أصدر القضاء القطري حكما بإعدام المواطن بدر هاشم خميس عبد الله الجبر بعد إدانته باغتصاب معلمة بريطانية وقتلها وإخفاء جثتها في الصحراء، كما حكمت في القضية ذاتها على القطري الاخر محمد عبد الله حسن عبد العزيز لمساعدته القاتل في إحراق جثة الضحية ورميها في الصحراء، "بهدف طمس معالم الجريمة وعرقلة التعرف إلى هويتها".

وصدر الحكم بوجود والدة القتيلة التي جاءت من لندن لحضور المحاكمة، كما ذكرت صحيفة "البيان" الإماراتية.

تشير تفاصيل الجريمة إلى أن القتيلة، لورين باترسون، عادت إلى الدوحة في منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي من بريطانيا حيث شاركت بجنازة جدتها، وفي اليوم التالي، وكان يوم سبت، توجهت مع صديقاتها إلى ملهى فندق "لا سيغال" في الدوحة، وغادرته فجر الأحد برفقة رجال قطريين ومن ثم اختفى أثرها. ما أن علم صديق القتيلة جيمس غريما، وهو من مالطا وحاصل على الجنسية البريطانية باختفاء لورين، سارع إلى كتابة مشاركات في مواقع التواصل الاجتماعي حول اختفائها. لكنه ما لبث أن استبدل كلمة "اختفاء" بمفردات توحي بثقته في أنها قُتلت، وذلك بعد عثور الشرطة على جثة في الصحراء تحمل مواصفات الضحية التي قضت وهي في الـ 24 عاما. كما كتب غريما بعضا من التفاصيل التي عايشتها لورين قبل قتلها، بناء على معلومات كشفت عنها صديقات الراحلة، مشيرا إلى أن قاتلها اغتصبها وأشعل النار بجثتها ورماها في الصحراء، وإلى أنها خرجت من الملهى برفقة صديقها القطري السابق وزميله. كما كشف عن رسالة نصية قصيرة بعثتها لورين له تخبره بها أنه "تم اقتيادها إلى بيت غير منزلها". حظيت مشاركات جيمس غريما باهتمام كبير بين النشطاء في الانترنت الذين تعاطفوا معه، كما ضم بعضهم صوته له بمناشدة السلطات القطرية "العدالة والقصاص" بغض النظر عن هوية الجاني. وصلت أصداء هذه الحادثة إلى الإعلام البريطاني الذي سلط الضوء على الجريمة وواكب التحقيقات التي أسفرت عن اعتقال المتهمين واعترافهما بارتكاب الجريمة، كما تابع الإعلاميون جلسات المحاكمة. طالب المدعي القطري العام بأقصى عقوبة للجاني لاغتصاب لورين وقتلها، كما طالب بتعويض لعائلة القتيلة قدره 20 مليون ريال قطري.

من جانبه استند محامي الدفاع إلى عدم وجود دليل مادي ضد المتهمين وإلى أن "اعترافات المتهمين أخذت تحت الإكراه"، خاصة وأن محامي المتهم الرئيس في القضية لم يحضر جلسة اعتراف موكله، وأن الأخير أمضى 10 أيام في السجن قبل إخطار عائلته باعتقاله. وشرح الدفاع من وجهة نظره كيفية وقوع الجريمة بالقول إن لورين باترسون توجهت إلى منزل المتهم الأول بمحض إرادتها، وهناك دب خلاف بينهما أدى إلى شجار تسبب بحالة هستيرية لها، فانقضت عليه بسكين مما أدى إلى جرح في شفته السفلى، ثم وقعت على الأرض فدخلت السكين في جسدها. أما في ما يتعلق باغتصاب لورين فيرى الدفاع أنه ليس هناك دليل "قاطع" يؤكد ذلك.

لكن محامي عائلة باترسون تمكن من إثبات التهمة على بدر الجبر وأنه اغتصبها في منزله وشرع في قتلها بعد ان دافعت لورين عن نفسها وجرحته في شفته السفلى بأظافرها، وهنا طعنها الجبر بسكين مما أدى إلى مقتلها، ثم حملها بمساعدة صديقه إلى مكان في الصحراء على مشارف الدوحة وأشعلا بجثتها النار.

يذكر أن جثة الشابة البريطانية تعرضت لتشوهات أفقدتها ملامحها، مما استدعى إجراء فحص على الحمض النووي للتحقق مما إذا كانت الجثة تعود للورين باترسون، وهو ما تم إثباته، علما أن النيران لم تأت على وشم في جسمها يعرفه أصدقاؤها جيدا، وهو ما ساعد في تحديد هويتها.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]