حينما تعددت الحضارات المختلفة فى أنحاء الأرض وتكونت العقائد وترسخت الأديان؛اعتنق الإنسان الأديان ولم يختلف معنى الصوم في كل ديانه انما اختلفت طريقة الأداء.

يصوم المسلمون والمسيحيون بمختلف طوائفهم واليهود وأصحاب معتقدات الشرق من البوذيين والهندوس والسيخ حتى طائفة المورمون كل له طقوسه فى الصيام الذى يعكس الإيمان بالإله ورغبة فى طاعته والتقرب إليه.

يأتى شهر رمضان هذا العام فى أكثر أوقات السنة حرارة ليصوم المسلمون عن الطعام والشراب في فترة لا تقل عن خمس عشرة ساعة يومياً أو أكثر في مناطق معينة.

فرض سبحانه وتعالى المشقة على من يطيقها ومنح بسخاء رخصاً عديدة للمريض والمسافر وغير القادر فمن غيره أعلم بمن خلق فسوى.

صيام رمضان يختلف فى أثره فهو صيام يتبعه إفطار لذا فيه يمكن الإنسان السليم صحياً والذى لا يعانى من أى خلل فى وظائف أعضائه ؛كالإصابة بمرض السكر أو أمراض القلب والشرايين أو الفشل الكلوى وغيرها من الأمراض التى تسبب خللاً واضحاً فى عمليات التمثيل الغذائى ــ أن يصوم إذا أدرك كيف يمكنه خلال فترة الإفطار أن يعيد التوازن إلى جسده فيمده بكل ما افتقده ويعده لصيام يوم جديد .

بلا شك يختلف الصيام في هذه الأيام الحارة إذ يفقد الإنسان قدراً من السوائل قد يعرضه للجفاف ومعه يفقد أيضاً قدراً مهماً من الأملاح قد يعرض لاختلاف توزيع السوائل فى الجسم.

قد يتصور الصائم أن شرب كميات كبيرة من السوائل قبل الإمساك مباشرة قد يحميه من الشعور بالعطش فى اليوم التالى؛ الواقع أن الجسم يتخلص من تلك السوائل الزائدة ولا يحتفظ إلا بما يكفيه. لذا يفضل أن يحصل الصائم على كميات صغيرة متكررة من الماء فى الفترة بين السحور والإمساك.

تناول الماء على فترات منتظمة من الإفطار إلى الإمساك أمر حيوى وضرورى؛ قد يتناول الصائم الشاى والقهوة والعصائر والصودا مدركاً أنها تحتسب فيما يحتاجه من ماء؛ بالفعل تحتسب لكن يجب التنبه لأن الشاى والقهوة من مدرات البول وأن الصودا من الصوديوم الذى يساهم فى احتباس الماء فى الجسم وارتفاع الضغط وأن العصائر سكريات لذا فشرب الماء الصافى هو ما يروى الجسم حقا ويحافظ ترويته السليمة.

عنصر الماء هو العنصر الغذائى الذى لا يستطيع الجسم السليم إدخاره لذا فمن الممكن أن يعيش الإنسان أياماً طويلة بلا غذاء لكن غياب الماء قد يتسبب فى هبوط ضغط الدم الحاد الذى قد ينتهى بالإغماء؛ وغياب السكر قد يتسبب فى نقص نسبة الجلوكوز فى الدم الأمر الذى يعد من المتاعب الصحية الخطيرة؛ لذا فعلى الصائم أن يتنبه إلى ما يحقق له التوازن البيولوجى أثناء الصيام.

فلا ننسى أيضا الماء المتكونه في فى الفواكه والخضروات خاصة الخيار، الكرفس، الهليون، البطيخ والشمام والكنتالوب.

عصير الجزر والطماطم أو التفاح الأخضر مع الجزر والكرفس والبرتقال أحد العصائر عالية القيمة قليلة السكر، كوب واحد منه فى السحور يمدك بكل ما تحتاجه من معادن وفيتامينات لليوم التالى.

تناول الخضراوات الطازجة والفاكهة فى السحور يمثل رصيداً من المياه التي تقينا من العطش خاصة الفواكه مثل الشمام والبطيخ ومن الخضراوات الخيار الذى قد يروى العطش بصورة تفوق الماء.

قد يفيد أيضا تجنب إضافة الملح للسلطة واستبداله بالخل أو الليمون؛و السوائل المحلاة بالسكر لها ذات تأثير المخللات فى أنها تزيد الإحساس بالعطش لذا يجب مراعاة شرب الماء النقى بلا إضافات كما أن الشاى والقهوة تعمل كمدرات للبول لذا يجب التقليل منها متى كان ذلك ممكناً.

فنذكر مرة أخرى بأن تناول العصائر الطازجة مصدر مهم للمعادن خاصة عصير الخضروات الذى نتجاهله دائماً فى حضور العصير الرسمى للفاكهة.د.عمر محمد طافش شراب دكتوراه فى طب روماتيزم المفاصل

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]