تم هذا الصباح (الأحد) تقديم لائحة أتهام ضد سارقي الآثار الذين حاولوا سرقة مخطوطات أثرية من صحراء النقب.
جاء هذا الحدث، في اعقاب حملة اعتقال مثيرة جدا في نهاية الأسبوع الماضي والتي قام بها مفتشو سلطة الآثار بالمساندة من وحدة الإنقاذ في مدينة عراد.
وجاءت عملية القبض على اللصوص ضمن حملة للكشف عن سارقي اللفائف والتي استمرت اكثر من سنة، كما جاء من سلطة الآثار.
وادي السيال
وابتدأت القصة لدى ملاحظة أعضاء الوحدة للأنقاذ عراد خلال ساعات الصباح الباكر، خلال تدريبهم بالمنطقة، وجود حركة مشتبهة وغريبة في احد الكهوف بالمنحدر الشمالي من وادي السيال (بالعبرية: ناحال تسيئليم).
وتم استدعاء مفتشي الوحدة لمكافحة سرقة الآثار من سلطة الآثار الى المنطقة، الذين راقبوا المنطقة بواسطة وسائل التصوير والمراقبة الخاصة.
وتم الملاحطة خلال ذلك ان المجموعة تجري بالمغارة حفريات غير قانونية بواسطة إستعمال الأجهة الكاشفة للمعادن وأدوات أخرى للحفر.
كهف الجماجم
استطاعت المجموعة إجراء البعض من التنقيبات في المغارة المعروفة لدى الأثريين بأسم "كهف الجماجم". المشتبه بهم، دمروا أجزاء كبيرة بالمغارة خلال أعمال الحفربات بما في ذلك تخريب طبقات أثرية كثيرة وإجراء الأضرار لمكتشفات أثرية وتاريخية هامة من الفترة الرومانية تعود الى 2000 عام قبل أيامنا بالتقريب، وإضرار مكتشفات من العصر النحاسي أي قرابة 5000 عام قبل أيامنا.
تتواجد المغارة في المنحدر الصخري قرابة 150 مترا من على مستوى قاع وادي السيال، وقرابة 70 مترا تحت حافة المنحدر العليا. الوصول الى المغارة ممكن فقط سيرا على الأقدام من درب للغزلان وهو ضيق جدا يمتد على جدران من الصخر شديد الأنحدار ويشكل خطرا لحياة المتسلقين.
المتهمون من سعير الخليل
المشتبه بهم مجموعة من الشبان جميعهم من قرية "سعير" بالقرب من الخليل، أبرزوا مهارة في تسلق الجبل بواسطة المعدات التي كانت بحوزتهم.
بعد مشاهدة المشتبه بهم وتوثيقهم خلال الأعمال، في ساعات المساء، بدأو بالصعود روديدا الى أعلى المنحدر وهم يحملون على ظهرهم المكتشفات الأثرية من الكهف (مثل: مشط القمل من الفترة الرومانية تاريخه 2000 عام)، وادوات كثيرة للتنقيب مثل جهزان لكشف المعادن، أدوات للحفر وأدوات لهدم الجدران، أدوات لأضائة، حبالف، مياه وإذاء بكميات كبيرة مما يدل على نيتهم البقاء في المغارة لمدة طويلة. في قمة الجبل، كان بالأنتظار مفتشي سلطة الآثار الذي ألقوا القبض على المجموعة فور وصلهم. تم توقيفهم وتحويلهم الى محطة شرطة عراد بهدف التحقيق معهم، وهنالك بالمساعدة من الشرطة تم التحقيق معهم لساعات طويلة.
تم اعتقال المتهمين بنية التحقيق وتحويلهم الى المحكمة في بئر السبع بهدف تمديد الأعتقال مرتين بنية اتمام التحقيق واليوم صباحا تم توجيه عريضة الأتهام لهم من قبل المدعي العام في لواء الجنوب.
الوحدة لمكافحة سرقة الآثار في سلطة الآثار
وفقا لأقوال أمير جانور، المدير للوحدة لمكافحة سرقة الآثار في سلطة الآثار، "مجموعات سارقي الآثار في صحراء النقب تعمل منذ سنوات طويلة. تحاول هذه المجموعات سرق المخطوطات القديمة وتحف نادرة أخرى والتي تم أبقائها في الكهوف خلال العصور القديمة خلصة خلال فترة ثورة اليهود ضد الرومان بين الأعوام 70-66 ميلادي وخلال فترة ثورة بار كوخبا في السنوات 135-132 ميلادي، حينها اتخذ المحاربون اليهود هذه الكهوف مخبأ لهم من الجنود الرومان. هذه التحف الأثرية تباع بمبالغ طائلة في أسواق الآثار بالبلاد وبأنحاء العالم. ما يميز صحراء النقب هو المناخ الجاف الذي يساهم على صيانة والحفاظ على هذه المكتشفات بشكل ممتاز خاصة المكتشفات من المواد العضوية مثل الجلد، الخشب، العاج، وهي مميزة جدا ومن ضمنها أيضا المخطوطات المصنوعة من الجلد أو ورق البردى والتي تحمل كتابات متنوعة من بينها، كتابات دينية، أسفار من التوراة، وثائق وعقود قانونية ونصوص تاريخية. العديد من المكتشفات المسروقة وصلت الى أسواق التجارة بالتحف الأثرية في البلاد والخارج، إلا اننا منذ العشرات السنين لم نستطع القبض على السارقين في منطقة صحراء يهودا متلبسين خلال السرقة. وهذا بسبب الصعوبة في كشف عملياتهم والقبض عليهم في الجغرافيا الصغبة للمنطقة.
في أعقاب الوصول الينا البعض من المكتشفات الأثرية المميزة التي مصدرها هذه المنطقة، فقد تم إتحاذ القرار قبل سنة بيد من كان المدير العام لسلطة ألآثار آنذاك "شوكا دزرفمن" (رحمه الله) بالتشديد على منطقة صحراء النقب وزيادة التفتسيش للمحاولة للوصول الى الكهف التي فيها يتم سرقة واستخراج التحف المميزة. وقد تم توكيل الوحدة لمكافحة سرقة الآثار للقيام بهذه المهمة والتي باشرت العمل بالمنطقة علنا وخفية على حد سواء.
تم القبض على واحدة من مجموعات السارقين الرئيسية لاتي عملت في صحراء يهودا في السنوات الأخيرة. وقد تم القبض على المجموعة وبحوزتها مكتشفات أثرية مميزة جدا والتي سرقت من الكهف. وافادت الوحدة لمكافحة سرقة الآثار أنها ستكمل إجراء تحقيقات أخرى خلال هذا الأسبوع لمشتبهين إضافيين الذين عملوا على سرقة وتخريب مواقع أثرية.
تستثمر سلطة الآثار الكثير من الموارد والجهود بهدف الحفاظ على القيم الأثرية والتراث في دولة إسرائيل. تشدد سلطة الآثار على ان الحفريات في المواقع الأثرية دون تلقي الترخيص لذلك وأجراء الأضرار بالآثار هي مخالفة للقانون، التي يمكن بسببها السجن الفعلي لمدة خمس سنوات.
[email protected]
أضف تعليق