العلاقة بين البروتين وصحة العظام مثيرة للجدل - حيث يدعي البعض أن البروتين مفيد للغاية، وهنالك من يدعي بأنه مدمر لها. فما هي الحقيقة؟
الادعاء ضد البروتينات يكمن في أن تناول كميات كبيرة من البروتين قد يؤدي إلى إفراز زائد للكالسيوم في البول، وبالتالي يؤدي إلى إخراج الكالسيوم من العظام.

ووفقا للادعاءات فإن تناول الأطعمة الغنية بالبروتين (مثل الأسماك واللحوم ومنتجات الألبان) لا يساهم في صحة العظام إنما يسبب في الواقع ترقق العظام.

في المقابل، هناك إثباتات من أبحاث، تشير إلى انه وعندما تكون كميات الكالسيوم المستهلكة كافية (بقدر الكمية القائمة في منتجات الحليب)، البروتين الفائض لا يسبب فقدان الكالسيوم.

علاوة على ذلك، زيادة إفراز الكالسيوم في البول لا يشير إلى خروج الكالسيوم من العظام. البروتين في النظام الغذائي الخاص يتسبب أيضا في زيادة امتصاص الأمعاء للكالسيوم، وبالمحصلة النهائية لا يتضرر التوازن الكلي للكالسيوم في الجسم .

ماذا تقول الأبحاث؟

وجدت دراسات عدة أن للبروتين الغذائي دور مهم في صحة العظام، حيث وجدت علاقة إيجابية بين تناول البروتين ومحتوى المعادن في العظام وانخفاض خطر الإصابة بالكسور.

في ديسمبر من العام 2009 نُشر في American Journal of Clinical Nutrition مقال شمل استعراضا لأبحاث فحصت العلاقة بين تناول البروتين وصحة العظام لدى الكبار الأصحاء. وتبين من تحليل نتائج 31 دراسة أجريت في دول الغرب وآسيا، ان تناول البروتينات مرتبط بكثافة أعلى للمعادن في العظام.

دراسة أسترالية فحصت العلاقة بين استهلاك البروتين وكمية العضلات وكتلة العظام بين 862 مسنة (متوسط ​​أعمارهم 75 عاما). ووجدت الدراسة علاقة بين تناول كميات كبيرة من البروتين (أكثر من 87 غراما يوميا) مع كتلة العضلات وزيادة المحتوى المعدني مقارنة مع الاستهلاك المنخفض للبروتين (أقل من - 66 غراما في اليوم). ونشرت الدراسة في تشرين الثاني 2009 - في Journal of Bone and Mineral Research.

البروتين وكثافة العظام لدى أبناء الشبيبة

العلاقة بين البروتين وكثافة العظام وجدت لدى المراهقين، كما نشرت Journal of Pediatrics في نوفمبر 2008. الشباب الذين تناولوا حصتين أو أكثر من منتجات الألبان يوميا كانت لديهم أعلى نسبة لكثافة العظام ونسبة عالية من المعادن في العظام.

حتى بعد تعديل عوامل أخرى مثل النشاط البدني والنمو، يمكن أن تؤثر على كثافة العظام. الشباب الذين تناولوا حوالي 120 غرام من اللحم يوميا أو البروتينات من مصدر آخر، بالإضافة إلى استهلاك منتجات الألبان، كانت كثافة العظام لديهم أعلى من ذلك.

دراسة إضافية أجريت في كلية الطب في جامعة بوسطن، لمدة 12 عاما حيث تم تتبع 106 من أبناء الشبيبة وتراوحت أعمارهم بين 3 - 5 سنوات عند بداية البحث.

ووفقا لنتائج البحث، فإن استهلاك وجبتين من منتجات الألبان يوميا، أو أربع وجبات من البروتين مصدره من اللحوم أو غيرها، له علاقة بكثافة العظام العالية مقارنة بالذين تناولوا بروتين أقل.

وماذا عن الجيل الذهبي؟

من أجل الحفاظ على كثافة العظام وقوتها، ومع انخفاضها في ظل التقدم في العمر، يجب الحفاظ على كتلة وأداء العضلات، والتي ترتبط باستهلاك كمية كافية من البروتين ذا الجودة. ولذلك من المهم استهلاك كميات كافية من البروتين لدى المسنين. نظرا لأنهم يستهلكون عادة بروتين قليل بالنسبة لوزن الجسم، فهم من المعرضين أكثر لخطر الكسر المتزايد.

للتلخيص

على الرغم من الاعتقاد الشائع بأن التغذية الغنية بالبروتينات (البروتين الحيواني خاصة) تسبب ترقق العظام، استهلاك البروتينات مرتبط على وجه التحديد بارتفاع كمية العظم وكسور أقل عندما نتناول كمية الكالسيوم المناسبة.

هنالك إجماع عام على ان الاستهلاك المعتدل للبروتين (1 إلى 1.5 غرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم في اليوم) لا يضر بصحة العظام. وعندما يكون استهلاك البروتين منخفضا (أقل من - 0.8 غرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم في اليوم الواحد)، يحصل هبوط في امتصاص الكالسيوم في الأمعاء، ومستويات هرمون ( PTH) ترتفع مما يسبب فقدان الكالسيوم من العظام.

ثبت أيضا ان الادعاء بأن الأطعمة الحمضية (مثل الأسماك واللحوم والبيض ومنتجات الألبان والحبوب) تسبب خروج الكالسيوم من العظام، أنه خاطئ، في دراسة جديدة. ونتيجة لذلك، قد تحتاج إلى التركيز على إضافة الفواكه والخضار في الطعام وليس تحديد استهلاك البروتين.

المعلومات أعلاه مقدمة من مجلس الحليب
 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك


 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]