شهدت البلاد في العاميين الأخيرين، انتشاراً جديداً لداء الكلب، وخاصة في شمال البلاد. وقد أبدت الأوساط الصحية والطبية، في الآونة الأخيرة قلقها من استمرار انتشار مرض الكَلَب، فيما تشكو سُلطة حماية الطبيعة من عجزها عن المشاركة في مكافحة المرض، بسبب التعليمات المقيدة لإبادة الكلاب الضالة المسببة للمرض وانتشاره.

في هذا السياق، كان لمراسلة موقع "بكرا" حديث مع د. علي غنيم- طبيب بيطري مختص في الصحة العامة.

داء الكلب...
د. غنيم: يُعتبر داء الكلب مرض فيروسي، يُصيب الحيوانات الأليفة والبرية، وينتقل الفيروس من الحيوان المُصاب إلى الإنسان أو إلى حيوانٍ آخر، من خلال التعرض للُعاب الحيوانات الموبوءة، وذلك عن طريق عَضّ الأنسجة الجلدية المتشققة والأغشية المُخاطية، خدشها أو لحسها.

وداء الكلب نوعان، الأول يُسمى مدني: وهو الذي يصيب الحيوانات الأليفة، والنوع الثاني هو البري، ويصيب الحيوانات البرية.
 

19 إصابة بداء الكلب تم تسجيلها منذ بداية السنة..
وقال د. غنيم: يأتي قلق الأوساط الصحية، نتيجة انتشار داء الكلب خلال السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ في البلاد.

وخلال عام 2009، تم العثور على 58 حالة لحيوانات مختلفة مصابة بداء الكلب. وفي عام 2010 تم تسجيل نحو 53 حالة، ومنذ بداية عام 2011 تم الكشف عن 19 حالة مُصابة بداء الكلب، التي تم اكتشاف معظمها في شمال البلاد، بالقرب من الحدود مع سوريا ولبنان. لم تقتصر هذه الإصابات فقط على الكلاب، بل على الخراف، العجول، الثعالب وغيرها.. وهذا يأتي نتيجة انتشار الكلاب الضالة في البرية، واقترابها من محيط الإنسان.

وتحدث د. غنيم عن أن هناك عدة أنواع من الفيروس، بإمكانها أن تتأقلم في جسم الكَلب، كما تحدث عن وصول نوع جديد من فيروس الكَلّبْ (V5) ، الذي يعود مصدره إلى تركيا، حيث وصلنا هذا الفيروس عن طريق الجولان السوري المحتل.

خلال السنوات العشر الأخيرة، تطور داء الكلب، وقامت وزارة الصحة بتطعيم الحيوانات البرية مثل الثعالب والكلاب الضالة.
 

هل هنالك تعليمات من الوزارات المعنية؟
يقول د. غنيم: الحملة الإعلامية مهمة جداً في نشر التعليمات، التوعية والوقاية من المرض. التعليمات الصادرة عن وزارة الصحة والخدمات البيطرية في وزارة الزراعة، تدعو إلى:

1- عدم الاقتراب من الكلاب المشردة أو اصطحابها إلى البيت.
2- إبلاغ البلدية عن كلاب متشردة لتقوم بتطعيمها، وأخذها إلى المصحة الخاصة بالكلاب.
3- كل شخص يقوم بتربية الكلاب عليه العناية بتطعيمها بشكل سنوي وهذا الأمر وفقاً للقانون.
4- بعد عودة الكب من بعد اختفائه لعدة أيام من محيط البيت، على صاحبه القيام بفحصه في إحدى المصحات القريبة، تحسباً لأن يكون قد عضه كلب آخر مصاب بالكلب، ونقل العدوى له.

العدوى والأعراض..
يُصاب المرء بعدوى الكلب، في أغلب الأحيان، عن طريق التعرض لعضات الحيوانات الموبوءة مثل الكلاب أو القطط.

أعراض الكلب الأولى، عادة، هي أعراض غير نوعية تشير إلى إصابة الجهاز المعدي المعوي أو الجهاز العصبي المركزي. وفي المرحلة الحادة، تطغى على تلك الأعراض علامات الهياج وعلامات الشلل تعقبها الغيبوبة والوفاة في جميع الحالات، جراء الفشل التنفسي.

العلاج وسُبل الوقاية من المرض..
د. غنيم: مبدئيا، لا يوجد علاج لمرض الكلب، خصوصا في حال ظهور الأعراض المرضية على المصاب. لكن الوقاية من هذا المرض هي أفضل علاج له. وتتمثل الوقاية من المرض بغسل الجرح أو نقطة التعرّض بالماء والصابون، مع استخدام مادة مطهّرة. ينبغي إعطاء لقاح الكلب في أسرع وقت ممكن واتباع الإجراءات العلاجية المعترف بها من قبل منظمة الصحة العالمية. كما ينبغي التخلي عن إنتاج لقاحات داء الكلب المعدة بالأنسجة العصبية، وينبغي إعطاء الغلوبولين المناعي (الضدّ) لجميع المعرضين خاصة الذين يعانون من كبت المناعة. وينبغي إعطاء جرعة تامة من الغلوبولين المناعي المضاد للكلب، أو أكبر كمية يمكن أن يتحمّلها جسم الإنسان، داخل موضع الجرح وحوله".

هل هذا مرض قابل للإبادة وعلى من تقع مسؤولية انتشاره؟
غنيم: هذا المرض موجود عبر التاريخ، وقد عُرف في السابق كمرض مُعدٍ. خطر انتشار هذا الداء مستمر، فقد تم اكتشاف 19 حالة، كما أسلفت، منذ بداية السنة في مناطق متفرقة في البلاد، بين العفولة، طبريا، صفد والخضيرة.

التطعيمات تساهم في التقليل من عدد الكلاب المصابة بداء الكلب. وقد كان من الممكن إبادة هذه الحيوانات، لكن منذُ دخول جمعيات الرفق بالحيوان، أصبح ممنوع قتل الكلاب الضالة والمصابة بداء الكلب، إلا في حالات معينة وخاصة.

هناك مراكز وبيت يعتني بالكلاب الضالة، التي يتم جمعها للتقليل من ضررها على المجتمعات السكانية.
 

* د. علي غنيم، طبيب بيطري مختص في الصحة العامة، حاصل على لقب دكتوراة في البيطرة وعضو في جمعية الجليل الهيئة الإدارية

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]