مع استمرار موسم الزيت والزيتون في البلاد الذي يبلغ ذروته في هذه الأيام ومع الانتاج القليل نسبيّا مقارنة مع العام الماضي، قال رئيس مجلس الزيت والزيتون جمل مدلج في حديثه لمراسلنا، أنّه وحتّى الآن - لأننا لا زلنا ببداية الموسم، وعلى ما يبدو فإنّ المعدّل هذا العام سيكون أقل من 20% مما سبقه، خاصة بأنّه عرف عن شجرة الزيتون على أنّها تحمل مرّة كل سنتين، والمعدّل العام لهذا العام أقل بـ20% من العام السابق، وفي الأرقام يعني أنّ الحصول على 60 كيلو زيت في كل دونم بالمعدّل في العام السابق، ففي هذا العام الحديث عن حوالي 40 كيلو زيت لكل دونم.

وأكّد مدلج أنّ هذا التراجع هو طبيعي نتيجة طبيعة شجرة الزيتون التي لديها تناوب بين الحمولة وعدمها، وخاصة الشجرة البعليّة التي تميّز أشجار الزيتون في الوسط العربي، وهذا يؤدّي إلى أن يكون التناوب أكثر متطرّف، حيث أنّ الشجرة لا يتم ريّها، ومع الري يؤدّي إلى زيادة في نسبة جني المحصول، وفي الوسط العربي لا يتم ريّ أشجار الزيتون.

استيراد الزيت

وردّا على سؤال مراسلنا حول أساب استيراد الزيت من دول الخارج بسبب عدم وجود "اكتفاء ذاتي"، قال انّ الاستيراد من الدول الاوروبيّة وفق القانون هو من خلال دفع الجمرك على السلعة، ولكن في الزيت كانت إسرائيل تعفّي كل من يرغب باستيراد الزيت من دفع الجمرك، فمعروف أنّ الضرائب المفروضة على إستيراد الزيت من الخارج لا تكفي كي تمنع أي مستورد من إحضار الزيت من دولة أوروبيّة إلى إسرائيل، مضيفا: " في عشرات السنين السابقة ومن أجل منع نقص الزيت في السوق، كانت إسرائيل تسمح بإستيراد الزيت من دون جمرك، ونحن في السنوات الأخيرة منعنا منعا باتّا تخفيض الضريبة والجمرك على استيراد الزيت، واصبح اليوم كل من يقوم بإستيراد الزيت يدفع ثمن الجمرك بسعره الأصلي دون تخفيض، وبالتالي فإنّنا منعنا وزارة الماليّة من إزالة الجمرك عن استيراد الزيت من خارج البلاد، ففي حين أنّنا لا نستطيع منع استيراد الزيت، إستطعنا فرض الجمرك على الاستيراد وهذا يقلل ويمنع استيراد الزيت من الخارج".

وعن فرض الجمرك على الزيت المستورد سابقا، قال مدلج لا بأنّ هذا لم يعد بالسابق بالفائدة على المزارع العربي في البلاد، حيث قال انّ الاستيراد في السابق لم يضر مباشرة بالمزارع العربي، لأنّ معظم المواطنين العرب يقومون بشراء الزيت من بعضهم ومن المعاصر، وهم يدركون جودة ونوعيّة الزيت الذي يقتنوه، في حين أنّ المستهلك اليهودي يقوم بشراء الزيت من السوبرماركت، فعند شراء اليهودي الزيت المستورد من السوبرماركت بأسعار زهيدة فإنّ ذلك كان يؤثّر بشكل غير مباشر على المزارع العربي سلبيا، كون أنّ المستهلك اليهودي يشتري الزيت بأسعار في الحضيض نتيجة عدم وجود جمرك على الاستيراد، ولا يهتم بالجودة ولا يزور البلدات العربية لشراء الزيت بجودة عالية، كما يقوم المستهلك العربي". وأكّد أنّ فرض الجمرك على الزيت في هذه السنوات، يعني أن المواطن اليهودي سيقوم بشراء الزيت من الإنتاج المحلّي، ومن ضمنه إنتاج المزارعين العرب.

معرفة مصدر الزيت

وأضاف: "على كل مستهلك أن يهتم بأن يعرف ما هو مصدر الزيت وجودته، ولدينا في مجلس الزيت والزيتون شهادة جودة يقوم الفرع بإعطائها بعد فحوصات معيّنة لحبّة الزيتون منذ وجودها على الشجرة وحتّى عصرها وحتّى مرحلة التخزين، فرع الزيتون يرافق هذه المراحل ويعطي الشهادات لمن يطبّق هذه المواصفات، وعلينا كمستهلكين الانتباه بعدم شراء زيت مجهول الهويّة، لأنّ ليس الكل من يهتم بجودة الزيت، ومنهم من يغرّر به من خلال شراء زيت بأسعار رخيصة، وقد يؤدّي ذلك الى تسبب أضرار صحيّة كون الزيت بجودة سيئة".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]