حضر العشرات من الفنانين والفنانات والمقربين والمقربات من المرحوم الفنان العملاق جوليانو مير خميس الذي اغتيل يوم أمس الثلاثاء في مخيم جنين، عرضا خاصا لفيلم "أولاد آرنا" في قاعة مسرح الميدان في حيفا.

وكرّم المسرح الفنان المغدور بعرض هذا الفيلم الذي يعتبر رائعة من روائع الأفلام الوثائقية التي تعنى بالقضية الفلسطينية، والذي يروي قصة والدة المخرج آنا مير خميس، التي أسست مسرحا ومركزا لأطفال المخيم في الوقت الذي لم يكن فيه أين يذهبون، ونجحت في استقطاب محبة سكان المخيم، ويرافق الفيلم الذي صوّر على مدار حوالي العقد من الزمن، عدد من الأطفال الذين عمل معهم المخرج جوليانو مير خميس في مخيم جنين ضمن مجموعة المسرح، ويلتقي بهم بعد سنين، ليجد أن اثنين منهم قد استشهدوا، في حين يستشهد أحدهم خلال تصوير الفيلم نفسه، فيعرض جانبا من جوانب القضية الفلسطينية والنضال ضد الاحتلال الاسرائيلي.

 وعرض بعد هذا الفيلم، فيلما قصيرا كان قد أنتجه طلاب مدرسة المتنبي في حيفا عن حياة المخرج جوليانو مير خميس قبل فترة قصيرة، وهذه أول مرة يعرض فيها الفيلم أمام جمهور.

وقد حضر العرض المميز العشرات من معارف واقارب الفنان المغدور، وعلى رأسهم زوجته جيني، الحامل بتوأم، ولفيف من الفنانين الذين عملوا معه وزاملوه، بالاضافة الى عضو الكنيست د. جمال زحالقة، والشاعر سميح القاسم وآخرون، كان بينهم عدد من المخرجين والممثلين اليهود، الذين زاملوا جوليانو كسيناي بيتر وآفي عوز وطالي يتسحاقي وغيرهم.

من جهتها قالت الفنانة كلارا خوري، التي شاركت في المسرحية الأخيرة التي أخرجها جوليانو في مسرح الميدان، العذراء والموت: "أعرف جوليانو منذ كنت صغيرة السن، كان ابن بيت لدينا، كان صديقا للعائلة، من أعظم المخرجين الذين عملت معهم، موهوب جدا، وانساني جدا، وكريم جدا.. انسان عظيم بكل معنى الكلمة".

وأضافت في رد على سؤال حول آخر ما تذكره من جوليانو: "كل شيء أتذكره، كل شيء، كل الوقت أسمعه، وأنتظر أن يدخل الى هنا. خسارة، خسارة كبيرة لكل شعبنا وللوسط الفني، ولكن علينا جميعا أن نواصل طريقه".

بينما قال المحاضر آفي عوز، والذي درّس جوليانو المسرح قبل أكثر من ثلاثين عاما في معهد "بيت تسفي"، والذي يشغل منصب عضو ادارة مسرح الحرية في جنين، وزامل جول في تدريس الفنون المسرحية في معهد الفنون الجميلة في تل أبيب: "نحن ما زلنا مصدومون مما حدث. فأنا ما زلت أنتظر يوم الأحد ليصل جول ليدرّس في المعهد كما وعدني في الرسالة القصيرة الهاتفية (SMS) التي أرسلها لي حوالي ساعة قبل مقتله. كل طلابه ما زالوا مصدومين وحزينين عليه".

وأضاف: "جوليانو كان شخصا شجاعا جدا، كمسرحيّ وكرجل ذو موقف سياسي واضح، وهؤلاء الأشخاص هم قلّة. كان لدي آلاف الطلاب، ولكن فقط قلة قليلة تعلمت منهم أكثر مما علمتهم، وجوليانو كان أحد هؤلاء"!!

أما عضو بلدية حيفا المحامي وليد خمسي، فقال: "جوليانو بالنسبة لي هو قريب من طرف الوالدين، العلاقة لم تكن فقط علاقة قربى، وانما كان هناك تقارب في فترة معينة، والتقينا في العديد من المناسبات، فتطوّرت العلاقة. جول بالنسبة لي ليس فقط قريبا كما هو شخص لا أتماثل معه فحسب، وانما أتوق أن أصل لوضع أن أكون مثل جول، الذي ذهب مع حقيقته حتى النهاية، بدون أي مساومات وبدون أي حلول وسط. ما آمن به فعله في حياته، وذفع ثمن ذلك بحياته. من يجرؤ أن يعمل ما عمله جول، جول وصلته التهديدات من كل الأطراف، من يهود ومن مستطونين ومن أطراف رجعية عربية وأطراف عميلة عربية. التهديدات كانت لأنه كان حقيقيا، لأنه رفض أي محاولة لتبييض أي وجه. وكان صريحا جدا. قد نختلف معه هنا وهناك، ولكن أي شخص لا يملك الجرأة أن يذهب مع حقيقته الى النهاية. كل شخص يريد أن يرفع رأسه عليه ان يتمثل بجول، الذي دفع في النهاية ثمنا بحياته مقابل هذا الأمر. هذا هو جول، هو عملاق على كل الأصعدة، عملاق على جميع الأصعدة، ان كان المسرح والاخراج، وبالأساس على مستوى الموقف من الحرية. اذا أردت أن تقول جول تقول حرية".
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]