يحرص موقع بكرا أن يكون منبراً يُستضاء به، للتوعية الصحية والوقاية من الأمراض داخل مجتمعنا العربي، وبالتزامن مع الإسبوع المخصص لحملة التوعية ضد مرض سرطان الجلد الذي يُصادف الاسبوع المقبل (15-22) من الشهر الحالي.

تشير المعطيات الأخيرة التي استعراضها خلال المؤتمر الصحفي لجمعية مكافحة السرطان، خلال الاسبوع الماضي للتوعية من سرطان الجلد والوقاية منه، أنه في سنة 2008 أصيب 1330 إنسان بسرطان الجلد "ميلانوما"، حيث يوجد ثبات في نسبة الإصابة، لدى الرجال اليهود 13.3/100000 ولدى النساء اليهوديات 11.7/100000. بينما يعتبر هذا النوع للمرض نادراً لدى الجمهور العربي، وخلال عام 2008، سُجل 7 إصابات لدى الرجال العرب و7 إصابات لدى النساء العربيات. نعود ونجدد لكم هذا اللقاء الذي أجراه موقع "بكرا" مع الدكتور أنور جمال طبيب أخصائي في أمراض الجلد والجنس. يعمل د. جمال في عيادات صندوق المرضى العامة في منطقة حيفا والشمال، وقد تخصص في موضوع الجلد منذ أكثر من 20 سنة.

تعريف سرطان الجلد..

لتعريف السرطان قال: "سرطان الجلد ليس ظاهرة معرفة، هناك عدة أنواع من سرطان الجلد، أكثر أنواع السرطان انتشار وهي معروفة 3 أنواع، سوف نتطرق إليها وهي: سرطان المسمى بال B C C"" (باسال كاريس كارسينوما) وسرطان اسمه "S C C" (سكوا موس سيليس كارسينوما) والسرطان المخيف واسمه "ميلونوما". أكثرهم انتشارا هو سرطان ألB C C ""، وله علاقة مباشرة مع الشمس، اقلهم انتشار هو سرطان أل "S C C". لكن سرطان الجلد المخيف والقاتل هو سرطان "الميلونوما"، ذلك إذا لم يتم تشخيصه".

أعراضه وأسبابه ..

حول الأعراض، قال: "يعتبر "الميلونوما" الأكثر شراسة من بين جميع أنواع السرطانات، لذلك علينا أن نعرف ميزاته لكي نشخصه قدر المستطاع مبكرا، لأنه قد يؤدي إلى الموت. لسرطان "الميلونوما" عدة أنواع، لذلك علينا أولا أن نبسط عملية تميزه لنمنع انتشاره. قد يظهر سرطان "الميلونوما" على جلد لم يظهر عليه شيء سابقا وقد يتطور على جلد كان عليه نوع من الشامات أو الوحمات (الخال)، باستطاعتنا أن نقول ان %50 سرطان "الميلونوما" قد يتطور من جلد خال لم يظهر عليه شيء وان %50 منه قد يتطور من شامة (خال) تكون من الولادة أو ربما ظهرت خلال حياتنا".

د. جمّال: يجب الإنتباه لكل شامة في الجسم..

وتابع حديثه قائلا: "لذلك يجب الانتباه لكل شامة في الجسم حتى لو إنها تطورت وظهرت لاحقا خلال حياتنا، حتى لو في سن 50 أو 60 سنة، لان أي شامة جديدة أو أي أمر يظهر على الجلد وتكون شبيهه بالشامة أو شامة من فترة الولادة مع شعر أو بدون شعر، سوداء أو غير سوداء يجب أن تفحص ولو مرة واحدة في الحياة. لأننا نستطيع عن طريق زجاجة مكبرة، أن نعرف إذا كانت هناك حاجة لاستئصالها أو إبعادها. يستطيع الشخص العادي مراقبة الشامة والانتباه الى أمور تمكنه من تشخيص الشامة، كذلك أن يحدد إن كانت طبيعية أو إنها بحاجة إلى متابعة طبية"

أماكن الجسم الأكثر تعرضا للإصابة

حول الأماكن الأكثر إصابة في الجسم قال: "لا تصيب "الميلينوما" فقط الجلد المكشوف، بينما أل"B C C " يصيب فقط الأماكن المكشوفة، كذلك أل" S C C" له أيضا علاقة مباشرة بموضوع الشمس ونوع الجلد وعوامل وراثية أخرى، لكن قد تصيب "الميلونوما" أماكن أخرى غير معرضة للشمس، مثلا قد تظهر على الأرداف (القفا) أو الظهر. إن الأماكن الخطرة عند النساء هي الأرجل، لأن نسبة إصابة النساء في الأرجل أكثر منها عند الرجال، بينما نسبة إصابة الرجال هي في الظهر، وهذه الأماكن ليست مكشوفة على مدار السنة. لذلك يجب عدم الخجل عند التوجه لفحص "الميلونوما" أو الخال إذا تغير لون الخال أو تغير شكله. كذلك يجب أن لا نخجل عند الكشف عن الأماكن الحساسة مثل الأماكن التناسلية وغيرها.

