ان انسداد قنوات اللُّعاب لدرجة تكوّن الحصى فيها يشكل مصدر ازعاج شديد بالنسبة للمصابين بهذا المرض. لقد صار بالإمكان معالجة هذه الحالة اليوم بواسطة أساليب تكنولوجية حديثة تُغني عن الحاجة إلى العمليات الجراحية.

يتكون الحصى في غدد اللعاب بسبب انسداد أنابيب إفراز اللعاب

 يتكون الحصى في غدد اللعاب بسبب انسداد أنابيب إفراز اللعاب. ليس من المعروف ما هي مسببات هذه الحالة وهي حالة تصيب جميع الأجيال. يشكل انسداد أنابيب اللعاب لدرجة نشوء الحصى مصدر إزعاج كبير للمصابين ويؤدي إلى تراجع الوزن بشكل سريع وحاد وإلى آلام شديدة وجفاف في الفم والامتناع عن الأكل وتجويع الذات. الحل الوحيد المتوفر هو التدخل عن طريق الجراحة.

يتبين من المعطيات الإحصائية التي رصدها Marchal & Dulgurerov من جامعة جنيف في سويسرا أن خطر الإصابة بحالة نشوء الحصى في غدد اللعاب- سيليوتيزيس (التحصّي اللعابي)- يتهدد واحد من بين كل 20 شخص.

انسداد أنابيب اللُّعاب: المخاطر

أبرز أعراض هذا المرض يتمثل في انتفاخ غدد اللّعاب عادة أثناء الأكل وتكون مصحوبة بأوجاع شديدة. قبل الأكل يبدأ تحفيز غدد اللعاب لإفراز اللعاب، ولا يتم إفراز اللعاب إلى الفم لدى الأشخاص المصابين بالانسداد. وفضلاً عن المعاناة والانزعاج المتسبب من المرض، فإن هذا المرض قد يشكل خطراً حقيقياً، حيث قد يؤدي إلى الإصابة بالعدوى أو نقل العدوى من الفم إلى غدد اللعاب عن طريق أنابيب اللعاب. وتكون العملية برمتها مصحوبة بارتفاع قاع الفم تحت اللسان وإفراز سائل متقيّح من الغدّة، مما يؤدي إلى انسداد مجرى الهواء والاختناق.

توجد في الفم غدد لعاب مركزية: الغدد اللعابية الغائرة (تحت الأذن) والغدد اللُّحَيمية تحت اللسان والغدد الموجودة تحت الفك وغيرها عشرات الآلاف من الغدد اللعابية الصغيرة. يتكون اللعاب من الماء والمخاط والأنزيمات. يتم إفراز اللعاب استجابة لتحفيزات مادية وعصبية من خلال أنابيب لعابية دقيقة وملتوية يصل طولها حتى 6 سنتيمتر. وظائف اللعاب الأربع الرئيسية هي المحافظة على رطوبة الفم والمساعدة على بلع الطعام وتقليل التغيرات في حموضة الفم وهضم النشاء. إذا تم اكتشاف حصوة واحدة أو عدد من الحصى في أنابيب اللعاب، فغالباً ما يتم اللجوء إلى إجراء عملية جراحية.

أسلوب العملية الجراحية بحسب مبنى أنابيب اللعاب

يتحدد أسلوب العملية الجراحية بحسب مبنى أنابيب اللعاب الخاص وموقع الحصوة: إذا كانت الحصوة موجودة في مكان يسهل الوصول إليه، فيتم استخراجها. إذا كانت الحصوة في موقع عميق، يتم إخراج الغدة باكملها من خلال عملية جراحية تتم من خلال شق تحت الفك. يكون الوضع اكثر تعقيداً إذا كانت الحصوة في الغدة اللعابية الواقعة تحت الأذن، وهي الظاهرة الشائعة لدى الأطفال، وذلك لأن الموقع معقد وأنبوب اللعاب دقيق والوصول إلى الموقع معقد. تنطوي عملية استئصال غدة ملوثة على خطر إصابة عصب الوجه وقد تؤدي إلى شلل جزئي في الوجه.

أساليب العلاج: تكنولوجية الجراحة الدقيقة

موقع غدد اللعاب المعقد للجراحة ومدة التعافي الطويلة اللازمة بعد العملية والأضرار التي قد تتسبب لأنبوب اللعاب من العملية مثل التصلب والعدوى والانسداد، جميعها جعلت الأطباء يجربون استخدام أساليب تكنولوجية جديدة للتعامل مع هذه المشكلة. ومنها على سبيل المثال استخدام تكنولوجية التنظير الجراحي الصغير لاستخراج حصى اللعاب. إنه أنبوب دقيق قطره 0.6/0.7 سنتيمتر ويُستخدم ككاميرا ومصدر إضاءة وأداة للإمساك بالحصوة وإخراجها.

استخراج معظم الحصى المتراكم في أنابيب اللعاب باستخدام تقنية التنظير الداخلي

يمكن استخراج معظم الحصى المتراكم في أنابيب اللعاب باستخدام تقنية التنظير الداخلي. كما ويتيح لنا جهاز التنظير الداخلي استكشاف أنبوب اللعاب حتى آخره وترميم أنبوب اللعاب بعد إخراج الحصى. يسمح جهاز التنظير الداخلي بوضع "ستينت" في الأنبوب (كما هو الأمر في عملية قسطرة القلب) وإدخال دواء، على الأغلب بنسيلين. إن تكنولوجيا الجراحة الدقيقة تقوم بعمل جذري وهي أسرع من غيرها ولا تخلف بعدها سوى ندبة صغيرة ويعود المريض إلى بيته بعد ساعتين من انتهاء العملية.

الدكتور ليئون أردكيان هو مدير خدمات جراحة التنظير الداخلي للغدد اللعابية في قسم جراحة الفم والفك في مستشفى رامبام وعمل سابقاً رئيساً للرابطة الإسرائيلية لجراحة الفم والفك.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]