تُعتبَر مهنة "الداية" (القابلة القانونية) المهنة الأقدم بين المهن التي عرفها الانسان، بل هي مهنة ما قبل المهنة، حيث أن البقاء يتطلب انساناً ينتشل آخر ، من ظلمة الأحشاء ولأنها كذلك فقد ارتبط السعد والنحس بوجهها، غير أن هذه المهنة انقرضت من تراثنا أو بإمكاننا أن نقول أنها أوشكت أن تزول وزوالها يسير طرداً بصيرورة التكنولوجيا الطبية ، وعصر خدمة الآلة.

انطلاقًا من هنا، وايمانًا منا أن للأصالة فائدة وللخبرة أيضًا فوائد، التقينا، مساء اليوم، في مكاتبنا في الناصرة، الداية ازدهار أبو عيد-بلانك، من نتسيريت عيليت، التي بدأت حياتها بالعمل كداية في مستشفى الناصرة لتنتقل خلال سنوات قليلة بين عدد من المستشفيات المهمة في البلاد.

وتسافر بعدها إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتستقر هناك في ولاية كاليفورنيا بغية زيادة إدراكها في مجال التوليد الطبيعي واكتساب المزيد من العلم في هذا المجال من ثم سافرت إلى هولندا لتفتتح هناك مركزها الخاص المختص بالتثقيف الإنجابي لتقرر بعد 7 سنوات من النجاح هناك أن تعود إلى البلاد لتنشأ هنا أول مركز يهتم بالمجال نفسه في نتسيريت عيليت مؤكدة أن المسؤولية الإجتماعية والوطنية حملتها وعادت بها إلى هنا لإيمانها المطلق أن المرأة العربية تحتاج خدماتها أكثر من المرأة الهولندية.

وقد تحدثنا مع ازدهار عن أساليب وطرق الولادة الطبيعية وعن الأخطاء الشائعة في هذا المجال في مجتمعنا، وعدنا لكم بمعلومات شائقة، مفيدة وجديدة.

للمرأة كامل الحق في أن تقرر الطريقة التي تود استخدامها للولادة

استهلت ازدهار حديثها معنا قائلة: "أود القول قبيل كل شيء أن للمرأة كامل الحق في أن تقرر الطريقة التي تود استخدامها للولادة ولا يحق لأي طبيب أو ممرضة ان تقرر عنها في هذا الشأن، فالولادة على السرير ليست الطريقة الأكثر راحة للمرأة الحامل، إنما هو الأكثر راحة بالنسبة للطاقم الطبي خلال عملية التوليد، فإن الولادة تعد عملية طبيعية تعمل على ركيزة قوة الجذب بين جاذبية الأرض والجنين، واستلقاء المرأة على السرير يعرض المعادلة لخلل، حيث يقلل من فاعلية جاذبية الأرض..."

تابعت:"كما إن هناك طرق ناجعة جدًا وهي طرق وأساليب طبيعية وتساعد على تسريع عملية الولادة ولعل أهمها منح المرأة تدليكًا جيدًا ومدروسًا لأكف الأرجل، فهذه التقنية مثلاً تساعد المرأة على الإسترخاء وتبعث الراحة والهدوء في نفسها، فإن التوتر هو أهم عدو لعملية الولادة، لأن هورمون الإنجاب لا يمكن أن يقوم بوظيفته في حال كان هناك ارتفاع في هورمون التوتر "الأدرينالين" في جسد المرأة..."

ليس من حق أي انسان أن يحول الولادة إلى كابوس في أذهان النساء

زادت ازدهار:"كما أنني أنصح جميع السيدات العربيات أن يقرأن ويعرفن حقوقهن لأن المعرفة قوة وحنان، فإن منظمة حقوق الإنسان أقرت في وثيقتها أن للمرأة الحق في أن تضع مولودها في المكان والطريقة المناسبين حسب عاداتها وتقاليدها ودينها، من هنا أقول لكل امرأة حامل أن ترفض الإنجاب بشروط أو ظروف مؤذية وغير مريحة لها نفسيًا فأن تكون مرتاحة وهادئة هذا يعني أن الولادة ستكون مريحة، هادئة وسريعة أيضًا، فليس من حق أي شخص أن يحول عملية الولادة في أذهان النساء إلى كابوس..."

تريدين الإنجاب بارتياح...؟، عليكِ بالرقص الشرقي!

عن الرياضة التي على الحامل أن تمارسها خلال الأشهر المتأخرة للحمل قالت ازدهار:"قد لا تصدقوا ما سأقول لكن الرقص الشرقي يعد أول وأهم رياضة في هذا المضمار، لكنني لا أتحدث هنا عن الرقص بحركات سريعة، إنما تلك الحركات الشرقية الهادئة التي تعمل بشكل أساسي على تحريك منطقة الحوض، وقد نشرت أبحاث عالمية تؤكد صحة هذا الموضوع..."

تابعت:"من المهم أن أشدد أيضًا على أهمية إبقاء الرضيع قرب أمه بعد انجابه لأن وجوده قربها يساعد وبشكل فاعل أن يُدَرّ الحليب في جسدها ويساهم في تسهيل عملية الإرضاع الطبيعيّة، وإن بعد الرضيع عن أمه يقوم بالعملية العكسية، لذلك فإن وجود الرضيع قرب أمه أو بعده عنها يعتبر أمرًا أساسيًا في تحديد مدى نجاح عملية الرضاعة..."
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]