على ما يبدو فأن الإدعاء الرائج بأن "أعضاء الكنيست العرب لا يخدمون ناخبيهم وينشغلون في القضية الفلسطينية الوطنيّة على حساب الحقوق المدنية والقضايا المحلية"، علمًا أنه لا يمكن الفصل بين القومي والمدني لتأثير الأول على الثاني والعكس، يحرّك الإعلام الإسرائيلي الذي يُعزز هذا الإدعاء مما يترك الأثر لدى المُستمع اليهودي بأن النائب العربي منشغل أكثر في القضية الفلسطينية.

بحث يؤكد أنّ الإدعاء غير صحيح

ويأتي هذا التعزيز على الرغم من أنّ نتائج البحث الذي أجراه صندوق إبراهيم في السياق أظهر أنّ 97% من اقتراحات القوانين التي تم تقديمها على يد أعضاء كنيست عرب، و 75% من الاستخدامات في الأليات البرلمانية الاضافية (اقتراحات، خطابات بدقيقة، استجوابات) تطرقوا الى مواضيع مدنية واجتماعية-اقتصادية متعلقة بالأقلية العربية وللجمهور الاسرائيلي بشكل عام، كما وأظهر ذات البحث أن 46% من نشاطات الاعضاء العرب تطرقت بشكل مباشر للمواطنين العرب.

وأظهر "مؤشر التمثيل" في وسائل الإعلام الذي أطلقته "سيكوي- الجمعية العربية اليهودية لدعم المساواة في اسرائيل"، في شهر آذار الأخير، بالتعاون مع موقع "العين السابعة – هعاين هشبيعيت" وصندوق "بيرل كتسنلسون"، أنّ الإعلام الإسرائيلي يقصي العرب من المقابلات والبرامج الحوارية وأن أغلب المقابلات، في حال وجدت، تكون مع أعضاء كنيست عرب حيث شخّص المؤشر أنّ 40% من المقابلات مع عرب كانت مع أعضاء كنيست.

الإعلام الإسرائيلي يعزز مقولة أن النواب لا يخدمون الناخب العربي

ومؤخرًا قام القيّمون على "مؤشر التمثيل" بفحص كيفية تعامل الإعلام الإسرائيلي مع النواب العرب ليتضح أنّ الإعلام الإسرائيلي يهمش إنجازات النواب العرب في على المستوى المدني ويشدد أكثر على مواقفهم وعملهم في المجال القومي والصراع الفلسطيني إسرائيلي.

وأظهر المؤشر أن 75% من المقابلات مع النواب العرب تمحور حول القضية الفلسطينية وقضايا أمنية مختلفة.

وسجل المؤشر قرابة الـ 501 مقابلة مع نواب عرب في القنوات الإسرائيلية المختلفة منذ بداية العام الحاليّ من أصل 1808 مقابلة وخبر عن العرب بشكل عام. وللتفصيل أكثر فأن 144 مقابلة مع نواب عرب جرت في اذاعة "ريشت بيت"، 103 مقابلة جرت في اذاعة "غالي تساهل"، 95 مقابلة في القناة الـ2، 85 مقابلة في القناة الـ1، و74 مقابلة في القناة الـ 10.

كما وأظهر المعطيات أن 57% من المقابلات تمحورت حول القضية الفلسطينية و- 42% من المقابلات تطرقت إلى قضايا أمنية مختلفة فيما 43% من المقابلات فقط تطرقت إلى مواضيع مدنية داخلية.

بقي أن نشير أنّ "مؤشر التمثيل" وهو مشروع اعلامي جديد يعالج إقصاء المجتمع العربي من الاعلام الإسرائيلي، وسيتم بضمنه نشر لمعطيات حول تمثيل المجتمع العربي في قنوات وبرامج التلفزة والإذاعة المركزية في البلاد.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]