باستطاعة المرأة أن تذهب لطبيبة أخصائية وباستطاعة الرجل أن يذهب لطبيب أخصائي، لكن بدون خجل. لأن نصيحتي أن يفحص كل الجسم وان يشمل الفحص: كفوف الأيدي والأرجل وبين الأصابع وفي منطقة الأماكن الحساسة والظهر البطن الوجه وبين الشعر، خاصة أولائك الذين لديهم احتمالات للإصابة "بالميلونوما" أو بسرطان الجسم ".

الأشخاص الأكثر تعرضا للإصابة بالسرطان

بخصوص الأشخاص الذين قد يصابون بأنواع مختلفة من سرطان الجلد قال: "أولا الذين لديهم عنصر الوراثة، مثلا: إذا أصيب في الماضي الأب أو الأم بسرطان "الميلونوما"، يجب فحص جميع الأولاد والبنات وجميع أفراد العائلة. كل شخص لديه جلد ابيض وحساس ولديه عينان ملونتان بلون الأزرق أو الأخضر. الأشخاص الذين يحترقون بسرعة (لا يتسفعون ولا يحصلون على لون نتيجة تعرضهم للشمس)، من لديه شامات كثيرة أي أكثر من 20 شامة في الجسم، هذه الفرقة معرضة للإصابة بسرطان "الميلونوما"".

وتابع حديثه قائلا: "بالإضافة لذلك أشخاص حسب طبيعة عملهم، مثلا إذا كانوا مرتبطين بالشمس مثل: ملاحون صيادون ورياضيون أو عمال بناء، كذلك إن الأشخاص الكبار بالسن معرضين للاحتراق بالشمس، أيضا من يتناولون أدوية تزيد من حساسية الجلد للشمس، كذلك من يتناول أدوية تخفف من المناعة. واهم شيء من قاموا بزرع الأعضاء، مثل كلى أو كبد، ذلك لأن مناعتهم تكون منخفضة، فهم يشكلون فرقة خاصة حيث يكونون معرضين لتطوير سرطان الجلد".

إسرائيل في المكان الثالث

حول أسباب الإصابة بسرطان الجلد قال: "هناك نمو متصاعد في نسبة ارتفاع "الميلونوما" كل سنة في إسرائيل، ذلك بسبب زيادة التعرض للشمس وبسبب دخول الأشعة ألفوق بنفسجية من نوع " "C للكرة الأرضية ولمناطق معينة تتواجد فيها تجوفات في طبقة الأوزون، مثل فوق استراليا وآماكن أخرى، ذلك بسبب الصناعات، حيث تتضاءل طبقة الأوزون وتتواجد تجوفات في الطبقة الحامية لغلاف الأرض، لذلك فإن الأشعة المسرطنة أل "U V C" تدخل إلى المنطقة، لهذا فنسبة الإصابة في استراليا مرتفعة جدا، تليها الولايات المتحدة وبعدها إسرائيل.

حتى المواطن الذي لون بشرته اسمر يصاب كذلك بسرطان الجلد وقد كانت هناك حالات عديدة، لذلك على كل شخص التوجه للطبيب والقيام بالفحص المبكر".

الشمس هي المسبب الأول للإصابة بسرطان الجلد..

حول علاقة الشمس بسرطان الجلد قال: "إن السبب المباشر للإصابة بسرطان ألB C C"" وسرطان "S C C" هو الشمس طبعا، بالإضافة إلى عوامل أخرى. لكن لسرطان أل"ميلونوما" هناك أسباب عديدة أخرى. إن من يدهن جسمه بأنواع كريمات ضد الإصابة بأشعة الشمس عليه أن يعلم انه يحمي نفسه من الإصابة في حالات معينة فقط، لكن عليه أن يتلافى أشعة الشمس وان لا يعتمد على أنواع الكريمات وعليه أن يلبس لباسا ملائما ونظارات وان يجلس في الظل، لقد أثبتت الأبحاث إن الأشخاص الذين يدهنون أجسامهم بالكريمات ويدخلون في الماء معرضين للإصابة أكثر من الذين لم يدهنوا أنفسهم، لكنهم جلسوا في الظل. إن الشباب الذين تعرضوا خلال حياتهم للحروق من أشعة الشمس في البحر هم معرضون أكثر للإصابة بالسرطان، لأن التعرض للشمس لفترة طويلة تؤثر على تركيب الخلايا وفي النهاية تسبب في تكاثر الخلايا التي تسبب في النهاية إلى سرطان الجلد".

