بعد انتصار "ثورة 25 يناير" وانتهاء أعمال العنف التي طالت المتظاهرين، يبدو أنّ عجلة الإنتاج الفني عادت رويداً رويداً ولو بوتيرة بطيئة. إذ استأنفت بعض الاستديوهات المصرية عملها سواء باستكمال المسلسلات التي كان قد بدأ تصويرها أو بإطلاق تصوير أعمال جديدة. إلا أنّ الجميع ما زال يعيش حالة ترقب!

مع ذلك، عاد الفنانون اللبنانيون إلى القاهرة لاستكمال تصوير أعمالهم الرمضانية، وفي مقدمتهم نيكول سابا التي كانت قد بدأت بتصوير مسلسلها الرمضاني "نور مريم". وفي هذا الإطار، تقول نيكول: "مسلسل "نور مريم" عن قصة لنوال مصطفى، وسيناريو وحوار محمد الباسوسي، وإخراج إبراهيم الشوادي. يشاركني البطولة يوسف الشريف، وياسر جلال. وأعتقد أنّ موضوع المسلسل لا يخرج عن السياق العام الذي تشهده مصر خصوصاً، والعالم العربي عموماً لناحية مواجهة الفساد في المجتمع. وهذا ما تقوم به دكتورة مريم في المسلسل. إذ تواجه فساد زوجها المحامي الذي يلعب دوره الفنان يوسف الشريف إلى أن تطلب منه الطلاق".

وتعتقد نيكول أنّها توفّقت في اختيار دور دكتورة مريم، كأن القدر كتب لها تقديم عمل مميز يتناسب مع الأحداث التي تعصف بالعالم العربي خصوصاً لناحية جديته ورصانته في طرح قضايا الفساد. وتقول: "قصة المسلسل بعيدة عن قضايا المافيا والمخدرات والعشوائيات التي لا تناسب التلفزيون. أعتقد أنّه سيشكّل نقلةً حقيقيةً في مشواري الفني. إذ أنّني أقدّم دور الأم للمرة الأولى، وهو الأمر الذي اعتبره بعضهم مغامرة. لكنّني أراه شيئاً جيداً لأنّ الكثير من صديقاتي تزوجن وأنجبن وبالتالي لا مشكلة في ذلك. وأيضاً، قدمت العديد من المشاهد المليئة بالمشاعر، حيث كان أدائي مختلفاً عن كل الأدوار التي قدمتها سواء في السينما أو التلفزيون. من هنا، يمكن القول إنّ "نور مريم" يُعد عودة إلى الدراما الرومانسية".

وعن سبب ابتعادها عن الكوميديا التلفزيونية بعد مشاركتها في مسلسل "عصابة بابا وماما"، تجيب نيكول: "الكوميديا شيء صعب للغاية، لأنّ هدف الممثل الأساسي إضحاك الجمهور. وهذا ما يشكّل صعوبة كبيرة بالنسبة إليّ لأنّني لست "كوميديانة". إلا أنّ ما ساعدني في تذليل تلك العقبات في "عصابة بابا وماما" هو النص الذي اعتمد على كوميديا الموقف، والنصائح التي قدّمها لي الفنان هاني رمزي في كيفية تأدية الدور".

أما عن الدور الأقرب إلى قلب نيكول، فهو شخصية الشاعرة الأندلسية ولادة بنت المستكفي ضمن السلسلة اللبنانية "حواء في التاريخ".

وقد شكّل لها تحدياً كبيراً، إذ "قدمته باللغة العربية الفصحى. وكلّنا نعرف أنّ ولادة بنت المستكفي التي أحبّت الشاعر ابن زيدون كانت شخصية مثيرة للجدل لناحية الجمال والإبداع والدهاء. مما كان يتطلّب طاقة تمثيلية كبيرة لإقناع المشاهد بقدرتي على تقديم هذه الشخصية".

وعن سبب ابتعادها عن الشاشة الكبيرة، قالت: "لم أترك السينما يوماً. وكان آخر أعمالي فيلم "السفاح" مع الفنان هاني سلامة منذ عام، وقد حقّق نجاحاً كبيراً. من هنا، يجب أن أقدّم عملاً بالمستوى نفسه، لأنّ المطلوب هو النوعية وليس الكمية، خصوصاً أنّ العمل الجيد هو الذي يجذبني".

وفي ما يتعلق بالغناء، تقول نيكول إنّها انتهت من مونتاج فيديو كليب أغنيتها الجديدة "كنت بحالي" التي صوّرتها مع المخرج الراحل يحيا سعادة. لكنّها ارتأت تأجيل عرضها على الفضائيات العربية نظراً إلى الظروف التي تشهدها بعض الدول العربية. ولم تحدّد موعداً للعرض في انتظار عودة الأمان والاستقرار إلى العالم العربي.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]