يعتبر مرض السُكري واحداً من بين أمراض العصر الأكثر إنتشاراً، في العالم وفي البلاد، وخاصة داخل المجتمع العربي في إسرائيل.

يعاني المصابون في مرض السُكري، من إرتفاع في نسبة السُكر (الجلوكوز) الذي يحصل عليه الجسم من خلال النشويات، الحلويات والسكريات والدهون، التي تكون أعلى من الحد الطبيعي، وينتج السُكر لسبب عدم إستطاعة الجسم في إستهلاكه بالشكل الصحيح.

ويقابل إرتفاع نسبة السُكر في الجسم نقص كامل أو جزئي في نسبة هرمون الانسولين الذي يقوم بإفرازه البنكرياس ويتحكم به، ويأتي هذا النقص بسبب إخفاق جهاز البنكرياس من إنتاج كميات كافية من الانسولين، أو وجود خلل في قدرة إستغلال الجسم للانسولين. ويقوم الانسولين بحرق السكر في الجسم الذي يصدر الطاقة الحيوية فيه.

يعاني من مرض السكري الرجال والنساء في مختلف أجيالهم، وهناك من النساء اللاتي يصبن بالسكري خلال فترة الحمل، وترافقهن خلاله مراقبة طبية وصحية من قبل الأطباء المختصين، ومن بين الأشخاص المصابين بمرض السكري الأطفال الذي أصبح منتشراً جداً في مجتمعنا.

بروفيسور شحادة: سكري الأطفال يختلف عن سُكري الكهل..
 

وخلال المؤتمر الطبي ( السُكر والسُمنة)، الذي عقد خلال الاسبوع الماضي في فندق غولدن كراون الناصرة، كان لمراسلتنا لقاء مع بروفيسور نعيم شحادة مدير عيادة السُمنة والسكري للأطفال والبالغين في مستشفى مئير ورمبام، ومستشفى ماير للأطفال، الذي حدثنا عن السُكري عند الأطفال..

يقول بروفيسور شحادة: " سكري الأطفال عبارة عن تلف في خلايا " بيتا"، وهي الخلايا المنتجة للأنسولين، في البنكرياس، وينتج عن ذلك عدم إفراز هرمون الانسلوين، وبذلك ترتفع نسبة السكر عند الأطفال.

ويضيف: أن سُكري الأطفال يختلف عن سكري الكهل أو الكبار، الذي هو ناتج (سكر ي الكبار) عن عوامل وراثية وبسبب السُمنة وبسبب خلل في هرمون الأنسولين، وكما أشرت سابقاً أن سُكري الأطفال ينتج عن عدم قدرة البنكرياس في إنتاج الأنسولين، لأنه تعطل وتلف. ولا يوجد دليل علمي واضح يشير الى الاستعداد الوراثي للإصابة بحالة السكري، حيث أن العلاقة الوراثية في غاية التعقيد ولم يجري لحد الآن فرز وتشخيص المورث المسؤول عن هذه الحالة المرضية.

بروفيسور شحادة: سُكري الأطفال لا يمكن الوقاية منه..

إن نسبة سُكري الأطفال في إزدياد، وخاصة داخل المجتمع العربي، أعراض المرض تكون، الشُرب بكثرة، والتبول بكثرة، والهبوط في الوزن.
يقول بروفيسور شحادة: للأسف لا يمكن الوقاية من سُكر الأطفال، بالمقابل يجب بالإمكان الوقاية من سُكر الكهل، ويجب الوقاية منه في جيل مبكر، ومن المهم أن نعلم أبناءنا، كيفية تناول الغذاء الصحي والسليم، والتقليل من الطعام المشبع بالدهن والسمنة، وحثهم على ممارسة الرياضة.

يجب في مرحلة ما بعد التشخيص المحافظة على مستوى قريب من الحد الطبيعي للسكر في الدم، رغم أن ذلك من الأمور الصعبة، خاصة وان الأطفال من المغرمين بما لذ من أصناف الحلويات التي يشاهدوها من حولهم بصورة دائمة.

ومن المهم بمكان المحافظة على ذلك الحد الطبيعي بسبب ما قد يصاحب زيادة كمية السكر وتذبذبها في الدم من أمراض جانبية لا تحمد عقباها: مثل إصابة العين فيما يدعى بالماء الأبيض والعمى أو مشاكل الكلى، وأمراض أخرى تنتج عن ضغط الدم، أو تلف الأعصاب المحيطية، ومن أهمها ما ينتج من إصابات للقدم دون أن يشعر بها المصاب.

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]