هذه ظاهرة ناتجة عن خلل واضطراب في الجهاز العصبي والتي تتميز بدرجة عالية جدا من نقص الانتباه حركة مفرطة وانفعالية.

عادة يتم اكتشاف وتشخيص هذه الظاهرة في الاجيال المبكرة وتمتاز بكونها ظاهرة مزمنة قد ترافق الطفل مدى الحياة,هذه الظاهرة قد تؤدي الى عواقب وخيمة في شتى مجالات الحياة.

لقد عرفت هذه الظاهرة عبر العصور ولكن تم إعطاءها صيغة مرضية محددة وتم تسميتها علميا في ستة 1902.

*مركبات هذه الظاهرة هي ثلاثة مركبات اساسية:

1-نقص الانتباه.
2-فرط الحركة.
3-الانفعالية.

تتراوح نسبة تواجد هذه الظاهرة في الاولاد في جيل المدرسة ما بين 5-7% وقد تصل في بعض الاحيان الى 10% او اكثر .

يبلغ هذا الاضطراب ذروته في جيل ما بين ال 8-10سنوات أي في صف الثالث-الخامس,ولكن يمكن ان تبلغ هذه الظاهرة ذروتها في اجيال مبكرة اكثر.

ان مسببات هذه الظاهرة عديدة ولكن السبب الاساسي والاهم هو العامل الوراثي,حيث تبلغ نسبة تأثير هذا العامل ما بين 75-80%.

اما بالنسبة للاسباب المتبقية على سبيل المثال لا الحصر نذكر الولادة المبكرة(الخدج),تدخين الام خلال فترة الحمل وغيره.

نحن نتحدث عن ظاهرة لها أسباب عضوية حيث انه من المعروف ان لدى أولئك الاولاد فروق في مبنى المخ وخاصة في المناطق الأمامية في شطر المخ الايمن,كذلك بالاضافة الى تواجد خلل في افرازات وعمل مواد في المخ مثل الدوبامين وما الى ذلك.

نحن نذكر هذه الامور لنؤكد على اننا نتحدث عن ظاهرة عضوية ولسنا نتحدث عن ظاهرة سلوكية عابرة او مشكلة تربوية كما يعتقد البعض.

هنالك مقومات اساسية لتشخيص الحالة:

1-ظهور العلامات التي سنذكرها لاحقا قبل جيل سبع سنوات.
2-هنالك ضرورة في ان تؤدي هذه الاضطرابات الى خلل وظائفي لدى الولد او البالغ المصاب(مثل تدني المستوى الدراسي,تردي العلاقات الاجتماعية وغير ذلك..).
3-العلامات التي سنذكرها لاحقا موجودة على الاقل في ساحتين من ساحات حياة الولد مثل المدرسة والبيت.
4-هذه الظاهرة غير ناتجة عن مرض نفسي.

من اجل تشخيص هذه الحالة يجب ان تتواجد على الاقل 6 مكونات من9في ميزان قلة القدرة على التركيز و6 من 9 في ميزان فرط الحركة الزائدة والانفعالية. بالنسبة لمقومات قلة القدرة على التركيز فنحن نتحدث عن ولد لديه المشاكل التالية:

1- يفشل في التركيز على التفاصيل,مثلا:يرتكب اخطاء تافهة في الواجبات المدرسية.
2- يجد صعوبة في الاصغاء لما يطلب منه.
3- لا يصغي عندما يتم التحدث اليه مباشرة.
4- يجد صعوبة في اتباع التعليمات المعطاة له ولا يستطيع اتمام المهمات(ليس لانه يرفض او لا يفهم المضمون).
5- يجد صعوبة في تنظيم وترتيب المهمات المختلفة.
6- يتردد او يمتنع من البدىء في مهمات تتطلب جهد ذهني متواصل مثل(تحضير الوظائف البيتية).
7- يفقد وينسى الامور الضرورية اللازمة لانجاز الفعاليات والنشاطات والواجبات,مثل (دفاتر,اقلام,كتب).
8- يسهل تشتيت انتباهه بأي مثير خارجي.
9- يتصف بكثرة النسيان بالواجبات اليومية.

اما بالنسبة لمقومات فرط الحركة الزائدة والانفعالية فيجب ان تكون هناك 6 علامات من 9 من اجل التشخيص وهي:

1- يتململ او يهز يديه او رجليه او يتحرك على كرسيه.
2- يترك مقعده(مكانه)المخصص له,ولا يجلس فيه باستقرار.
3- يجري ويقفز ويتسلق باندفاع في الاماكن التي تتطلب هدوءا.
4- يجد صعوبة في الاشتراك في نشاطات اوقات الفراغ بهدوء.
5- يتحرك ولا يستقر وكأنه غير قادر على التوقف.
6- يتحدث بكثرة مفرطة(ثرثار).
7- يندفع للاجابة عن السؤال قبل ان يكتمل.
8- يصعب عليه الانتظار في طابور ما.
9- يقاطع الاخرين ويتخطاهم مثلا,(في الالعاب,في المناقشات).

بالاضافة الى هذه الامور هنالك صعوبات جمة اضافية يمكن ان يواجهها الولد مثل مشاكل في النوم,في الاكل وما الى ذلك. الصفحة2


مما لا شك فيه ان تواجد صفات وسلوكيات لدى الولد كالتي ذكرناها تؤدي في نهاية المطاف الى صعوبات حسية في شتى مجالات الحياة فهي تؤدي الى مشاكل بيتية,مدرسية واجتماعية .

