"حقيبة الظهر تكسر الظهر"، هذا ما أكدته العديد من المؤسسات الصحية المحلية والعالمية من خلال الدراسات. إن حقيبة الظهر المدرسية هي السبب الرئيسي لنشوء آلام في الظهر عند التلاميذ، وخاصة الأطفال الذين يذهبون إلى المدرسة سيراً على الأقدام، إذ يشكو الكثير من التلاميذ من أوجاع في الظهر والمفاصل، لكن الكثير منهم وخاصة الأهل لا يدركون أن السبب الرئيسي المسبب لهذا الألم هو الوزن الزائد للحقيبة، أو اقتناء حقيبة غير ملائمة ومريحة.

قنبلة موقوتة واسمها حقيبة...

وتنتشر هذه المشكلة على المستوى العالمي، ولا تقتصر علينا فقط، حيثُ يضطر التلاميذ لحمل الوزن الذي تحتويه الحقيبة المدرسية من لوازم الدراسة والقرطاسية واحتياجات التلميذ، يومياً على الكتفين. هذا الأمر، يسبب مع مرور الأيام مشاكل في الظهر والعمود الفقري لدى التلميذ، وخاصة في مرحلة نمو الجسم وجيل المراهقة.

المواصفات العالمية للحقيبة المدرسية، تستوجب أن تكون الحقيبة ذات بطانة طبية (اورتوبيد)، وأن يكون القسم الخلفي فيها متناسباً مع العمود الفقري. كذلك، يجب أن تكون الحقيبة خفيفة الوزن حيثُ ينبغي ألا يتجاوز وزن الحقيبة 10% من وزن التلميذ، ولكن هذا الأمر غير متبع للأسف، حيثُ يفوق وزن الحقيبة هذه النسبة في أغلب الحالات التي نعرفها".

وزن الحقيبة..

وقال د. محمد عدوّي، أنه على مدار 10 أشهر يحمل التلميذ الحقيبة على كتفيه، يصب كل ثقلها على ظهره وعموده الفقري. يجب ألا يتعدى وزن الحقيبة الـ 15%-10% من وزن الطفل. 15% من المواطنين يعانوا في مراحل معينة من حياتهم من مشاكل في المفاصل، وتبدأ في سن صغيرة، وقد تتفاقم حدتها مع التقدم في السن وصولاً إلى الشيخوخة حيث تظهر أمراض جفاف الغضروف، والتكلس.

أمراض المفاصل أمر شائع لدى الكبار، وتعتبر نادرة لدى الأطفال، فهي تكون آلية أو حركية تحدث بسبب الوزن ونوعية العمل أو المهمة الملقاة على عاتقهم ، وتكون اقل خطورة من التهابات المفاصل، لأن التهاب المفصل إذا لم يعالج في الوقت المناسب، فإن المريض قد يحتاج بعد ذلك إلى زرع مفاصل وعلاجات كيماوية معقدة وخطيرة، وهذه الالتهابات إذا ما أصابت الأطفال فإنها تؤثر على نموهم وتكون معاناتهم كبيرة جدا.
كيف نساعد أطفالنا؟
بينما تحدث د. خالد أصلان في كيفية مساعدة الأطفال في حمل الحقيبة، قائلاً: " على الأهل الاهتمام بكيفية وضع الحقيبة على ظهر ابنهم، يجب أن تبدأ من مستوى الكتفين وأن تكون ملتصقة بالظهر والعمود الفقري. يجب وضع الحزامين على الكتفين كي يتوزع ثقل الحقيبة عليهما، وهذا يجعل وضع الجسم أفضل.

يجب تركيز الحقيبة بحيث يكون موضعها في منتصف الظهر بالضبط، كما يجب وضعها فوق عضلات منتصف الظهر، ولا بد من شد الأحزمة بحيث لا تصل الحقيبة إلى منطقة ما تحت الظهر."

