تحصل الجُلطة الدماغية جرّاء اضطراب في تزويد الدماغ بالدم، ويكون ذلك – في أغلب الحالات – نتيجة تخثّر دمويّ أو انسداد وعاء دمويّ. ففي أعقاب الانسداد تفقد المِنطقة المصابة من الدماغ قدرتها على العمل، وقد تكون النتيجة حدوث إعاقة أو شلل، فقدان القدرة على النطق أو النظر، وتدهور الحالة العقلية والجسمانية.

ورغم أنّنا لا نسمع عن الجُلطة الدماغية كثيرًا، إلا أنها مرض ذو صلة بحياتنا أكبر ممّا كنّا نعتقد. فسنّ المرضى تتراجع باطّراد، وانتشار المرض يتزايد.

نسب وإحصائيات" 25% من المرضى دون سن 60 عامًا!

ويقول د. مازن الياس- مدير قسم الأمراض الباطنية في مستشفى "هعيمق" في العفولة ، تفيد نتائج استطلاع حول الجُلطة الدماغية أجراه اتحاد أطباء الأعصاب في إسرائيل، أنّ هناك نزعة واضحة نحو تراجع متوسط العمر لحالات الجُلطة الدماغية في إسرائيل: نحو 25% من المرضى هم دون سنّ 60، ونحو 8% من المصابين هم أبناء أقلّ من 50. واحد من كلّ 6 رجال وواحدة من كلّ 5 نساء سيُصابون بجُلطة دماغية خلال حياتهم.

الجلطة عامل الإعاقة الأساسي في سن متقدمة...!
 وتابع د. الياس: "ليست الجُلطة الدماغية عامل وفاة مهمًّا فحسْب، بل إنّها، أيضًا، عامل الإعاقة الأساسيّ في سنّ متقدّمة.
نحو 10% من بين مصابي الجُلطة الدماغية يتوفّون خلال بضعة أيام. 30% من بين من يبقون على قيد الحياة يتوفّون خلال عام. 39% يحتاجون إلى تلقّي العلاج في مؤسسة؛ ذلك حسَب معطيات وزارة الصحة. نحو 50% من مصابي الجُلطة الدماغية يعانون من إعاقة مستديمة، كاملة أو جزئية".

بُكرا: من هو الشخص المعرض للإصابة بالجلطة الدماغية؟

د. الياس: " من يخضع لعملية جراحية لتغيير مفصل ركبة أو ورك. ومن يعاني من الرجفان الأذينيّ Atrial Fibrilation. والأشخاص المصابون بانسداد الشرايين Deep Vein Thrombosis. ومن حدث لديه نزيف داخل الدماغ (لسبب ضغط الدم المرتفع، عادة). بالإضافة إلى الشخص المريض بالسكّريّ يواجه خطرًا مضاعفًا حتى مثلّث للإصابة بجُلطة دماغية. وبالتأكيد الذين يعانوا من ضغط الدم المرتفع، أيضًا، المستويات المرتفعة من الكولسترول، تدخين السجائر، تناول المشروبات الكحولية، استعمال المخدّرات، السمنة الزائدة، وعدم ممارسة الرياضة البدنية، تُعتبر كلّها عوامل خطر للإصابة بجُلطة دماغية.

فمن الواضح أنّ الجُلطة الدماغية مرض منتشر، من الممكن أن يصيب الشباب نسبيًّا، أيضًا، وهو على صلة كبيرة بكلّ أفراد العائلة.

بُـكرا: كيف نمنع حدوث الجُلطة الدماغية؟

د. الياس: منذ 60 سنة يقومون بإعطاء الدواء نفسه لمنع حدوث الجُلطة الدماغية - كومادين. وهو دواء لا يواظب عليه الناس، ببساطة؛ لأنّه يصعّب الحياة:
1. يتطلّب الدواء كومادين إجراء فحوصات دم مرّة كلّ أسبوعين؛ لفحص نشاطات تخثّر الدم.
2. يقوم الطبيب كلّ أسبوعين – حسَب نتيجة الفحص – بملاءمة جرعة الكومادين: إنّ ذلك يثقل جدًّا على روتين حياة المعالَجين.
3. للكومادين تفاعلات مع أدوية كثيرة أخرى، وهو ما يصعّب على المرضى المتقدّمين في السنّ الذين عادة ما يتناولون أكثر من دواء واحد في الوقت نفسه.
4. للكومادين تفاعل سلبيّ مع الكثير من الأغذية، وهو ما يقيّد من تناول الغذاء.
النتيجة: نحو نصف من يتناولون كومادين غير متوازنين بتاتًا من ناحية نشاطات التخثّر؛ لأنّهم لا يجرون جميع المتابعات والفحوصات. والنصف الآخر يتركون العلاج بتاتًا، وهو ما يجعلهم معرّضين محتملين للإصابة بجُلطة دماغية.

بُـكرا: أنت جزء من طاقم البحث لعلاج جديد حدثنا عنه لو سمحتْ؟

• كسارلتو (Rivaroxaban) – مضادّ تخثّر جديد لمنع الجُلطة الدماغية

كسارلتو هو دواء جديد مضادّ للتخثّر، بمنظومة فعّاليّة مختلفة عن الكومادين: يقوم كسارلتو بإعاقة عامل التخثّر Xa، في حين أنّ كومادين يعمل على إعاقة امتصاص ڤيتامين k. وينعكس التجديد في كسارلتو، أيضًا، بالامتيازات التالية، التي تجعل من الاستجابة للعلاج والمواظبة عليه أبسط بكثير ممّا هما عليه مع كومادين:

1. يُعطى مرّة في اليوم عن طريق الفم.
2. ليست هناك أيّ حاجة لإجراء فحوصات دم لمراقبة نشاطات التخثّر في الدم.
3. ليست له تفاعلات كثيرة مع أغذية وأدوية أخرى.
4. العَرَض الجانبيّ الأساسيّ لمضادّات التخثّر – النزيف – لكنّه أقلّ مع كسارلتو ممّا هو عليه مع كومادين.
5. استعماله أبسط وتحمّله أفضل.

