يُصادف  غدا الثلاثاء 31 من أيار " اليوم العالمي بلا تدخين"، وقد أٌقرت الدول الأعضاء لمنظمة الصحة العالمية عام 1987، هذا اليوم للتثقيف وتوعية المدخنين، للكف والإقلاع عن التدخين بسبب الآثار السلبية والأضرار التي تنجم عنه ومن مادة التبغ، خاصة أن هذه العادة أصبحت وباءً عالمياً، ولا يزال معدل التدخين في البلاد مرتفعاً، وقد ثبت بشكل قاطع أن أضراراً صحية كثيرة تنتج عن عملية بالتدخين. فهناك مئات آلاف الأشخاص إن لم يكونوا الملايين الذين يلقون حتفهم سنوياً، جراء الأمراض التي يسببها التدخين، من أمراض قلب وسرطان الرئة.
وعلى ضوء هذا اليوم، كان لمراسلة موقع بكرا لقاء مع * د. جلال طربيه، أخصائي في الأمراض الوافدة.

د. جلال طربيه: مليون 600 حالة جديدة كل سنة من بينهم مليون و 300 حالة وفاة!

يقول د. طربيه: يُعتبر سرطان الرئتين من أكثر أنواع السرطان انتشاراً عند الرجال، وهو عبارة عن ورم سرطاني يُصيب الرئتين ومع تقدم المرض يبدأ بالإنتشار ليصل إلى أعضاء مختلفة في جسم الشخص المصاب. فهو فتاكاً لدرجة تصل نسبة الأشخاص الذين يتوفون نتيجة الإصابة به نحو 85-90%، ويقدر الأطباء أن معدل عمر المصابين في المرض لا يزيد عن 5 سنوات من بعد التشخيص.
وتابع د. جلال حديثه، نحو مليون و600 حالة جديدة كل سنة تصاب بسرطان الرئتين في العالم، من بينهم مليون و300 حالة وفاة، في إسرائيل تصل الإصابة نحو 1200 إصابة للرجال يقابلهم 680 إصابة عند النساء.

الوسط العربي يشكل النسبة الأعلى مقارنة مع نسبة السكان..

ويقول د. طربيه: خلال عام 2007، تم إكتشاف نحو 166 حالة جديدة داخل الوسط العربي، من بينهم 27 حالة عند النساء العربيات. مع تقدم العمر يكون إحتمال الاصابة بالأمراض السرطانية أكبر، نسبة الأشخاص المصابين في الوسط اليهودي أعلى مقارنة مع الوسط العربي، لكن معدل الإصابة في الوسط العربي أعلى من الوسط اليهودي مقارنة مع كثافة عدد السكان، وهو من أعلى معدلات الاصابة في العالم.
بين كل 100 ألف مواطن عربي، هناك تقريباً 45 حالة مصابة بسرطان الرئة، بالمقابل بين كل 100 ألف مواطن يهودي تصل نسبة المصابين بسرطان الرئة حوالي 25 حالة. بينما نسبة التدخين في الوسط العربي عند الرجال تصل الى 55%، أي تقريباً بين كل رجلين هناك رجل يدخن.
وقد أشار د. طربيه أن 80% من حالات الإصابة بسرطان الرئتين سببها التدخين، والنسبة المتبقية، تكون إما بسبب عامل وراثي، أو بسبب العمل بمنطقة صناعية، مشابهة للمنطقة الصناعية في منطقة الكريوت في شمال البلاد المليئة بالمصانع التي تصدر الأدخنة الملوثة.
مؤكداً: أن أفضل وقاية من إحتمال الإصابة بسرطان الرئة هي التقليل من التدخين بشكل تدريجي عند المدخنين ومفضل الإقلاع عنه بصورة تامة، وفي حال كان يعمل الشخص في المناطق الملوثة بالدخان عليه ان يحيط نفسه بكل وسائل الوقاية الممكنة.

الكشف عن المرض..

يقول د. جلال: يختلف سرطان الرئة عن باقي أنواع مرض السرطان الأخرى، بحيث آليات الكشف المبكر عن سرطان الرئة غير موجودة، فمثلاُ سرطان الثدي والأمعاء الغليظة، فهناك حملة دائمة تصدرها وزارة الصحة للجمهور البالغين خمسين عاماً في التوجه الى المستشفيات عند الأطباء المختصين للقيام بفحص الكشف المبكر، من تصورير للثدي او عمل منظار للأمعاء وفحوصات اخرى تابعة.
للأسف، فإن سرطان الرئتين لا يوجد أي فحص مبكر لإكتشافه، لسوء الحظ يتم تشخيصه وكشفه عند معظم الحالات، وهو في مراحله المتقدمة، حيثُ تكون الخلايا السرطانية منتشرة في أنحاء مختلفة بالجسم مثل العظام والكبد، وفي المراحل المتقدمة من المرض لا يمكن العلاج منه، إلا الأشخاص المحظوظين الذين يتم تشخيص الإصابة لديهم مبكراً، إن عملية الكشف المبكر تساعد في شفاء نحو 80% من المصابين.
بالنسبة لطرق العلاج، تحدث د. جلال عن عدة مسارات علاجية، مثل استئصال الورم والمنطقة المصابة، العلاج بالكيماوي او العلاج الاشعاعي، وهي تستخدم حسب تقدم المرض وحالة المريض.

يوم بلا تدخين.. كل 6 ثوانٍ يموت شخص في العالم بسبب التدخين!

تعود أهمية يوم بلا تدخين لرفع نسبة الوعي للسكان من آثار أضراره، ويضيف د. جلال: يعتبر المجتمع العربي في إسرائيل، من أكثر المجتمعات المستهلكة للدخان والتبغ مقارنة بنسبة السكان وعددهم، ويعتبر التدخين المسبب الرئيسي لعدة أمراض، مثل أمراض القلب والشرايين، والرئة، ويقول أن هناك أبحاث تشير، كل 6 ثوانٍ يموت شخص بسبب التدخين. بالإضافة إلى وفاة 600 ألف شخص غير مدخنين سنوياً، فهم ضحايا البيئة والمصانع او المحيط المدخن حولهم.
هناك إحصائية مهمة أجرتها منظمة الصحة العالمية، من خلال بحث قامت به، تُشير أن ثُلثين من من حالات الإصابة بالسرطان يمكن منعها بسبب التدخين، بالإضافة إلى الغذاء السليم والقيام بممارسة الرياضة بشكل منظم.

* د. جلال طربيه أخصائي في الأمراض الوافدة، مركز وحدة علم الأوبئة المركز الطبي تل أبيب وفي كلية الصحة العامة في جامعة حيفا.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]