ضحية حرب 2006: إذا إندلعت الحرب سأترك بيتي

طبول الحرب تقرع في المنطقة، والولايات المتحدة ومعها بعض الدول الغربية تتوعد سوريا بهجمات عسكرية لاسقاط النظام السوري، وبالمقابل وفي حال تم ذلك فان سوريا ومعها حليفاتها حزب الله وايران يتوعدون بالرد، مما يعني ربما اشعال حرب اقليمية لا يمكن معرفة نهايتها ونتائجها الوخيمة......منطقة الشاغور تحديدا انكوت بلهيب العدوان الاسرائيلي على لبنان في عام 2006 وسقط في منطقة الشاغور مجد الكروم ودير الاسد اربعة ضحايا جراء تلك الحرب...مراسل "بكرا" التقى اليوم عائلة فتح الله في دير الاسد ليستذكر مع العائلة تلك الايام العصيبة وليقف عن كثب حول تخوفات العائلة من حرب جديدة... يذكر ان المربية مريم فتح الله وابنها فارس (5 أعوام) راحا ضحية الصاروخ الذي سقط في مطبخ البيت وهز قرية دير الاسد..

فتحي فتح الله يستذكر يوم 10/08/2006

يقول فتحي: حتى ذلك اليوم كنا ننعم بحياة هادئة ملؤها السعادة والقناعة، فجأة ودون سابق إنذار، وكأن السماء أطبقت على الأرض وساد ظلام دامس في أعين العائلة وانقبضت الأفئدة، ومن هول الكارثة جفت العبرات في الأعين.... كانت الساعة العاشرة والنصف صباحا حيث كانت زوجتي فاطمة "أم احمد"، ومريم زوجة الابن احمد ونجليها فتحي ابن الخامسة وفارس ابن الثالثة ، كانوا في الطابق السفلي يحضرون طعام الفطور، وأنا كنت في الطابق العلوي ارتشف القهوة مع بعض الجيران ونتناول الحديث حول الحرب والعدوان الذي تشنه إسرائيل في هذه الأيام على لبنان ... فجأة ودون سابق إنذار دوى صوت انفجار صاروخ الكاتيوشا الذي هز أركان البيت والحي معا وتساقطت أكواب القهوة من فوق الطاولة ... اسرعت الى الاسفل وتسمرت قدماي في البداية لهول المنظر لكن سماع صراخ حفيده فارس ابن الثالثة أيقظني من غيبوبتي لأشاهد حفيدي فتحي ووالدته مدرجين بالدماء ويلفظون انفاسهما الاخيرة...

سنغادر منزلنا في حال نشوب حرب جديدة

وحول امكانية نشوب حرب جديدة في المنطقة وتخوفات العائلة منها قال فتح الله:في الحقيقة يتملكنا خوف شديد في حال نشبت حرب جديدة في المنطقة، خاصة وان الولايات المتحدة تتوعد وتهدد بشنها على سوريا، وبطبيعة الحال فسوريا وحلفائها لن يقفوا مكتوفي الايدي وسيردون النار وربما تعود ذكريات 2006 وسقوط الصواريخ على قريتنا وجارتنا مجد الكروم، وحرب 2006 قياسا بالحرب المرتقبة تعتبر مهزلة لان الحرب الجديدة ستكون بين دول والله اعلم بمداها ونتائجها، لذلك نحن متخوفين جدا من نشوبها، ومن جهة اخرى فالوسط العربي ودير الاسد كسائر القرى العربية لا توجد بها ملاجئ عامة، لذلك نأمل ان لا تقع هذه الحرب لكن وفي حال نشبت فلن ابقى مع عائلتي لدقيقة واحدة في المنزل حتى تضع الحرب اوزارها.