يجب ألمحافظه على نظافة الفم والأسنان بشكل دائم وذلك لمنع التسوس والتهابات اللثة المسببين الرئيسيين لفقدان الأسنان, وتبدأ العناية بالفم والأسنان بالتنظيف باستعمال الفرشاة والمعجون مرتين يوميا قبل النوم وبعد الفطور هذا بالاضافه إلى أدوية المضمضة التي ينصح الأطباء مرضاهم إذا دعت الحاجة المرضية للشخص المعالج لذلك ولكن ماذا مع الصيام؟ وكيف يجب العناية في الأسنان في هذا الشهر؟ وهل يمكن معالجة الأسنان أثناء الصيام ؟ وهل هذا يؤدي إلى الإفطار؟ هذه الأسئلة وغيرها يطرحها الناس علي وعلى زملائي أطباء الأسنان الآخرين وبحق , فمن جهة الصيام فرض وركن من أركان الإسلام ومن جهة أخرى الأسنان عضو مهم في الجسم ويجب العناية بها وعلاجها.

د. سمير خطيب طبيب أسنان – كفركنا مستشار النقابه العامة لشؤون الأطباء العرب يجيب على الكثير من الاسئلة ويقدم التوصيات والارشادات للجمهور لكيفية الوقاية والحفاظ على الاسنان.

قبل الاجابه على هذه الأسئلة أود التنويه أنني لست من رجال الدين ولا ممن يفتون بغير علم ولكن بعد مراجعة المصادر الدينية والفتاوى المتعلقة بالأمر ومشاورة رجال الدين وسماع المختصين بالأمر يمكن التأكيد على النقاط التالية :

تنظيف الاسنان بعد السحور

1- يمكن للصائم بل من الضروري أن ينظف أسنانه بالفرشاة والمعجون بعد السحور ولكن قبل الإمساك ومن غير المحبذ تنظيف الأسنان أثناء النهار أي في وقت الصوم ولو أن بعض الفقهاء سمح أيضا باستعمال الفرشاة والمعجون حتى أثناء النهار وقد ثبت بسند حسن عن ابن عباس "الأرواء 937" أنه رضي الله عنه لا يرى بأسا أن يتذوق الصائم العسل والسمن ونحوه ثم يمجه ومن هنا لا بأس باستعمال معجون الأسنان أثناء الصيام ، ولكن يجب لفظ ما تحلل منه في الفم ، وإن ذهب منه شيء إلى حلقه من غير تعمد لم يضره ، وكذلك لا بأس باستعمال غسيل الفم المشتمل على الأدوية بشرط أن يمجه ولا يذهب إلى حلقه منه شيء متعمداً ، وهكذا ذوق الطعام لا حرج فيه بشرط أن يمجه ولا يبتلعه .

لا يفطر الصائم إذا تم استعمال المخدر

2- علاج الأسنان غالبا ما يكون مصحوبا باستعمال التخدير وكما هو معلوم فالتخدير يتم عن طريق الابره ولكن وبما إن إبرة " البنج " يتم وخزها بالعضلات وليست بالأوعية الدموية وهي ليست مغذيه إذا لا يفطر الصائم إذا تم استعمال المخدر عنده بينما الإبر التي يتم وخزها في الأوعية الدموية للتغذية فهي تؤدي إلى الإفطار" الإبر (الحقن) المغذية التي يُستغنى بها عن الطعام والشراب ، لأنها بمنزلة الأكل والشرب . الشيخ ابن عثيمين "مجالس شهر رمضان" ص 70 ". وقد ذهب بعض الفقهاء إلى :" وأما الإبر التي لا يُستعاض بها عن الأكل والشرب ولكنها للمعالجة كالبنسلين والأنسولين أو تنشيط الجسم أو إبر التطعيم فلا تضرّ الصيام سواء عن طريق العضلات أو الوريد . فتاوى محمد بن إبراهيم (4/189("

3- إذا كان استعمال ابر التخدير في علاج الأسنان لا يؤدي إلى الإفطار فماذا مع قلع الأسنان وسيلان الدم هذا السؤال بالذات يسأله الكثيرون والإجابة عليه مرتبطة بمعرفة مبطلات الصيام فسيلان الدم ليس من مبطلات الصيام خاصة وان الحديث هنا يدور عن بعض مليمترات من الدماء تسيل أثناء القلع ولا يجري الحديث عن نزيف حيث يفقد الإنسان كميات كبيره من الدماء قد يفقد الوعي بعدها ، إذا من الممكن قلع الأسنان والقيام بعمليات جراحية صغيره بدون أن يفطر الصائم .

