يتبيّن من المعطيات الجديدة المتوفرة لدى نقابة أطباء الأطفال الخُدّج في إسرائيل، أن هنالك نقصًا قدرُه (80) طبيبًا في أقسام هؤلاء الأطفال في المستشفيات.

وفيما تشير المعطيات إلى أن المعايير المهنية تستوجب وجود (85) طبيبًا للأطفال الخُدّج، على الأقل في الأقسام المخصصة لهم في مستشفيات البلاد، فان عدد هؤلاء الأطباء المختصين يبلغ (18) طبيبًا فقط: وعلى سبيل المثال فإن المعايير المهنية تتطلب وجود خمسة أطباء للأطفال الخدّج في مستشفى "شيبا تل هشومير"، وهو من أضخم وأرقى المستشفيات في إسرائيل، فإن فيه طبيبًا واحدًا كهذا فقط، وفي مستشفى سوروكا في بئر السبع تتطلب المعايير وجود ستة أطباء، لكن لا يعمل في قسم الخدّج أيّ طبيب! وكذلك الأمر في مستشفى "ايخيلوف" النخبوي في تل أبيب!
ويتبيّن من هذه المعطيات أن الفوضى العارمة تعمّ أقسام الأطفال، الخُدّج والأصحاء، من حيث اختصاصات الأطباء العاملين فيها، حيث تجد الطبيب المختص يعمل مرة في هذا القسم (الخدج)، ومرة في القسم الآخر (الأصحاء) الأمر الذي تنتج عنه صعوبات جمة.

نسبة وفيات الأطفال الخُدج في إسرائيل ضعفين عن الولايات المتحدة
وليس هذا فحسب، بل أن المعطيات تشير أيضا إلى أن نسبة وفيات الأطفال الخدّج في إسرائيل أعلى مرتين (ضعفين) من هذه النسبة في الولايات المتحدة الأمريكية، والسبب يعود بالأساس، في النقص بعدد أطباء الأطفال الخدج، وكذلك في الممرضات المساعدات.
وعلل رئيس نقابة أطباء الأطفال الخُدج في إسرائيل، البروفيسور شاؤول دولبرغ – النقص في هذه الفئة من الأطباء في البلاد بالأعباء الهائلة التي يواجهونها في عملهم"رغم ان هذا العمل ممتع وهام"-كما قال.
وقد أكد المدير العام لوزارة الصحة، الدكتور روني غمزو في تعقيبه انه يتوجب على الوزارة توفير الحوافز والمقومات المطلوبة لتشجيع الأطباء على التخصص والعمل في أقسام الأطفال الخُدّج.

تعقيب د. يوسف نجم مدير قسم الأطفال والخُدج في مستشفى الناصرة- الانجليزي على هذه الضائقة..
د. نجم: يعود النقص في عدد الأطباء المختصين في مجال الخُدّج، لعدة أسباب منها: الصعوبة في دراسة هذا التخصُص، الذي يتطلب 3 سنوات إضافية من التخصص بعد دراسة إستمرت 12 عاماً، ( 7 سنوات طب عام و 5 سنوات طب أطفال).
إن عدم وجود ميزانية من قبل وزارة الصحة لدعم هذا التخصص ناجم عن عدد القليل للأطباء المختصين في هذا المجال. لهذا نفتقد للدعم الوزاري والتقدير الحكومي لأقسام الخُدّج وللأطباء المختصين.
وكون معالجة الأطفال الخُدج تكون محصورة داخل إطار المستشفى، ولا يستطيع الطبيب في تقديم العلاج داخل عيادته الخاصة، فإن الأطباء يفضلون في التخصص بالمجالات الطبية الأخرى: " العيون، باطني..."
بالإضافة الى أن تخصص معالجة الأطفال الخُدج جديد، الذي بدأ خلال سنة الـ 90، ومع تزايد عدد الأطفال الخُدّج يزيد النقص في عدد الأطباء المختصين، والطبيب الذي يُحال إلى سن التقاعد لا يوجد له بديل في معظم المستشفيات.
ويتحدث د. نجم عن سبب تزايد في عدد الأطفال الخُدج الذي يعود الى تطور المجال الطبي وتقدمه، الذي رفع من معدل نجاة الأطفال الخُدج، ونجاحهم في العيش، قبل نحو 20 عاماً كان من المستحيل أن يعيش مولود وزنه نحو كيلو غرام أو أقل.
والتطور الطبي أيضا ساعد بتزايد عدد أطفال ألأنابيب، الذين يعتبروا أطفالاً خُدج، يجدر بالذكر ان تسمية طفل خديج، تطلق على الأطفال الذين يولدوا قبل الاسبوع الـ 37 من الحمل.

ما هو الوضع الراهن بالنسبة لمستشفى الناصرة- الإنجليزي؟
بالنسبة لطاقم أطباء الأطفال في مستشفى الناصرة- الإنجليزي، فهو مكون من ثلاثة أطباء متخصصين، بالإضافة إلى القسم مجهز بأفضل وأجدد الأجهزة الطبية، وهي حسب متطلبات وزارة الصحة، وهو يعتبر من أفضل الأقسام الطبية في البلاد.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]