باتت من أهم معالم القرية الساحلية العربية " إنها النفايات المتطايرة في كل مكان، والتي أصبحت علامة مميزة لشوارع بلدة جسر الزرقاء الحيفاوية الساحلية، المواطنون يلقون باللائمة على الجهات والمختصة والأخيرة تتحدث عن قلة في وعيهم يؤدي إلى انتشار النفايات.

منذ عدة أشهر وكلما دخلت بلدة جسر الزرقاء الساحلية، ترى شوارعها تزيّنها أكوام النفايات المتراكمة والتي تتطاير مع الريح في بعض الأحيان لتملأ الشوارع، ما دفع باللجنة الشعبية في القرية للشروع بحملة توعية لرفع وعي السكان حول أهمية النظافة والحفاظ على البيئة، وتنظيم أيام تطوّعية لتنظيف شوارع البلدة كما كان قبل بضعة أشهر، والتخطيط لأيام إضافية مماثلة.

السبب تقصير المجلس المحلي

يقول المثل: "النظافة من الإيمان والعفن من الشيطان"، هذا المثل الذي سمعناه من صغرنا، ورغم أن أهالي القرية سمعوه أيضا ودرسوه إلا أن شوارع القرية ما زالت تملأها النفايات.

ويؤكد سكان القرية أن السبب لذلك ليس تقصير المجلس المحلي فحسب، وإنما أيضا بعض العادات التي تشوب أهل القرية.

وهنا يقول عبد الرؤوف حيدر "المشكلة مركبة باعتقادي كأحد مواطني قرية جسر الزرقاء، المشكلة الأولى هي التركيبة التي تعتمد على السكان ومدى انتمائهم للبيت والحي وللبلدة بشكل عام. فترى أن المنازل نظيفة جدا، ويهتمون بها كثيرا، وتجد أن داخل البيوت نظيفة جدا، الغرف والممرات وغير ذلك، ولكن متر واحد خارج البيت لا ترى اهتمام بالنظافة! وذلك لأن الناس صاروا غير مبالين لما يحدث متر واحد خارج منزلهم! وعلى هذا الأساس وكون الأمر شموليا لدى نسبة كبيرة من سكان البلدة، بدأت النفايات تتراكم، ومن هنا أهمية ألا يهمل الإنسان ساحة منزله والشارع القريب منه، فترى الشارع كله مليء بالنفايات".

ويضيف عبد الرؤوف: "قمنا بحملة تنظيف من قبل اللجنة الشعبية في جسر الزرقاء والتي لم يكن لها استمرار. فقد بدأ الشباب الأمر من باب التطوّع، وكل عضو من أعضاء اللجنة كان له اهتماماته وانشغالاته التي ألهته عن الحراك الجماهيري لتنظيف مستمر، كما أن كان هناك شعور بعدم المبالاة من قبل السكان والمسؤولين في المجلس المحلي. فكلنا نعرف أن المجلس المحلي يعاني من أزمة مادية وعدم مصادقة على الميزانية، وهذه الأزمة وعدم تلقي العمال رواتبهم من المجلس المحلي يؤدي إلى تراكم النفايات الصلبة بالأساس وعدم أخلاءها من شوارع البلدة، ولا يوجد اهتمام من قبل المجلس المحلي لتنظيف الشوارع".

جمع النفايات يقتصر على الشوارع الرئيسة

نرى كل يوم عاملين أو ثلاثة يقومون بتكنيس الشوارع الرئيسية في مركز البلدة ولكنهم لا يجولون الأحياء وبقية الشوارع، كما أنه لا يوجد عدد كافي من العمال لتنظيف وتكنيس الشوارع في الأحياء في القرية".

ويتابع حيدر: "كلجنة شعبية وكفرد في البلدة والدولة نشعر أن قرية جسر الزرقاء هي إحدى القرى العربية المهمشة على مستوى الاهتمام بتطوير مشاريع، بغض النظر عما إذا كانت السلطة المحلية عاجزة، مشيرا إلى وجود إمكانية أن تدخل أجسام أخرى كسلطة حماية البيئة والكيرن كييمت لتنظيف الأحياء ولتسد محل العجز الموجود على مستوى السلطة المحلية، هناك تذمر شديد من قبل السكان على وضعية البلدة، ولكن من جهة أخرى هناك صحوة من قبل شريحة كبيرة من الشباب، التي تناضل لأجل نظافة القرية وجودة البيئة، وهذه أمور أساسية يطمح الجميع لها".

المواطن خميس جربان يقول: "نريد أن ننظف البلد، أن يهتم المسؤولون في البلد ونظافتها، هذه البلد لا ينفع معها العنف، ويجب أن يكونوا رجالا ويهتمون بالبلد وليس أن يهتموا فقط برواتبهم في نهاية الشهر"!

ويقول في رد على سؤال: "لا أعتقد أن الأمر يتعلق بحل المجلس المحلي، صحيح أننا انتخبنا أعضاء المجلس المحلي ليهتموا ويحققوا حق الإنسان، وحق الإنسان ضائع مع الضائعين"!!!

مطالبة للجهات الرسمية بالقيام بواجبها

من جهته يعلّق سامي العلي رئيس اللجنة الشعبية في جسر الزرقاء على ذلك بالقول: "منذ سنة تقريبا وسكان جسر الزرقاء يعانون من آفة القمامة والنفايات. النفايات اليوم تزيّن شوارع وحارات والمناطق العامة في البلدة وحتى الضواحي وأطراف القرية، النفايات الصلبة والبيتية متراكمة ومتكدسة منذ عدة أشهر. نحن كلجنة شعبية نطالب المواطنين بالحفاظ على نظافة بلدهم، ونطالب المجلس المحلي والجهات الرسمية أن تقوم بواجبها تجاه المواطنين وإزالة هذه المكاره البيئية وتنظيف الشوارع".

ويعلل العلي ذلك قائلا: "سبب ذلك هو تقصير المجلس المحلي الذي يعاني من عجز مالي كبير. كما تم فصل أعضاء المجلس المحلي المنتخبين قبل شهرين تقريبا، وهذا حال دون أن يقوم المجلس المحلي بدوره، خاصة في ظل انعدام نقطة كمجمع نقايات بالقرب من القرية. وتم في الأيام الأخيرة تعيين ثلاثة أعضاء مجلس إلى جانب رئيس المجلس المحلي الذي واصل مهامه، وذلك لإدارة شؤون القرية. نأمل أن يتم توظيف وتخصيص ميزانيات للقضاء على هذه الآفة. اذ أن هذه الظاهرة تؤثر على البيئة فانتشار الملوّثات يشكل خطرا على سلامة وصحة السكان وقد يؤدي إلى أمراض شتى.

من جهته يرّد رئيس المجلس المحلي عز الدين عمّاش على ذلك بالقول: " معروف عنها أننا ننظف كل يوم عشر ساعات ودائما يوجد نفايات في الشوارع، لأن البلدات المكتظة سكانيا تعاني من مشاكل سكانية بينها تكدس النفايات".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]