ظاهرة تبييض الأسنان لا تعتبر شائعة في الوسط العربي، بل إن البعض يعتقد أن تبييض الأسنان هو ذاته عملية تنظيف الكلس. لكن تنظيف الكلس هي عملية تنظيف مجردة للكلس المتراكم على الأسنان بشكل طبيعي، تقوم بها أخصائية صحة أسنان (שינינית) أو طبيب أسنان، بينما عملية التبييض هي أمر مختلف تماما.

من أجل الوقوف على الفروق بين الأمرين، أجرى مراسل موقع "بكرا" هذا اللقاء الطبي مع الدكتور أمير بيادسة، خريج جامعة تل أبيب في مجال طب الأسنان، والذي يدرس حاليا للقب الثاني في إدارة المؤسسات الطبية، ويشغل منصب مركز ومحاضر في دورة مساعدات أطباء الأسنان في كلية "القاسمي" التكنولوجية، التي تم افتتاحها حديثا.

يقول د. بيادسة: "عملية تبييض الأسنان هي عملية تتم عن طريق مادة كيميائية تدخل إلى مركبات السن وتفكك الألوان الداخلية. خلال هذه العملية، لا يتم العمل على الأسنان بشكل خارجي (كما بإزالة الكلس)، بل على المبنى الداخلي للسن. ومن الممكن القيام بها بعدة طرق: الطريقة الأولى تتم في العيادات، وتستغرق نحو نصف ساعة يتم خلالها وضع مادة مركزة جدا على الأسنان، وبواسطة أشعة الليزر يتم تفعيل هذه المادة التي تقوم بدورها بتفكيك الألوان الموجودة على السن. هذه الطريقة لها العديد من التأثيرات السلبية، حيث أنها من الممكن أن تؤدي إلى حساسية الأسنان وعدم قدرتها على احتمال درجات الحرارة المنخفضة.

أما الطريقة الثانية، فيتم القيام بها عن طريق وضع جهاز خاص بأسنان المريض نفسها والتي يتم فيها وضع مادة داخل الجهاز لمدة أسبوعين تقريبا. لكن نسبة تركيز هذه المادة اقل بكثير من المادة التي تستخدم في العيادات. أما ايجابياتها فهي أنها اقل حساسية للأسنان، وتتيح للمريض التحكم بمدى الحساسية، وبدرجة تبييض أسنانه بشكل شبه كامل.

ما هي الأسباب التي تؤدي لاصفرار الأسنان؟

تنقسم الأسباب إلى قسمين: عوامل خارجية وعوامل داخلية.

العوامل الخارجية هي كل العوامل التي تأتي من الخارج، مثل الإفراط بشرب القهوة، التدخين، والمشروبات التي تحوي على الألوان.

أما العوامل الداخلية، فهي عوامل طبيعة، وهي بالأساس الطبقة الداخلية للسن التي تكون بشكل عام ذات لون أصفر(dentin)، وهي تختلف من شخص إلى آخر. كذلك، فإن للجيل تأثير على لون الأسنان، إذ كلما ازداد العمر كلما اتسمت الأسنان بدرجة اصفرار أكبر".

هل عملية تبييض الأسنان مؤلمة؟

بشكل عامل ليست هذه العملية مؤلمة، ولكنها ترتبط أحيانا بأعراض سلبية مثل الحساسية، أو إن لم يتلق المريض إرشادات صحيحة من طبيب الأسنان فمن الممكن أن يؤدي هذا إلى أضرار باللثة".

هل من المسموح لكل شخص أن يقوم بتبييض أسنانه؟

إذا كان الشخص يعاني من مشاكل في اللثة، من المحتمل أن يصاب بالحساسية بشكل أكبر. ولكن طبعا هنالك حلول مثل تخفيف تركيز المادة أو استعمال معجون أسنان للتخفيف من شدة الحساسية".

هل تعمل مواد تبييض الأسنان على الأسنان الطبيعية فقط أم يسري مفعولها على "الحشوات" أيضا؟

كلا. مواد تبييض الأسنان تعمل فقط على الأسنان الطبيعية وليس على الحشوات أو "التلبيسات"، لذلك يجب على الطبيب أن يبني برنامج عمل صحيح".

هل يدوم تبيض الأسنان لفترة طويلة؟ وكيف يمكن الحفاظ عليه لمدة أطول؟

يختلف الأمر من شخص لآخر لأن هناك عوامل خارجية، منها طبيعة الشخص الذي يقوم تبييض الأسنان ونوع المشروبات التي يتناولها. ومن الممكن الحفاظ على بياض الأسنان لفترة أطول عن طريق التقليل من شرب المشروبات التي تحتوي على صبغة أو على ألوان".

نصيحة بودك أن توجهها عبر موقع "بكرا" لجمهور القراء بخصوص تبييض الأسنان

يوجد نقص بالوعي بالوسط العربي بكل ما يتعلق بمجال تنظيف الكلس، والذي يجب أن يتم القيام به بشكل متواصل وكل ستة أشهر. فمن الممكن أن يؤدي عدم تنظيف الكلس إلى أمراض اللثة. بل إني أنصح كل من يعاني من أمراض في اللثة بأن يقوم بتنظيف الكلس كل ثلاثة أشهر لكي لا تتفاقم المشكلة وتزداد الالتهابات.

الأمر يتعلق بكل شخص وشخص. فيجب على كل شخص يريد أن يقوم بتبييض أسنانه أن يتأكد من سلامتها وألا تكون هناك أي مشكلة مثل التسوس. وعليه التأكد من سلامة الحشوات. بعد كل هذا بإمكانه أن يقوم بتبييض الأسنان.

أنصح أن يقوم المريض بتنظيف الكلس بشكل أولي وبعدها يتم بحث ضرورة تبييض الأسنان، وذلك لأن اللون الطبيعي للكلس يميل إلى الأصفر، ويشكل عائقا جديا أما عملية التبييض".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]