يُعتبر مستشفى الناصرة الانجليزي، الأكبر والأقدم، في مدينة الناصرة. وفي تشرين الثاني المقبل، سيحتفل المستشفى بمرور 150 عاماً على إنشائه.

يحرص المستشفى من خلال إدارته وطاقم الأطباء، الممرضين والممرضات فيه، على خدمة المرضى، ووضع صحة السُكان العرب على الأجندة الصحية، ورفع مستوى المستشفى الطبي والعلاجي.

وبشكل نصف سنوي، يعقد مدير مستشفى الناصرة، د. بشارة بشارات، المؤتمر الطبي ( صحة السكان العرب على محور الزمن) الذي أصبح تقلداً طبياً مهماً. وهو المؤتمر الذي سيعقد نهاية الشهر الحالي للمرة الرابعة على التوالي.

د. بشارات: المؤتمر الرابع سيكون قفزة نوعية في تحسين صحة المجتمع العربي..
وقد صرّح د. بشارات خلال زيارته لموقع "بكرا"، أن "المؤتمر المزمع عقده سيكون مختلفاً عن المؤتمرات السابقة، التي قمنا خلالها بطرح قضية صحة المجتمع العربي على بساط البحث ونضعها على الأجندة المحلية والعالمية. وسنبحث الفروق بين صحة السكان العرب وباقي مواطني دولة إسرائيل".

وتابع د. بشارات: "سيكون المؤتمر الرابع قفزة نوعية من حيثُ الاقتراحات وخطط تحسين صحة المجتمع العربي في البلاد، وليس فقط طرح الأرقام والمعلومات. سيكون بداية تحسين صحة المجتمع العربي".

تغيرات وخطط جديدة سيتم اتباعها...
يقول د. بشارات: "في الآونة الأخيرة، بدأت وزارة الصحة بالاقتناع بواجب المساواة بالقانون الصحي في البلاد، من المفروض عمل تغييرات لصالح المجتمع العربي، هناك تحضيرات من قبل وزارة الصحة من المفروض أن تدخلها إلى سلة خدمات المجتمع العربي".

المجتمع العربي على سلم أولويات وزارة الصحة..
يقول د بشارات أن وزارة الصحة وضعت المجتمع العربي ضمن سُلم أولوياتها، في المساواة بالصحة. لأول مرة قبل سنة، عقدت الوزارة مؤتمراً من أجل المساواة في الصحة بين المجتمع العربي واليهودي، والتي أظهرت المعطيات خلاله عدم المساواة بين الطرفين.

ويتابع د. بشارات: "بدأت وزارة الصحة بالاهتمام بصحة السكان العرب من خلال المؤتمرات الصحية والطبية، التي تعقدها، وهي تبحث عن الطرق التي تؤدي لتحسين المستوى الصحي للمجتمع العربي، ومن أجل المساواة في الصحة، ولا ننسى أن إسرائيل انضمت قبل ما يقارب السنة إلى منظمة الـ OECD، حيثُ كان أحد شروط انضمامها أن تبدأ إسرائيل بتقليص الفروق بين المجتمعات المختلفة المتواجدة فيها، ومن هنا نستطيع كأقلية أن نستغل هذا الأمر من أجل تحسين صحتنا كمجتمع".

وأضاف: "في نهاية الأمر تُقاس صحة المجتمع من خلال معلومات حول موضوعين - معدل حياة الإنسان، ومعدل وفيات الرضع"، التي تمثل بشكل عام الصحة. وقد ظهر أن الفارق بين المجتمعين في معدل حياة الإنسان ما زال 5 سنوات. من هنا، وضعنا أمامنا هدف العمل على تقليص حجم الفجوة بين المجتمع العربي واليهودي، والتي نقوم بفحصها، خاصة أمراض القلب، التي تُعتبر الأعلى مقارنة مع الوسط اليهودي.

وبهذا الصدد قمنا بإقناع وزارة الصحة بالحاجة لإقامة معهد قسطرة في مستشفى الناصرة الانجليزي، والتي وافقت بدورها على ترخيص المعهد، بعد أن اقتنع المسؤولون فيها أن هذا الأمر يُحسن من صحة المجتمع العربي، ويقلص من الفرق بين معدل حياة الإنسان ومعدل حياة مريض القلب، بين المجتمع العربي والمجتمع اليهودي في البلاد".

