في عمل فني هو الاول من نوعه في عرابة، وبمبادرة من مها كناعنة سعدي وبمناسبة يوم الارض الخالد أقيم معرض فني تحت اسم "الارض الام الام الارض" بمشاركة عدد من الفنانين الرسامين في المنطقة، حيث قام الرسامون وهم مها كناعنة سعدي – عرابة، راغدة خطيب غنايم – سخنين، شادي كناعنة – عرابة، ريم حتحوت – عكا، ايمان لهواني – عرابة، ريا سعيد – طمرة، مي خطيب نجار – عرابة، ختام هيبي – شعب، نجية ياسين – عرابة، سعيد بقاعي– كابول، سحر كناعنة – عرابة، واحلام كركي – المغار، بإقامة معرض فني في مركز محمود درويش الثقافي في عرابة، ليساهم كل رسام بعمل فني مختلف عن الاخر ويشكلوا ويجسدوا معا عملا فنيا ضخما يربط علاقة الام مع الارض، متمخضا من هذه العلاقة قيمة العطاء.

هؤلاء الرسامين درسوا موضوع الفنون في كلية مركز الجليل في سخنين وبعض اللوحات المعروضة هي من العمل النهائي الذي قدموه في نهاية السنة الثالثة في الكلية، ليأتي افتتاح هذا المعرض مع تفتح أزهار آذار، آذار الأم والأرض.

ومع إفتتاح المعرض الذي سيستمر حتى نهاية أواخر شهر نيسان حيث ستقام حفل اختتام للمعرض في المركز بدعوة من مركز محمود درويش الثقافي والمجلس المحلي عرابة، مراسلنا التقى مع المبادرة لهذا المعرض الفنانة مها كناعنة سعدي لتحدثنا عن كل عمل فني وفكرة كل عمل.
العمل الاول تحت اسم يوم الأرض بريشة الرسامة ايمان لهواني، في لوحاتها تجسد أرض المل المصادرة عام 1976، وإحياء لدور أخيها الشهيد الذي استشهد في الارض، لينبت مكان دمائها حبات من السنبل وتخضر، فاختارت سنابل المقح رمزا لاخيها الشهيد، وفي لوحة أخرى تجسد وقفة ودور طيب الذكر محمود نعامنة الذي كان من الرؤساء الذين أيدوا الاضراب عام 1976 اذ كان رئيسا لمجلس عرابة المحلي والعمل الاخير يرسخ معنى الشهادة دفاعا عن الارض وإحياءً لذكرى ودور الشهداء للدفاع عن الارض.

اما العمل الفني الثاني فكان بريشة الرسامة ختام هيبي، حين عبّرت عن حياة المرأة في البيت وعدم تواصلها مع المجتمع، ومن ثم انطلاقها للعلم والعمل والخروج الى العالم والمجتمع وقدرتها في القيام بجميع المهام الملقاة على عاتقها وقوتها في الدفاع عن بيتها واولادها ونجاحها في كل ذلك، فكل جذع في الشجرة يدل على الثبات والقوة، والمنديل الشفاف يدل على الانوثة.

الفنانة ريم حتحوت من عكا وفي عملها الفني "ذاكرة عكا" الذي صنع من الفسيفساء، ومن خلال ثلاث لوحات، كل منهما يجسد صور عكا في حقبة تاريخية هامة ومفصلية، منذ نابليون وحتى النكبة، وفي كل مرحلة من المراحل الثلاث تغير الاحتلال وبقي الصور صامدا.
اما الرسام شادي كناعنة وعبر لوحته الفنية "التغريبة الفلسطينية" صوّر صورة العودة للوطن من خلال الوجوه المبتسمة في اللوحة
الرسامة احلام كركي عابد صوّرت قريتها المهجرة، حين استوحت عملها الفني من بقايا قريتها المهجرة في زيارتها الاخيرة لقريتها، خربة المنصورة.

الطالب ابن الصف الثامن محمود فاعور شارك ايضا بالعمل الفني الاول في عرابة من خلال لوحته " زيتون القدس" ، فأشجار الزيتون كأنها تحمل قبة الصخرة وتحميها وقبة الصخرة تمثل القدس الراسخة كأشجار الزيتون.
وأخيرا المبادرة لهذا العمل الرائع مها كناعنة سعدي، فقد قدمت عملها "عطاء" المصنوع من الطين والابرة والخيط، ولكل أداة هدف، فالطين هو من الارض، الابرة يجسد حياة المرأة التي عملت في الطين وفي الحياكة والخياطة، والخيط الاحمر الذي يرمز الى الدفئ والمحبة ليخرج عملها تحت اسم "عطاء". في عملها الفني الرائع عطاء قامت الفنانة من خلال الطين والخيط بتجسيد صورة المرأة الفلسطينية القديمة خلال مراحل حياتها، في العمل بالارض والبيت، الصلاة، تربية الاجيال، وحتى الكتابة، حين صورت الفنانة المرأة الفلسطينية اصرارها على التعلم والكتابة والقراءة.

تقول الفنانة مها سعدي انها استوحت الفكرة من حماتها ابنة السبعين سنة فتقول ان عطاءها كان من خلال عملها وتربيتها وإصرارها على تحدي المستحيل فرأت من حماتها الانسانة المكافحة المحبة، المخلصة وايضا الحنونة لتستوحي فكرة عملها من حماتها. كما واشارت سعدي الى ان عدة فنانين ايضا سامهوا في اعمال فنية اخرى ومنها:

• عروس الحدود، شجرة المقاومة، مَن سينير الطريق، شمس الحرية، بريشة الرسامة سحر كناعنة،
• الحدود ،هوية عائد، بريشة الفنان ريا سعيد
• سنبقى شموخ، بريشة مي خطيب نجار
• هوية، بريشة الرسامة نجية ياسين
• سعيد بقاعي في عمل فني بدون عنوان
• صرخة غزة بريشة الرسامة رغدة غنايم
• يوم الأرض بريشة الرسامة ايمان لهواني

يذكر ان المعرض والذي يقام لاول مرة في عرابة سيستمر حتى أواخر شهر نيسان، وسيختتم بحفل اختتامي في مركز محمود درويش الثقافي

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]