خاص بـ "بكرا" : د. سليمان زعرورة يشخّص حالة "الشخير"

"الشخير"، أكثر المشاكل الصحية شيوعًا!

تعد مشكلة "الشخير" أثناء النوم واحدة من أكثر المشكلات الصحيّة شيوعًا بين البشر حيث يعاني ما يقارب الـ 18 مليون انسان منها ، ومن المعلوم أن من يعاني منها يسبب إزعاجًا لمن حوله على عدة مستويات حيث إنه إضافة الى معاناة زوج أو زوجة الإنسان الذي يشخر أثناء نومه فإن الشخص نفسه يصاب ، بسبب وجود المشكلة ، بأعراض جانبيّة يعود سببها  لقلة النوم مثل قلّة التركيز أثناء قيامه بأعماله اليوميّة إضافة إلى الإجهاد والتعب الذي يلازمانه طيلة الوقت وهناك أيضًا من يصاب (من الرجال) بضعف في أدائه الجنسي، هذا بالإضافة الى إصابته بضعف في قدرته على التركيز وضعف في ذاكرته ويلاحظ عليه أيضًا عصبيته اللامعتادة وألم مزمن في الرأس.

مراسلنا التقى مدير قسم الأنف، الأذن والحنجرة في المستشفى الفرنسي في الناصرة د. سليمان زعروره ليحدّثنا عن أسباب "الشخير" والمشكلات التي من الممكن أن يسببها، إضافة الى سُبُل العلاج.

من بين أسباب الشخير:

1. التعب الشديد والنشاط الجسماني المكثف!

2. توقف التنفس أثناء النوم، ما يؤدي إلى  هبوط في نسبة الأكسجين في الدم!

استهل د. سليمان حديثه موضحًا إن قضيّة الشخير هي واحدة من أكثر المشكلات الجسدية التي تشغل الرأي العام وتسبب لصاحبها مشكلات صحيّة واجتماعيّة ، وأسهب قائلاً : "من المشكلات الصحيّة التي يتسبب بها الشخير وتوقف النفس للإنسان انه يكون مجهدًا ويبدو عليه التعب غالبية الوقت بل ويضطر أحيانًا الى أخذ استراحة نوم أثناء عمله ، هذا مع الإشارة الى الخطر الذي من الممكن أن تتعرض له حياة المرء في حال كان يعمل كسائق شاحنة مثلاً لأنه من الممكن أن ينام بينما يمارس عمله خلف المقود .

وأضاف : "كما أن توقف النفس أثناء النوم يسبب هبوطًا بنسبة الأوكسجين في الدم الأمر الذي يسبب ضررًا في الدماغ أو في عضلة القلب ، إضافة الى خطر تعرضه الى نزيف في الدماغ أو جلطة في القلب إضافة الى ارتفاع في ضغط الدم .

وخلص إلى القول: إن هذه الأخطار جميعها تشكل خطرًا فوريًا على حياة الإنسان .

أسباب أخرى

* سبب مركّز في الدماغ

* حجز الهواء والأكسجين ومنعه من الدخول إلى الرئتين عن طريق الأنف والفم

عن سؤالنا عن أسباب "الشخير" أجابنا موضحًا: إن أسباب الشخير وتوقف التنفس نوعان الأول يعود لسبب مركز في الدماغ وهذا النوع يعد نادرًا بينما النوع الثاني والذي يعد نوعًا شائعًا يحدث بسبب حجز الهواء والأوكسجين ومنعه من الدخول الى الرئتين عن طريق الأنف والفم.

وتابع : " إن الأغشية الموجودة في الأنف والفم والبلعوم تصاب بارتخاء عند النوم وبالتالي فإن اتساع ممرات الهواء المؤدية الى الرئتين تضيق ويتم احتجاز الأوكسجين والهواء من الدخول اليها ولهذا فإن الدماغ يشعر فوريًا بهبوط نسبة الأوكسجين في الدم ويعطي أمرًا باليقظة الفورية من أجل أن يعمل الجسم على شد هذه الأغشية لكي تتسع ممرات الهواء فيتمكن من الوصول الى الرئتين .

هبوط نسبة الأوكسجين في الدم تتكرر عدة مرات في الليلة الواحدة

جدير بالذكر أن هذه الظاهرة تتكرر عدة مرات خلال الليلة الواحدة ولذا فإن الإنسان الذي يشخر يعاني من قلّة في النوم كما سبق وذكرنا .
كما أن هناك أسباباً أخرى ليعاني الإنسان من توقف في النَفَسْ ، حيث أننا ومع تقدم العمر لا بد وأن نتعرّض لترهل في عضلات "سقف" الحلق الذي يصبح متأرجحًا ويزيد من صوت الشخير إزعاجًا.

كيف يمكن التخلص من هذه الحالة؟!

وحول إمكانيّة علاج هذه المشكلة، قال د. سليمان: من المهم أن يتوجه الشخص الذي يعاني من مشكلة الشخير أثناء نومه إلى أخصائي في الأنف ، الأذن والحنجرة لاكتشاف السبب المباشر لها والعمل على حلّه وقد يكون السبب واحدًا من الآتي:

• انتفاخات لحميّة في الأنف.

• إنتفاخ في اللوزتين واللوزة الثالثة (غالبًا ما يصاب الأطفال بهذه الحالة).

• أورام عادية أو سرطانيّة عند الأنف أو في مدخل الأوتار الصوتيّة.

الحالة الصحية تؤثر: السمنة الزائدة والتدخين!

وأشار د. سليمان إلى ضرورة أن يأخذ الطبيب بالحسبان الوضع العام للمريض مثل السمنة الزائدة أو إن كان مدخنًا وعليه أن يطلب من المريض أن يعمل على خسارة وزنه الزائد أو أن يقلع عن التدخين، وإن قام المريض باتباع هذه التعليمات فإنه سيلاحظ وبشكل فوري تحسنًا كبيرًا في حالته الصحيّة.

عملية الأمواج الصوتية للتخلص من الشخير!

وأضاف: كما أن هناك عدة عمليات جراحيّة تعمل على التقليل من الشخير أو التخلص منه منها "عملية الأمواج الصوتيّة" التي تعمل على شد عضلات سقف الحلق وأخرى تهتم بالفك السفلي وتثبيت شروش اللسان ، إلا أن هذه العمليات تعد معقدة ولا تعطي دومًا نتائج مرضية ..

عملية ناجعة بواسطة آلة cpap

ختم د. سليمان حديثه مشيرًا الى وسيلة علاج ناجعه جدًا وعملية ألا وهي آلة الـ cpap التي تعمل بديناميكية على إدخال الهواء عن طريق الأنف بضغط عالٍ من أجل ضمان انسياب الهواء الى الرئتين بطريقة سليمة وكاملة عن طريق الأنف والبلعوم.