حذر مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس من أسوأ أزمة لجوء تشهدها الوكالة منذ سبعة عقود، وقال إن "الأزمات الكبرى في سوريا والعراق وتكثف الأزمات الجديدة والقديمة التي لم تنته بعد، أنشأت أسوأ وضع نزوح في العالم منذ الحرب العالمية الثانية"، مشيرا إلى أن العدد بلغ خمسين مليونا للمرة الأولى منذ 1945.

ووصل أكثر من ثلاثة ملايين سوري إلى تركيا ولبنان والأردن والعراق خلال الحرب السورية التي تقترب من إكمال عامها الرابع.

اللاجئون وسط العاصفة هدى

توفي امس الأربعاء، لاجئان سوريان في لبنان، أحدهما طفل يبلغ من العمر 8 سنوات، جراء البرد الكرافق للعاصفة "زينة" التي تضرب البلاد وعدداً من الدول بمنطقة الشرق الأوسط.

وبحسب ما ذكرته وكالة الأنباء اللبنانية، فإن "اللاجئ السوري عمار كمال (35 عاماً) الذي يعمل راعياً، توفى في منطقة الرشاحة في منطقة شبعا الحدودية (جنوب شرق) جراء العاصفة، كما توفي طفل سوري (8 أعوام) كان بطريقه مع والده وشقيقه عبر الطريق الجردية إلى شبعا، (دون أن تذكر هوية الطفل)".

وشهد لبنان، أمس الاول الثلاثاء، أول حالة وفاة لطفلة سورية لاجئة، جراء البرد القارس المرافق للعاصفة "زينة"، بحسب مصدر طبي أوضح أن الطفلة التي لا يتجاوز عمرها ١٠ سنوات توفيت في أحد مخيمات اللجوء في منطقة البقاع (شرق).

مدير مكتب اتحاد الكتاب السوريين الأحرار في مخيم أطمة: الوضع هنا كارثي

نشر ناشطون مناشدات إنسانية لإنقاذ النازحين السوريين المقيمين في مخيمات أطمة بريف إدلب الشمالي، بعد أن اجتاحت العاصفة خيامهم ليصبحوا تحت السماء دون مأوى، ليس يوم القيامة بالتأكيد لكن ما يحدث قد يكون أقسى وأصعب، ففي يوم القيامة يتساوى الناس جميعاً بوقفة واحدة بينما هنا يموت البعض من البرد في حين يموت آخرون من التخمة.

فيما هرع الكثير من الأهالي بريف إدلب إلى مخيمات أطمة وغيرها من المخيمات المنتشرة على الشريط الحدودي مع تركية لمساعدة النازحين، كما تمكن بعضهم من الوصول وتقديم المساعدة وكثير منهم استضافوا أسراً قد تشردت حتى من خيامها في منازلهم المتواضعة.

كما طالب إعلاميون أن يتوجه كل من يملك سيارة إلى المخيمات لنقل النازحين إلى أماكن تقيهم البرد والمطر، وبالفعل شهد ريف إدلب منذ الصباح حركة كبيرة -رغم عشوائيتها- أدت إلى تخفيف الكثير من المعاناة عن العديد من الأسر المنكوبة، إذ تحرك رجال الدفاع المدني وعناصر الجيش الحر والأهالي.. الكل جنباً إلى جنب بهدف التخفيف مما يعانيه أولئك الذين شردتهم براميل نظام بشار الأسد ليقعوا ضحية قسوة العاصفة.

الوضع في تركيا وسط العاصفة

الشاعر مصطفى كريمش رئيس مكتب اتحاد الكتاب والأدباء السوريين في مخيم أطمة الحدودي يعيش المعاناة مع النازحين هناك كأي واحد منهم، بل يتحمل مسؤوليات كثيرة ويتكبد العناء الأكبر في محاولات مستمرة منه لترتيب الأوضاع وتقديم ما يمكن أن يقدمه هناك.

تواصل “الكريمش” مع كلنا شركاء وشرح حقيقة الوضع في المخيم فقال: “الوضع في مخيم أطمة كارثي، وسأوجز ببضع جمل، يمتد المخيم بطول خمسة كيلومترات طولاً وعرضاً ثلاثة كيلومترات تقريبا، ويسكنه أكثر من أربعين ألف نازح من العائلات المشردة، أرض المخيم طينية وتضاريسه جبلية، إنها منطقة سفوح ووديان” .

ويضيف الشاعر العالق في العاصفة: “نحن نتعرض لمنخفض جوي شديد منذ ثلاثة أيام، أمطار غزيرة ورياح وبرد، وماذا تقاوم الخيمة بالريح العاتية، جرفت السيول والوحول أكثر من ثلاثين خيمة، يعني ثلاثين عائلة تحت رحمة العاصفة، والمواصلات مقطوعة”.

ينشد الشاعر بحرقة قلب:

بأطمة أمطار تهمي …

وجوع . .

وبرد يدندن آه خيام ..

سيول .. وحول . وجرح

و طين .. وأطفال غرقى تصيح

ودمع …

وأم تنادي وشيخ يضيع .

ويصرخ.. يصرخ.. ولا مستجيب لهذا الكلام …

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]