب 20 دواء اضافي وهذه الادوية ادت الى تغير التوجه بين السنوات المذكورة كان يتوفى ما يقارب 80% من مرضى "الايدز" اما الان فان معدل حياة مرضى "الايدز" تشابة حياة الانسان المعافى تماما واليوم ننظر الى مرضى "الايدز" كمرض مزمن نستطيع التعامل معه او نصل الى ما يسمى التعايش مع المرض وأضاف : الاحلام التي كانت تراود الاطباء في نهاية القرن العشرين بانه باستطاعتنا القضاء على الفيروس فنحن اليوم اكثر واقعين لان الفيروس موجود داخل الجسم ويختبئ بداخل اعضاء مختلفة مثل الدماغ العينين والخلايا الانفوية ويتكاثر بشكل مستمر ومع غياب العلاج فان الفيروس يتكاثر ما نسبته 10 بليون فيروس يوميا، واضاف: كل شيء يتعقل بالاموال التي تخصص للابحاث في بداية الوباء خصصت ملايين الدولارات اما اليوم فنحن نتحدث عن ميزانية تصل الى 50 مليار دولار سنويا وفي هذا السياق فقد استفاد الاطباء والمختصين في تطوير والتعامل مع امراض اخرى خلال هذه الفترة فاليوم نرى ما يحدث مع فيروس الخنازير وتجربة الابحاث التي بحثت في وباء "الايدز" اعطتنا الكثير من الادوات للتعاون مع اوبئ اخرى وعلى سبيل المثال اتهاب الكبد الفيروسي وبعض الادوية التي تم تطويرها للايدس تستعمل لعلاج مرضى الكبد ومع ان الوباء له المعنى السلبي كوباء لكن الابحاث تؤدي الى منافع في مجالات مختلفة.

حسب الاحصائيات: 6 اصابات لكل 100 الف مواطن في البلاد

اما بخصوص الاحصائيات حول مرض "الايدز" في البلاد قال الدكتور جمال حسون : هناك نسبة من الاصابات السنوية وحسب معطيات وزارة الصحة لعام 2008 فان النسبة هي 6 اصابات لكل 100 الف مواطن وهذه نسبة منخفضة مقارنة مع العالم الغربي ويعود الفضل للعلاج والتشخيص اضافة لكون اسرائيل دولة صغيرة ومحدودة ومراقبة، اما اذا اردنا التعمق في المعطيات فان هناك مجموعات كبيرة والتي تعتبر مجموعات معرضة للاصابة في "الايدز" وهي المثليين ومتعاطي السموم اضافة الى شريحة الذين يعانون من نقص في جهاز المناعة والشريحة الاضافية هم من القادمين الجدد ومن اثيوبيا وروسيا.

*الاحصائيات في الوسط العربي غير حقيقة لكن نسبة المصابين منخفضة.

امام بخصوص الاوضاع في الوسط العربي في البلاد قال الدكتور جمال حسون : مقارنة مع الوسط اليهودي فان نسبة المصابين من العرب هي اقل وقد تصل الى 3 في ال 100 الف لكنني اعتقد بان هذه النسبة غير حقيقية لان المواطن العربي لا يتوجه للفحص واجراء الفحوصات كما يحدث في اوساط اخرى كما اعتقد بان الوعي يمنح هذه النتائج ويساعد على الحد من انتشار المرض اضافة الى التصرف الاجتماعي السليم يحد من انتشار مرض الايدز في المجتمع العربي وهناك حاجة ماسة للمزيد من التوعية وطرح المعطيات الحقيقية خاصة بين جمهور الاطباء العرب

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]