رغم أن "بلطجية النظام" في مصر ما زالوا يلاحقون ويعتدون على الإعلاميين الغربيين ويحاولن ترويعهم بشتى الأساليب، قامت الإعلامية المصرية "شهيرة أمين" بخطوة جريئة عندما قدمت استقالتها من التلفزيون المصري احتجاجا على الأوضاع.

تقول أمين: "لقد فاض الكيل ولم اعد أطيق ما يجري في وسائل الإعلام المصرية، وخاصة المرئية منها".

وأمين هي نائبة المدير العام في فضائية النيل، وتعمل هناك منذ عام 1989. تتابع شهيرة حديثها وتقول: "أسبوع كامل من وخز الضمير لحق بي وأنا أقدم نشرات الأخبار والتقارير عما يحدث في مصر. منعنا من عرض صور المتظاهرين في ميدان التحرير وأماكن أخرى في مصر. هذا الأمر كان بمثابة سخرية من الإعلام المفتوح والحر. لقد تلقينا أوامر من إدارة التلفزيون بعرض مشاهد لمظاهرات الداعمة للنظام فقط!!

يوم أول أمس الأربعاء، قررت أن ارفع صوتي وأتحدى هؤلاء، وقدمت استقالتي من التلفزيون بعد عمل دام لأكثر من 21 سنة. لقد شعرت بارتياح كبير لدى مغادرتي مبنى التلفزيون وتوجهت فورا إلى ميدان التحرير لأكون مع أبناء شعبي".
 

وإليكم الترجمة "شبه الحرفية" لما قالته الإعلامية "شهيرة أمين" لتلفزيون الجزيرة باللغة الإنجليزية:
"أنا الآن في ميدان التحرير مع المتظاهرين وإلى جانبهم، وليس إلى جانب الجهاز الإعلامي الذي يضلل الشعب ويغسل أدمغة أبنائه. ما يعرضه التلفزيون الرسمي المصري هو مظاهرات مؤيدي مبارك، ولا يعرض حقيقة ما يدور منذ أيام في ميدان التحرير.
أود أن أقول للجميع بأني أعمل في التلفزيون المصري منذ العام 1989، ولكني لم أكن في يوم من الأيام جزءاً من خطة التضليل وغسل الأدمغة التي ينتهجها الجهاز الإعلامي الرسمي. كنت دائما أعمل على نقل الحقيقة كما هي للجمهور الواسع. وقد كلفني هذه الأمر عدة زيارات من أجهزة الأمن التابعة للنظام من أجل التهديد. ومع ذلك رفضت أن أكون مزيفة أو إعلامية موجهة.
استخدمت السلطة (النظام) أسلوب الجزرة والعصا معي، وذلك من خلال إدارة القناة. في كل مرة كنت أطرح قضية جديدة كانوا يهددونني في البداية، وعندما لا ينفع التهديد معي، كانوا يقومون بترقيتي دون سبب واضح (نوع من الرشوة لكي يزيد ولائي لهم).
خلال عملي قمت بمعالجة عدة مواضيع كانت تعتبر "تابو" – يمنع الحديث فيها – بالنسبة للنظام وللتلفزيون المصري. وبعد كل برنامج من هذه النوع، كانت تصلني مكالمات هاتفية من أجهزة الأمن لتهديدي، بل إنهم وكانوا يراقبونني داخل مصر وخارجها. بعضهم قال لي إنه يتوجب أن أكف عن طرح مثل هذه القضايا، بينما قال لي آخرون إنني من الممكن أن أختفي عن وجه الأرض إذا قمت بهذا ثانية".
وعند سؤالها عن وضعها الآن أجابت: " أشعر بأني تحررت".
وأضافت: "قناة الجزيرة مقطوعة، كما لا يوجد إنترنت. ومع ذلك، بدأ المصريون (الآن فقط) يفهمون ما كان النظام يلقنهم من خلال التلفزيون المصري على مدى كل السنوات التي مضت.
أنا الآن هنا... في ميدان التحرير. اليوم، أغلب المتظاهرين هم من الرجال. فالنساء والأطفال عادوا للبيوت بعد ما حصل خلال اليومين الماضيين. كذلك، بإمكاننا رؤية أتباع مبارك على الجسر يرمون الحجارة باتجاهنا".
المذيع: ألا تخافين من هذا الأمر؟
"لا، أنا لا أخاف. أنا هنا مع الشعب... وقد ابتكر بعض الشباب طريقة مبدعة لتحذيرنا من هجوم (بلطجية نظام مبارك) علينا، وهي الخبط على الدبابات التابعة للجيش المصري لنعلم بقدوم البلطجية"....
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]