يستدل من المعطيات التي نشرتها وزارة الصحة انه سجلت في السنتين الأخيرتين فجوات واسعة في التشخيص المبكر "لمتلازمة داون" (المونغولي) للأجنـّة لدى فحص الحوامل العربيات واليهوديات. وأشارت المعطيات أن هذه الفجوات ناجمة، على ما يبدو، من الاختلاف في الفحوصات التي تتعرض لها النساء الحوامل من الشعبين.

وتتضمـّن فحوصات الحمل الهادفة إلى تشخيص هذه المتلازمة، والتي ليست مشمولة في "سلة الأدوية" الحكومية – فصح شفافية مؤخرة الرأس (للجنين)، ومسح منظومات الجسم، بواسطة الاولتراساوند.

وهذان الفحصان، اللذان تحظى بهما النساء المؤمـّنات تأمينا ً صحيا ً مكمـّلا ً فقط، مرشـّحان منذ سنتين للدخول إلى سلة الأدوية، لكن اللجنة المكلـّفة بهذا الأمر لم تصادق على ذلك حتى الآن . كما أن هنالك فحصا ً آخر، مشمولا ً في "السلة"، لا تحظى به سوى النساء الحوامل اللاتي تزيد أعمارهن عن (35) عاما ً، وهو فحص ماء السّلى، وهو فحص "باضع" (معمـّق) مؤهل للتنبـّؤ بنسبة 100% بما إذا كان الجنين مصابا ً بمتلازمة داون.

العربيات – فحص واحد فقط!

ويشار إلى أن "السلة الصحية" الخاصة بالنساء ما دون سن (35) عاما ً، تتضمن فقط فحصا ً للدم يسمـّى "الاختبار الثلاثي"، وهو مؤهل بنسبة 70% فقط للتنبؤ باحتمال إصابة المولود بالمتلازمة.

وقال مسؤول كبير في وزارة الصحة أن الكثيرات من النساء العربيات الحوامل يجرين هذا الفحص فقط، دون غيره، ولذلك فان الفوارق بينهن وبين اليهوديات واسعة في ما يتعلق باحتمالات الكشف عن متلازمة داون. وأضاف المسؤول في هذا السياق أن خبراء الوزارة يسعون إلى تخفيض عدد المواليد المصابين بالمتلازمة، مع احترام رغبة أهل الجنين في عدم إجراء إجهاض للحامل التي يتبين أن جنينها مصاب بالمتلازمة، أو رغبتهم في عدم إجراء الفحص أصلا ً.

ويتبين من المعطيات المسجلة لدى وزارة الصحة أن عدد المواليد اليهود المصابين بمتلازمة داون، بلغ في العامين 2010 – 2011 ثلاثة وتسعين مولودا ً، وعدد العرب – ستة وأربعين. وتبين أن 8% من هؤلاء المواليد اليهود لم يشخصوا كمصابين بالمتلازمة خلال فترة الحمل، بينما بلغت نسبة نظرائهم العرب – 26%!

ومن جهة أخرى تبين أن 35% من هؤلاء المواليد اليهود قد شخصوا كمصابين بالمتلازمة خلال الحمل، لكن ذويهم فضـّلوا عدم إجراء عملية إجهاض أو أية فحوصات أخرى، بينما بلغت النسبة لدى العرب 52%.

كما تبين أن 57% من المواليد اليهود لم يتعرضوا خلال فترة حمل والدتهم إلى أية فحوصات لتشخيص المتلازمة – بينما بلغت النسبة لدى العرب 22%.

نسبة ثابتة في السنوات العشرين الأخيرة

ويستفاد من معطيات وزارة الصحة أن نسبة المواليد المصابين بمتلازمة داون مستقرة منذ عشرين عاما ً، بواقع 0.96 ولادة (مصابة) من بين ألف لدى اليهود، و1.06 ولادة لدى العرب، هذا بالإضافة إلى وجود فوارق في نسب هذه الولادات بين البلدات اليهودية العلمانية الطابع، وتلك المتدينة المتزمتة، وهذا ناجم عن منسوب الوعي بضرورة إجراء الفحوصات للحوامل والأجنـّة: ففي مدينة "بني براك" (المتدينة) سجل عام 2010 معدل (1.8) ولادة مصابة من بين كل ألف حالة حمل، وفي بيت شيمش (المتدينة أيضا ً) سجل معدل (1.2) ولادة، بينما في ريشون لتسيون (العلمانية) سجلت (0.5) ولادة، وفي شقيقتها "حولون" – 0.3 ولادة مصابة .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]