اعلن جيش الاسرائيلي الاستنفار ورفع حالة التأهب بحجّة رصد تحرّكات عسكرية ايرانية على مقربة من الحدود السوريّة.

وتشهد المنطقة مؤخرا عدّة تحرّكات عسكريّة اللتي اعتبرها البعض بمثابة مؤشرات لصيف ساخن يتخلّله حرب واسعة.

الانسحاب من الاتفاق الإيرانيّ

وفي تعقيب له، قال المحلّل السياسي عبد اللطيف حصري بحديثه مع بكرا:"لم يكن قرار الانسحاب من الاتفاق النووي، حاجة أمريكية بقدر ما هي حاجة اسرائيلية، كما لم يكن قرار إعادة العقوبات حاجة أمريكية بقدر ما هي حاجة سعودية. فالعقوبات التي فرضت على ايران بداية في عام 2012، خفضت صادرات إيران النفطية إلى النصف، وشكل الاتفاق النووي ورفع العقوبات، رافعة لرفع صادرات إيران إلى 2.6 مليون برميل نفطي في اليوم. ويأمل ترامب أن يجبر تجديد العقوبات إيران على الخضوع لفرض قيود أشد على برنامجها النووي. لكن تأثير هذه العقوبات لن يكون كبيراً بقدر ما كان عليه في عام 2012، على الأقل ليس فوراً. ووفقًا للقانون الأميركي، ستصبح العقوبات سارية فقط خلال ستة أشهر، ولن تكون الصين والهند على استعداد الى الأخذ بقرار الولايات المتحدة وستستمر في شراء النفط الإيراني، سيما وان عجلات انتاجها قد ترابطت بالنفط الايراني وباتفاقات طويلة الأمد".

وتابع حصري حديثه قائلا:" كما لا نتصور المستثمرين الاوروبين يفرون من ايران، في اعقاب اعلان ترامب، خاصة في ضوء اعلان تريزا ماي وماكرون وأنجيلا ميركيل، احترام الاتفاق وعدم المساس به، باعتباره حاجة وضرورة للأمن القومي الاوروبي. وقد يقود تمادي ترامب لتشمل عقوباته شركات وحكومات اوروربية ناشطة في ايران، الى صدع لن تنجح الادارة الامريكية في رأبه. قد يكون نتنياهو بذ الطبيب الروسي الشهير بافلوف، وجعل الذيل يبصبص بكلبه وان سال لعاب ترامب إذ استشعر الحرب والدم كما إستشعرت كلاب بافلوف الطعام. لكن المؤكد ان اسرائيل لن تسارع الى خوض حرب مباشرة مع ايران، وتريدها حربا بالوكالة، ويسعدها ان يكون وقودها لحما عربيا، ولن تمانع ان كان امريكيا أيضا، وما لا تستطيع اسرائيل الهروب منه هو "نجاحها" في ادخال المنطقة الى جنون سباق التسلح النووي، رغم ان المؤشرات من طهران تشير الى غير ذلك، وتؤكد أن وجهة ايران الى التطور العلمي والنماء الاقتصادي، ومن يستعجل اشعال المنطقة هي اسرائيل وليس ايران".

وخلُص تعقيبه بالقول الى انّ:" لا تعدم ايران خيارات الرد، وتطمينات روحاني المدعومة بمواقف روسية صينية اوروبية لن تسحب الخيارات من يدها، وإحدى تلك الخيارات خيار "مع ذيلها"، فلا شك أن الخيار الأكثر جذرية سيؤدي إلى انسحاب إيران من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، وطرد المفتشين الدوليين، وبطبيعة الحال عودة أجهزة الطرد المركزي للعمل بأقصى طاقتها، لتخصيب اليورانيوم بنسب أعلى مما احتاجته أبحاثها العلمية والطبية، وقد تذهب الى حد انتاج السلاح النووي".

ايران لن تنتحر سياسيًا

وفي تعقيب له، قال الناشط الشبابي معتصم زيدان بحديثه مع بكرا:" ايران مشغولة مع العالم بعد انسحاب امريكا من الاتفاق لهذا لن تنتحر سياسيّا ولن تردّ واسرائيل ستكمل القصف والضرب من ناحيتها".

شرق جديد بطابع إسرائيلي

وفي حديثه له معنا، قال الناشط نضال عبّود بحديثه مع بكرا:" حسب كل المعلومات والاوضاع المشحونة في شرقنا الاوسطي فهذا يدل على قدوم حرب حاسمة وشديدة وهدفها خلق شرق جديد بطابع اسرائيلي، ولو عدنا قليلا الى الماضي عندما ألغى هتلر اتفاقية ميونخ 1938 فاندلعت الحرب العالمية الثانية وألغى صدام اتفاقية الجزائر 1974 فاندلعت الحرب العراقية الإيرانية وإلغاء ترمب للاتفاق النووي يجعل العالم يكتم أنفاسه لترقب ما سوف يحدث".

وأشار عبّود بحديثه الى ان: "التاريخ الحديث مليء بالحروب العرضية. إذا اندلعت الحرب بين إسرائيل وحزب الله، يمكن لإيران أن تنضم إلى المعركة، مما سيؤدي إلى عواقب كارثية. في عالم العلاقات بين إيران وإسرائيل، تنتظرنا أيام متوترة، بل متوترة جداً. ربما أكثر توتراً من الأيام التي سبقت الاتفاق النووي في عام 2015 بين إيران ومجموعة 5 + 1".

واكدّ الناشط بحديثه على انّ:" على الرغم من الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، الذي يُقال عنه، بحسب العديد من كبار المسؤولين العسكريين والأمنيين الإسرائيليين السابقين، أنه خدم أمن إسرائيل، يشير سيناريو ناشئ إلى أننا نواجه الآن صراعاً آخراً بين إيران وإسرائيل.خلال الفترة التي سبقت اتفاق عام 2015، ووفقاً لتقارير مختلفة، فإن بعض كبار المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين الإسرائيليين، وكذلك شيمون بيريز، اعترضوا بشدة على خطط نتنياهو لمهاجمة إيران.في رأيي، فإن خلفاء هؤلاء، وبعضهم قد يكون ممن عارضوا خطة مهاجمة البرنامج النووي الإيراني، قد يغيرون مواقفهم ويدعمون هجوم جديد. وسيؤدي ذلك إلى شنّ حملة واسعة النطاق وطويلة المدة، بصواريخ أرض – أرض وسلاح الجو الإسرائيلي، على قواعد ايران العسكرية والصناعية والاقتصادية".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]