ان هذه السلوكيات تولد عدم ثقة بالنفس لدى الطفل ومن ثم قد تؤدي الى انزلاقه الى عالم المخدرات والاجرام.

اضافة الى ذلك ومما يزيد من صعوبة الوضع,هو تزامن هذه الظاهرة في اغلب الاحيان (اكثر من 70%)مع ظواهر اضافية اخرى مثل اضطراب العناد والتحدي,الاكتئاب,الفزع الشديد وغيره.

التشخيص:

تتم عملية التشخيص عن طريق اطباء مختصين في هذا المجال ويعتمد التشخيص على عدة اعمدة منها:

استمارات للاهل والمدرسة,وهنالك عدة انواع من هذه الاستمارات التي تحتوي على مقومات هذه الظاهرة من اجل الايفاء بالشرط الاساسي للتشخيص وهو وجود الظاهرة في ساحتين على الاقل مثل,البيت و المدرسة.

تشخيص محوسب ; هنالك انواع شتى من هذا التشخيص مثل,.MOXO,TOVA,BRC

يجب التنويه ان التشخيص لا يتم عن طريق هذه الفحوصات وانما يمكن الاستعانة بهذه التشخيصات كعامل مساعد.

الفحص الطبي:

هنالك اهمية كبيرة لهذا الفحص حيث انه يحتوي على عدة امور منها الفحص الطبي العادي وفحص الجهاز العصبي.

البحث عن امور ومسببات ادت الى ظهور الحالة منذ فترة الحمل وحتى يوم التشخيص بالاضافة الى اجراء فحوصات مخبرية وفحوصات سمع ونظر حسب الحاجة.

العلاج:

يعتمد العلاج اولا وقبل كل شيىء على مثلث وهو في غاية الاهمية وهو,الاهل,المدرسة والطبيب.

ان سر ونجاح ونجاعة العلاج منوط بشكل كبير في قدرة هذه المركبات الثلاثة على العمل سويا من اجل تحسين وعلاج المشاكل بشكل افضل.(الصفحة 3)

مقومات العلاج الاساسية هي اولا العلاج عن طريق العقاقير,الادوية مثل( RITALIN,CONCERTA وغيرها)

لقد اثبتت هذه العقاقيرنجاعتها بعلاج هذه الظاهرة ويكون العلاج اكثر موفقا وناجعا,اذا تم دمج العلاج النفسي مع العلاج الدوائي.

ان الربط ما بين العلاج النفسي والعلاج بالعقاقير يعتبر مثاليا لهذه الحالة ولذلك لا بد من التأكد على ذلك.

تدل الابحاث والمعلومات الطبية ان نجاعة العلاج قد تصل الى 75-90% من الحالات,وعادة يحدث التحسن والتغيير خلال الاسبوع الاول من العلاج وقد يشمل هذا التحسن شتى مجالات الحياة,الشخصية,التعليمية والاجتماعية.

من الجدير بالذكر انه لا بد من التنويه ان لهذه العلاجات ظواهر جانبية كسائر الادوية ولكن هذه الظواهر تعد ثانوية بالمقارنة مع المضاعفات من عدم العلاج.

العوارض الجانبية الشائعة لهذه العلاجات هي بالاساس ,نقص الشهية لذلك ينصح باعطاء الجرعة صباحا بعد وجبة الفطور اما العوارض الجانبية الاخرى مثل الام في الراس والبطن عادة تزول بعد اسبوع من العلاج.

المشكلة الاساسية تكمن ليس في العلاج وانما "عدم العلاج",فنحن نعلم ان وجود هذه الظاهرة لدى الطفل يؤدي في البداية الى تدني مستواه العلمي ومن ثم الى عدم ثقته بنفسه والى مشاكل سلوكية قد تؤدي الى صعوبات مدرسية واجتماعية وقد تؤدي في بعض الاحيان الى انزلاق الاولاد في جيل الشباب وما بعد ذلك الى عالم المخدرات والاجرام.

لقد اثبتت الابحاث ,مثلا ان هؤلاء الشباب قد يتسببون بحوادث الطرق بنسبة عالية جدا قد تصل الى 4 اضعاف مقارنة مع غيرهم,وقد يكونوا مذنبين بالحوادث 4 اضعاف اذا تمت مقارنتهم مع غيرهم من الشباب.

ناهيك عن الامور التي ذكرناها سابقا ان عدم علاج هؤلاء الاولاد يؤدي في نهاية المطاف الى خلل في شتى مجالات حياتهم العائلية,العلمية والاجتماعية.

في النهاية اود الاشارة الى ان هؤلاء الاولاد يتصفون بصفات حميدة كثيرة واذا تم علاجهم قد يستغلون هذه الصفات الحميدة التي من شأنها ان ترفع من شأنهم وان تجعل منهم اناسا مبدعين.

فمن صفات هؤلاء الاولاد انهم حساسون,مجددون,كريمون اجتماعيون,لذلك ليس صدفة انه كان هنالك اناس من عظماء العالم وكانت لديهم هذه الظاهرة,مثل:السادات,اينشتين وغيرهم.

واخيرا,لا بد من التأكيد على ضرورة التشخيص المبكر لهؤلاء الاولاد وإعطائهم العلاج اللازم من اجل كبح العواقب التي قد تنتج عن هذه الظاهرة.

الدكتور جمال رضوان محاميد
اخصائي طب اطفال وطبيب جيل مراهقة
مؤهل لتشخيص وعلاج اضطرابات نقص الانتباه والتركيز وفرط الحركة.

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]