وأضاف: "يجب التقليل قدر الإمكان من عدد الكُتب والدفاتر، وان تحتوي الحقيبة على ما يلزم التلميذ خلال هذا اليوم الدراسي فقط، وليس أكثر من ذلك".

العديد من الدول الغربية تبنت في مدارسها نظام، إبقاء الكتب المدرسية في خزانة خاصة بكل تلميذ في حرم المدرسة، من المفضل أن تتبع المدارس في البلاد هذا النظام الذي من شأنه أن يخفف عن أبنائنا وزر رفع الأوزان الثقيلة على أكتافهم، مما يؤدي إلى انحناء ظهرهم".

نصائح لحمل الحقيبة المدرسية بصورة سليمة:

يقول د. أصلان: " بالمحصـّلة، يحتاج أولياء الأمور والمدرسين إلى إرشادات تعتبر ضرورية من أجل الحفاظ على سلامة الظهر والعمود الفقري لدى الأبناء، (التلاميذ). ولأجل ذلك، هناك العديد من النصائح الممكن توجيهها لهم:

- مفضل أن تكون الحقيبة المدرسية متعددة الجيوب، ويتم وضع الكُتب الثقيلة في الجيب الملاصق للظهر، حتى لا ينصب ثُقلها على الظهر.
ـ يجب التأكد من أن الحقيبة ثابتة وأن حجمها متناسق، وينبغي أن يكون وزن الحقيبة أقل من نصف كيلو غرام (وهي فارغة).
- اختيار حقيبة بحمالات محشوة وذات بطانة طبية كي لا تشكل عبئا على الكتفين أو الكتف أثناء حملها.
ـ على الطالب أن يتجنب حمل أغراض غير ضرورية.
ـ تجنب وضع حزام الحقيبة على كتف واحد.
ـ يجب ألا ينخدع الأهل والتلاميذ بمظهر الحقيبة عند شرائها. كما أن الحقيبة التي لا تثبت جيدا على الظهر تلحق الضرر بأعصاب الظهر".

بينما قال د. عدوي: "أوصي بالامتناع عن حمل وزن يزيد عن 10% من وزن الطالب، وللأسف هذه التوصيات نشرتها وزارة المعارف، لكنها لا تقوم بمراقبتها أو بتطبيقها بشكل عملي وهذا الأمر ينطبق أيضاً على المدرسين الذين لا يقدمون التوجيه والنصيحة للأهل والتلاميذ، في كيفية التخفيف عنهم عناء حمل الحقيبة المثقلة بالكتب والكراريس".

وأضاف: "أعتقد أن هُنالك حلول تتمثل في تخصيص خزانة لكل طالب يضع فيها كتبه الثقيلة ولا يضطر لحملها يوميا من البيت إلى المدرسة وبالعكس، وقد يكون الحل في تخصيص فترة زمنية مدتها ساعة زمنية في وسط النهار يسمح فيها للطالب بالذهاب إلى البيت لتفريغ الكتب التي انتهى منها وحمل الكتب المطلوبة منه للدروس المتبقية في ذلك اليوم، وقد تكون هذه الوصفة ملائمة أكثر للطلاب في القرى، بينما لا تكون مناسبة في المدن التي يتعلم فيها طلاب من القرى يصعب عليهم السفر مرتين ذهابا وإيابا يوميا".

على الموضة...

تختلف أذواق التلاميذ فيما بينهم في اختيار الحقيبة المناسبة، حتى لو كانت مع بطانة طبية " اورتوبيد" فهي أيضًا تكون " على الموضة"، وموضة الحقائب هذا العام:
سبونج بوب، فريق برشلونة، بن تن، السنافر، الأميرة النائمة، الأقزام السبعة، كارز، وسوبر مان وسبايدر مان بحلة جديدة – وهذا الذوق دائم ومتجدد عند الأطفال، حقائب شركة أديداس الرياضية دائمًا مطلوبة لدى التلاميذ وخاصة المراهقين منهم.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]