أثناء علاج الأسنان يتم استعمال المقادح والتي يستعمل معها الماء للتبريد

4- أثناء علاج الأسنان يتم استعمال المقادح والتي يستعمل معها الماء للتبريد وقد يخشى البعض دخول بعض هذه المياه إلى الحلق وبالتالي إلى المعدة مما يبطل الصيام ولا يمكنني أن أنكر وجود هذا الأمر وإذا حدث يكون بكميات قليله جدا لا تؤدي إلى التغذية وهي بغير قصد ولكن هذا صحيحا في المعدات التي لا تحوي جهاز الشفاط " السكشن" وأجهزة أطباء الأسنان اليوم متطورة جدا وهذا الجهاز موجود في كل العيادات حيث يشفط كل هذه المياه وحتى الريق أيضا أي انه على الأرجح ان يفقد الصائم بعض السوائل من أن يدخل إلى جسمه سوائل.

5- يستخدم طبيب الأسنان بعض المواد التي قد يجد المريض طعمها أو رائحتها فهل وجود طعمها أو رائحتها في الحلق يؤثر على الصيام الجواب : إذا احتاج الصائم إلى علاج أسنانه في أثناء الصيام فلا بأس بذلك مع التحفظ التام من وصول شيء إلى حلقه من الأدوية أو آثار العلاج ، وإن وصل شيء إليه بغير اختيار فلا حرج عليه .

استعمال السواك

6- أما الأشخاص الذين يستعملون السواك ينصح أطباء الأسنان بقص الجزء المستعمل من السواك كل 24 ساعة وذلك من أجل استمرار وجود المادة الفعّالة في السواك أثناء تنظيف الأسنان ، فهل يؤثر على الصيام استعمال سواك جديد أو جزء منه خاصة وأنه قد يصاحبه تكسر وتفتت بعض أجزائه في الفم مما قد يؤدي إلى بلعها ؟ الجواب : لا بأس باستعمال السواك الجديد أو المجدد في حالة الصيام ، وما تفتت من المسواك وجب لفظه وإخراجه من فمه .

7- ما سبب رائحة الفم الكريهة أثناء الصيام؟ يقول الرسول الكريم ( أن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك) يؤدي عدم الأكل أو الشرب أثناء الصيام إلي تكون طبقة بيضاء على اللسان. وهذه الطبقة عبارة عن طبقة من اللعاب الهلامي الثقيل. يمكن للبكتيريا اللاهوائية أن تعيش وتتكاثر تحت هذه الطبقة البيضاء على اللسان مفرزة مادة الكبريت ذات الرائحة المقززة ليس هذا و حسب لكن من العوامل التي تؤدي إلي تفاقم مشكلة الرائحة الكريهة أثناء الصيام هو العطش. فامتناعنا عن الشراب أثناء الصيام يؤدي إلى تقليل إفراز اللعاب في الفم و بالتالي إلى خسارة منافع اللعاب. يؤدي توفر كميات كبيرة من اللعاب إلى الحد من نمو و تكاثر البكتيريا، و يقوم بإذابة المخلفات الكبريتية و بالتالي إلى تقليل أو إخفاء الرائحة الكريهة وللتفليل من رائحة الفم أثناء الصيام يمكن استخدام ثلاث طرق أ- إزالة الطبقة البيضاء المتكونة على اللسان باستعمال فرشاة الأسنان على اللسان أو استعمال فرشاة خاصة ب- زيادة إفراز اللعاب وذلك بتناول كميات كبيرة من السوائل قبل الإمساك ج- المضمضة بغسول الفم.

اهمية علاج الاسنان دينيا

إن علاج الأسنان المريضة حاجة ضرورية ولا يمكن التهاون بها أو إهمالها لما فيها من الم وضرر قد يصيب الإنسان نتيجة إهماله لها ولهذا يجب المحافظة على الأسنان بصيام أو غير صيام والمحافظة على الأسنان وعلاجها ليست مطلوبة طبيا واجتماعيا فقط بل دينيا أيضا فقد حث الرسول المسلمين على استعمال السواك في أكثر من حديث مثل لولا أن اشق على امتي لأمرتهم بالسواك عند وضوء كل صلاة لما في السواك من فوائد للفم والأسنان وصحتها ونظافة الأسنان هي جزء من نظافة الجسم فحافظوا عليها.

 
د. سمير خطيب
طبيب أسنان – كفركنا
مستشار النقابه العامة لشؤون الأطباء العرب

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]