أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية مطلع الأسبوع الماضي عن حالة طوارئ في منطقة "المحطة المركزية القديمة" جنوبي تل أبيب، لمواجهة خطر انتشار مرض الايدز من هذه المنطقة تحديدا ً – وذلك بعد أن تم منذ مايو أيار الماضي تشخيص (23) مدمنا ً ومدمنة على المخدرات (ومومسات كذلك) – كحاملين للفيروس، فيما أعلن خلال هذه الفترة عن وفاة ثلاثة مصابين بالمرض.

وعلم انه منذ مطلع الأسبوع الماضي بدأت "طواقم المتطوعين لإغاثة المتشردين" والعيادة المتنقلة التابعة لوزارة الصحة ("عيادة ليفينسكي") بحملة مكثفة في أوساط المدنين والمدمنات في المنطقة للكشف عن الأمراض الجنسية، ولتشخيص حاملي فيروس الايدز، وتزودهم بإبر حقن معقمة وبكراسات ونشرات باللغتين العبرية والروسية حول كيفية استخدام المخدرات، بالحقن، بشكل آمن!

سدّادة قارورة ...

وعلـلـّت الدكتورة ميخال سفيون، المسؤولة عن شعبة الأوبئة في دائرة الصحة في تل أبيب، انتشار الإصابة بالايدز – بتغـيـّر أنماط وأساليب تعاطي المدمنين للمخدرات، مشيرة إلى أن هؤلاء تحوّلوا مؤخرا ً من تعاطي الهيروين إلى تعاطي مخدر "حجيجات"، الذي يبلغ ثمن "الوجبة" منه عشرين شيكل (5 دولارات) فقط، بينما يتراوح ثمن الوجبة الواحدة من الهيروين ما بين 50 – 100 شيكل.

كذلك – وفقا ً لما قالته د. سفيون – فلا حاجة لغلي "الحجيجات" بالماء، بل يكتفي غالبية متعاطيها بتذويبها، الأمر الذي يؤدي إلى تلوث في الدم وتقرّحات شديدة . لكن السبب الأهم في العدوى هو مشاركة المتعاطين في أخذها (كل واحد بإبرته الخاصة بيه) من نفس الوعاء، وهو "سدّادة قارورة"، وكثيرا ً ما تكون الإبرة المغموسة في السدادة – ملوّثة بالفيروسات.

"وداوهم بالتي كانت هي الداء"!

وروى مسعفون وعاملون اجتماعيون حكايات مؤلمة عن المتشردين الذين يجدون "ملاذا" لمآسيهم وأحزانهم بالمخدرات، ويتحدثون برهبة ولوعة عن تزايد أعداد المتعاطين والمصابين بالايدز وحاملي جرثومته – في الآونة الأخيرة.

وفي هذا الصدد قالت طال ليفين روطبرغ، وهي عاملة اجتماعية ضمن العيادة المتنقلة، أنها محبطة مما تشاهده، لا سيما وان هؤلاء الناس محرومون من أي دعم بسبب اتخاذهم ناصيات الشوارع مأوى لهم، وليس أصعب من أن يتم إبلاغهم بأنهم مصابون بالمرضى أو حاملون للجرثومة، دون إعطائهم بديلا ً أو حـّلا ً "وليس بوسعنا سوى أن ننصحهم بالفطام والانخراط في برامج تأهيل، والبعض منهم "يستفيد" من صدمة المرضى، بأن يأخذ زمام أموره بيديه، ويبدأ حياة جديدة" – على حد توصيفها.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]