امتيازات كسارلتو مقارنة بكومادين:

• يتطلّب كومادين إجراء فحص دم مرّة كلّ أسبوعين – كسارلتو لا يتطلّب ذلك بتاتًا، ولا أيّ فحص دم.
• يتطلّب كومادين تغيير الجرعة والحبوب مرّة كلّ أسبوعين – كسارلتو لا يتطلّب ذلك بتاتًا. الجرعة هي عبارة عن حبّة واحدة ثابتة كلّ يوم.
• يُمنع تناول الكومادين مع الخضرة الخضراء – مع كسارلتو يُسمح بتناول كلّ شيء.
• يتضارب كومادين مع كثير من الأدوية – كسارلتو لا يتضارب.
• من يتناول كومادين يمتنع عن السفر إلى خارج البلاد؛ لئلاّ يخسر فحوصات دم. مع كسارلتو يُستغنى عن فحوصات الدم.
• من يتناول كومادين يمتنع عن تناول الكثير من الأغذية، يُضطرّ إلى الذهاب مِرارًا إلى الصيدلية لشراء حبوب مختلفة من كومادين، وحياته مقيّدة. النتيجة: يترك الناس العلاج ويصابون بجُلطة دماغية.


البحث على الدواء كسارلتو:

في البحث الذي يُسمّى ROCKET AF، شارك 14,264 مريضًا بالرجفان الأذينيّ خضعوا لإجراء عشوائيّ، وهو البحث بغشاوة مضاعفة الأوسع الذي أجري في مجال منع الجُلطات الدماغية لدى مرضى الرجفان الأذينيّ. 189 مريضًا من بينهم إسرائيليّون شاركوا في البحث، في 19 مركَزًا مختلفًا. قسم منهم في مستشفى "هعيمق" في العفولة، في بحث برئاسة الدكتور مازن إلياس، مدير قسم الأمراض الباطنية.


إخفاق صحّة الجمهور

نحو 70,000 إسرائيليّ يُضطرّون إلى أخذ كومادين؛ لمنع حدوث تخثّرات دم من الممكن أن تؤدّي إلى إصابتهم بجُلطة دماغية، وتعريضهم حتى للوفاة.
نحو 30% منهم ييأسون من الإجراء المزعج ويتركون العلاج (وهم بذلك يزيدون من حجم خطر إصابتهم بنسبة كبيرة).
نحو 50% من المعالَجين الذين يواظبون على تناول كومادين غير متوازنين من ناحية نشاطات التخثّر: إنّهم يتوقّفون عن إجراء فحوصات الدم وملاءمة الجرعات مع الطبيب، وهم – ببساطة – يواصلون تناول جرعة ما من كومادين حُدّدت لهم في مرحلة معيّنة ويَبقون عليها. هؤلاء، أيضًا، يزيدون من حجم خطر إصابتهم بنسبة كبيرة.

وهكذا فإنّ عشرات آلاف الإسرائيليين الذين من المفروض أن يكونوا معالَجين بمضادّات تخثّر، وهم متوازنون من ناحية نشاطات التخثّر، يتركون العلاج أو أنّهم يواصلونه من دون أن يكونوا متوازنين.


إحصائيات منظمة الصحّة العالمية - WHO:

• المزيد من الناس يموتون كلّ سنة نتيجة إصابتهم بجُلطة دماغية، أكثر من نتيجة الإصابة بالإيدز والسُّلّ والملاريا، مجتمعة.
• 1 من كلّ 6 رجال، و1 من كلّ 5 نساء، سيُصابون بجُلطة دماغية خلال حياتهم.
• كلّ ثانيتين يُصاب أحد بجُلطة دماغية.
• كلّ 6 ثوانٍ يُتوفّى أحد نتيجة تعرّضه لجُلطة دماغية.
• كلّ 6 ثوانٍ تتضرّر جودة حياة أحد بصورة بالغة وغير متحوّلة. من يبقَ حيًّا بعد تعرّضه لجُلطة دماغية فمن الممكن أن يظلّ معاقًا طول الوقت.


التحذير من علامات الجلطة الدماغية...

• الظهور المفاجئ للضعف أو تراخي الوجه، الذراع، أو الرجل، وغالبًا ما يكون ذلك في جانب واحد.
• الظهور المفاجئ للارتباك، الصعوبة في النطق والإدراك.
• الاضطراب المفاجئ في التوازن أو في التناسق.
• اضطراب الرؤية المفاجئ في إحدى العينين أو في كلتيهما.
• وجع رأس مفاجئ حادّ بلا سبب معروف.
في كلّ مرّة يلاحَظ فيها أحد هذه الأعراض - الانتظار ممنوع! الجُلطة الدماغية هي حالة طوارئ طبية تستلزم الإخلاء الفوريّ إلى المستشفى بسيارة الإسعاف.
"الوقت الضائع دماغ ضائع"


 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك


 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]