الأمراض التي سيتم بحثها خلال المؤتمر..
د. بشارة: "سوف يُركز المؤتمر على الأمراض المزمنة، مثل ضغط الدم العالي، وأمراض السُكري. وبشكل عام سيتم عرض التطور في صحة المجتمع العربي، وسنُقدم المعلومات التي تصدر عن طريق مركز رصد المعلومات القطري في إسرائيل للأمراض، ICDC وهذه المعلومات سيتم نشرها للمرة الأولى. ونأمل من أطبائنا والممرضات الاستعانة بها، وتطبيق جزء من هذه التعليمات والتوصيات، التي تعنى بعلاج المريض العربي.

التعاون مع السُلطة الفلسطينية...
هل من مشاركة للسُلطة الفلسطينية خلال المؤتمر؟
د.بشارة: "لقد تعذر علينا دعوة الأطباء من منطقة السُلطة الفلسطينية للمشاركة بالمؤتمر المزمع عقده نهاية الشهر الحالي، كغيره من المؤتمرات السابقة، ونأسف لذلك. ونأمل خلال المؤتمرات المقبلة أن تتم دعوتهم للمشاركة".

وفي ما يتعلق بوضع التعاون الطبي القائم بين مستشفى الناصرة الانجليزي والسُلطة الفلسطينية، قال د. بشارات: "اليوم يوجد اتصال قائم مع كلية الطب في جامعة "أبو ديس"- القدس، لغاية التبادل الدراسي والعلمي بين طلاب الطب في السلطة الفلسطينية ومستشفى الناصرة الانجليزي.

هُناك تعاون من أجل الاحتراف في أبو ديس عن طريق وزارة الصحة الإسرائيلية، هناك بذرة تعاون، لكنها توقفت حالياً، بانتظار تشكيل حكومة فلسطينية جديدة. إضافةً إلى ذلك، نحن نسعى إلى البدء بعمل العيادة الطبية المتنقلة في المناطق الفقيرة في أراضي السلطة الفلسطينية".

لأول مرة مشاركة جمعية أطباء الأسنان العرب..
وقد تحدث د. بشارة عن مشاركة جمعية أطباء الأسنان العرب، حيث سيكون هذا المؤتمر أول مشاركة لجمعية أطباء الأسنان العرب، والتي تمثل أكثر من 700 طبيب أسنان عربي. وستقدم الجمعية ورشات عمل ودراسات عن طب الفم والأسنان في الوسط العربي وفي البلاد".

تطبيق قانون منع التدخين في المستشفيات...
د. بشارات: "نحن في بداية تطبيق القانون، هناك أماكن داخل حدود المستشفى مسموح فيها التدخين (وهي خارج مبنى المستشفى نفسه). بالمقابل، هُناك تعاون مشترك مع بلدية الناصرة ووزارة الصحة، حيث سيتم تعيين مراقبين من بلدية الناصرة، من أجل أن يعملوا على منع التدخين بالمستشفى وضبط المدخنين وتغريم المخالفين للقانون بمبلغ مالي سيتم الإعلان عنه لاحقا"ً.

وتابع حديثه: "المستشفيات الثلاثة قامت بإعلان منع التدخين داخلها، وتبنت شعار (المستشفيات نظيفة من التدخين)".

مشاريع مستقبلية...
وقد تحدث د. بشارات عن المشاريع المستقبلية قائلا: "ابتداء من السنة الدراسية القادمة، سيكون مستشفى الناصرة الانجليزي، مستشفى جامعي، بالإضافة إلى مستشفى العائلة المقدسة. وذلك بموازاة كلية الطب الجديدة في الجليل، التابعة لجامعة بار إيلان. لقد قام المستشفيان بالتوقيع على وثيقة عمل مع الجامعة، حيث سيدرس طلاب الطب ويتخرجون من أقسامهما".

وعبر د. بشارة عن سعادته لكون المؤتمر جزء من التعاون المشترك بين ثلاثة مستشفيات، وانعقاده خلال الفترة التي يعمل فيها بمنصب مدير لمستشفى الناصرة الإنجليزي، مؤكداً أنه سيكون هنالك تعاون ورؤية مستقبلية، والتي ستزيد من حجم التعاون سعياً للوصول إلى توحيد شامل بين مستشفيات الناصرة، لأن هذا التعاون يخدم مصلحة أهل الناصرة والمناطق المجاورة".



 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]