هل وجود الخال مؤشراً للإصابة بالسرطان؟

وقد عقب على هذا الموضوع قائلا: "بالتأكيد لأن %50 من حالات سرطان الجلد تتكون من وجود شامة (خال)، لذلك فهناك 5 دلائل لكشف ذلك وهي مقسمة إلى 5 فئات باللغة الانجليزية A، B، C، D، E"" وتفسيرها ما يلي:

أولا: الشكل المتوازي فإذا حدث خلل في الشكل المتوازي للشامة، أي إذا كانت الشامة على شكل دائرة وطرأ تغيير على شكلها يجب فحصها حالا.
ثانيا: حدودها إذا تغيرت حدود الشامة وأصبحت غير متناسقة فهذه علامة لفحصها.

ثالثا: اللون إذا تغير لون الشامة، مثلا أصبح لونها غامقا أو فاتحا أو تداخل ألوان أو أي شيء آخر يجب فحصها.

رابعا: القطر، يجب أن يكون القطر بين 4 إلى 6 ملم، فإذا كبر قطرها يجب فحصها خاصة في حالة نمو الخال بنسبة أكثر أو تزيد عن نمو الجسم وكل خال حجمه فوق ال6 ملم يجب فحصه.

خامسا: إذا كان الخال مسطحا وفجأة ارتفع وكبر حجمه بحيث انتفخ يجب فحصه. أيضا كل تغيير غير متوقع يحدث، مثلا: في حال خروج دم منه أو انه التهب أو أصيب بحكة".

هل يكون التدخل الطبي عادة فقط في مجال الجراحة؟

وأشار إلى ذلك قائلا: "هناك حالات تسمى ما قبل السرطان، أي تقرحات في الجلد، فإنها تعالج بالكريمات، لكن حين التأكد من إن الإصابة بسرطان قاتل مثل "الميلونوما" أو حتى غير قاتل فالعملية الجراحية هي رقم واحد، فقط في حالات نادرة تتعلق مثلا بحالة المريض الصحية أو عند وجود سرطان كبير في الوجه قد يشوه منظر المريض ففي هذه الحالات نعالجه بطرق أخرى، أما "الميلونوما" فعالجها الوحيد هو الجراحة لاستئصال الجلد والطبقة المحاذية له، لأنه في حال التأكد من وجود "ميلونوما" يخضع المريض للمراقبة الطبية والإشراف الطبي".

أضرار "الميلونوما" بالجسم

بخصوص ذلك قال: "طبعا، من المحتمل أن تصاب خلايا المخ، أيضا قد تصاب بها الرئتين والكبد، توجد الكثير من الحالات التي لم يتم فيها اكتشاف "الميلونوما" عن طريق الجلد أو انه تم استئصالها بدون أن ينتبهوا إلى نوع السرطان، لكنها قد تصيب الكبد أو أي عضو آخر وتحدث عندها الوفاة".

نصائح خاصة لزوار موقع بكرا

وفي نهاية الحديث مع الدكتور أنور جمال وجه النصائح التالية إلى زوار موقع "بكرا" حيث قال: "يجب التعامل مع الصحة بشكل عام، لأنها ذخر لنا. وكأخصائي لأمراض الجلد والجنس أقول يجب الاهتمام جدا في الجلد، لان الشمس هي المسؤول الأول عن الأمراض السرطانية، لذلك يجب عدم التعرض بشكل كبير لأشعة الشمس، خاصة في الساعات الحارة وبدون وقاية، يجب التعقل في التعامل مع الشمس لأن جسمنا بحاجة إلى "فيتامين دي" (الذي نستمده من الشمس). كذلك يجب التوجه إلى الطبيب في حال حدوث شك للإصابة وان لا نخجل".

وأقول لزوار موقع "بكرا" بشكل خاص: "على كل إنسان التوجه للطبيب مرة في الحياة لفحص الشامات التي على جسمه".

"نصيحة أخرى لزوار موقع "بكرا": "على كل فرد يعرف عن إصابات في العائلة أن يتوجه للطبيب للفحص، لأنه من المتوقع أن يصاب هو، حيث إن هناك خلفية، كذلك لمن جلده ابيض وحساس أن يتعامل بحذر مع الشمس وان لا يعرض جسمه للشمس وان يستعمل وسائل الوقاية والكريمات الملائمة".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]