دخل أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني قطاع غزة يوم الثلاثاء في زيارة كسرت عزلة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على القطاع لكنها ستثير استياء إسرائيل والقادة الفلسطينيين في الضفة الغربية. وقال مسؤول مصري إن الشيخ حمد وصل إلى مطار العريش المصري في شمال سيناء ومن هناك توجه إلى غزة.

وعبر الامير القطري برا إلى غزة على رأس وفد كبير فيما توصف بأنها زيارة إنسانية لافتتاح مشاريع إعادة إعمار قيمتها 250 مليون دولار.
وهذه هي ول زيارة يقوم بها رئيس دولة إلى غزة منذ عام 1999 ونظمت مراسم استقبال رسمية للشيخ حمد الذي كان في استقباله إسماعيل هنية رئيس وزراء حكومة حماس المقالة في غزة والذي وصف اليوم بأنه تاريخي بالنسبة للقطاع.

وقالت السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس في الضفة الغربية والمدعومة من الغرب إنها تأمل ألا تقوض الزيارة جهود المصالحة الفلسطينية أو تمثل موافقة على الفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية إن من "المذهل" أن تنحاز قطر لجانب دون الآخر مشيرا إلى أن الامير "لم يشرف السلطة الفلسطينية بزيارة".
 
هنية لدى إستقبال أمير قطر: لن نفرط في ذرة واحدة من القدس أو أرض فلسطين

أكد رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة اسماعيل هنية اننا "لن نفرط في ذرة واحدة من القدس أو أرض فلسطين"، لافتاً إلى اننا "نعلن إنتصار الشعب على الحصار من خلال زيارة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني المباركة والتاريخية التي سيسجلها أجيال فلسطين".
وعلى اثر إستقبال أمير قطر والوفد المرافق له، أضاف هنية انه "ما كان لهذه الزيارة ان تتم إلا بعد ان تظافر العوامل والجهود، وفي مقدمتها قرار جريء من قبل قطر، ولولا التوجه العربي الأصيل الذي رأيناه في كل سنوات الحصار والذي رأيناه وقت الحرب".
وأشار إلى ان "القرار القطري الجريء هو وراء نجاح هذه الزيارة"، لافتاً إلى ان "مشاركة مصر من خلال وزير التربية والتعليم ممثلاً الرئيس محمد مرسي، دليلاً على الإسهام المبارك في إنجاح الزيارة، التي ما كان لها ان تتم لولا صمود الشعب ومقاومته وتضحياته ووقوف غزة في وجه الحصار"، مشيراً إلى ان "أمير قطر يزيد حجم منحته لشعب غزة إلى أكثر من 400 مليون دولار".

إسرائيل اليوم: أمير قطر "العارى" يدعم حماس

وأكدت الصحيفة العبرية "إسرائيل اليوم" أن أمير قطر "حمد بن خليفة آل ثان" بزيارته لغزة يعطى الدعم الدولى والتأييد لمنظمة حماس في مقابل الانتقاص من قدر السلطة الفلسطينية، واصفة الأمير حمد بالعاري الذي يحاول كسب مكانة إقليمية.
وقالت الصحيفة إن حماس التي ارتكزت على الدعم الإيراني والسوري في السنوات الأخيرة وجدت حليفاً عربياً جديداً وممولاً لأنشطتها.
وقال الكاتب الإسرائيلي "آيال زيسر" في مقاله بالصحيفة إن حماس ارتكزت لسنوات طويلة على إيران وسوريا كحلفاء وممولين بالأسلحة المتقدمة والمال الأمر الذي أبعد عنها معظم الدول العربية والخليجية، لكن الأمور تغيرت الآن بعد الربيع العربي.
وأضافت الصحيفة أن تغيير نظام مبارك في مصر أتى بالإخوان المسلمين والتى وصفتها الصحيفة بأنها الحركة الأم لحماس، وكذلك اندلعت الثورة الشعبية في سوريا مما حدا بحماس للابتعاد عن حضن الأسد والإيرانيين، إلى جانب محاولات التقارب التركية من قبل رجب طيب أردوغان ذو الخلفية الأيديولوجية المتضامنة مع حركة حماس.
وأضاف الكاتب أنه على الرغم من كل ذلك فإن تركيا ومصر لم يستطيعا ملئ الفراغ الذي خلفته سوريا وإيران، حيث لم تسفر وعود أردوغان بعد حادث أسطول مرمرة عن كسر حصار غزة، كما أن الرئيس مرسي مشغول بإرساء نظامه ومكافحة الإرهاب في سيناء، وبالتالي فإن قطاع غزة وحركة حماس لا يحتلان صدارة أولوياته.

ديبكا: أمير قطر يعزز الإرهاب بغزة وسيناء

قال موقع "ديبكا" الاستخباري الإسرائيلي إن زيارة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى لغزة من شأنها أن تزيد وتعزز العمليات الإرهابية في غزة وسيناء، زاعماً أن أمير قطر يريد تحويل حماس إلى كتائب "القدس القطرية".
وأضاف الموقع الإسرائيلي أن مجئ حاكم قطر الشيخ حمد هذا الأسبوع لقطاع غزة في أول زيارة لحاكم عربي للقطاع، واستعداده لاستثمار مبلغ 245 مليون دولار في المشروعات الاقتصادية هناك، حدث ستكون له تبعات سياسية واستراتيجية وعسكرية بعيدة المدى على إسرائيل ومصر والأردن والسلطة الفلسطينية برئاسة أبو مازن.
وتابع الموقع أنه بينما يوجه الدعم الأمريكي للزعماء المسلمين المعتدلين، يوجه آل الثانى دعمه الزعماء المسلمين الأكثر تطرفاً من الإخوان المسلمين، بما في ذلك زعماء الحركة السلفية.
وأضاف "الموقع" أن الشيخ حمد الذي يأس من النظام في القاهرة بعدما رأى صمته المطبق على ما يجري بالمنطقة وإفلاسه اقتصادياً، يدرك أنه بدون إرساء نظام قوي لحماس في غزة يمكنه من بسط سيادته على البدو في سيناء والجماعات الإرهابية السلفية مع السيطرة على تجارة السلاح بين ليبيا ومصر وسيناء وقطاع غزة سيفقد تدريجياً سيطرته وتأثيره في ليبيا أيضاً.
وتابع أن "آل ثاني" يدرك أنه يجب أن يضمن لنفسه السيطرة في غزة وسيناء حتى لا تنهار مواقفه في ليبيا، أي أن حماس التي توقفت محركاتها العربية بسبب انهيار قياداتها ومراكز تأثيرها في سوريا نتيجة الحرب الجارية هناك أتيحت لها فرصة جديدة الآن للتألق بسبب التطورات في ليبيا وسيناء شريطة أن تتحول إلى جناح عسكري تنفيذي لحكام قطر في قطاع غزة وسيناء.
ورأى "الموقع" أن النتيجة الفورية لهذا الوضع الاستراتيجي الجديد في القطاع وسيناء لن يجعل إسرائيل في مواجهة مباشرة مع قيادات حماس فحسب إنما مع حاكم قطر الشيخ حمد، الذي يمكنه تضييق الخناق وشد حزام الإخوان المسلمين والسلفيين في ليبيا وقطاع غزة وسيناء وسوريا على رقبة إسرائيل، متوقعاً زيادة العمليات من غزة وسيناء ضد إسرائيل.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]