يقع مستشفى الشهيد ياسر عرفات في مدينة سلفيت المستهدفة بالاستيطان وجدار الفصل العنصري ، وهو ينتصب شامخا متحديا لاجراءات الاحتلال العدوانية واعتداءات المستوطنين على مواطني المحافظة وممتلكاتهم. ان موقعه هذا وخدماته المتميزة كونه المستشفى الوحيد في محافظة سلفيت المستهدفه بالاستيطان جذب اليه زخما كبيرا من المواطنين يؤمونه للحصول على الخدمة العلاجية مما ساهم في التصدي للمخططات البغيضة المستهدفة تهويد المحافظة.

مراسلنا تجول مع مدير المستشفى الدكتور غسان بركات وكان لنا معه هذا الحوار:
دكتور غسان، هل لك ان تعطينا فكرة عن تاسيس هذا المستشفى؟
قصة بناء مستشفى سلفيت الحكومي الجديد بدأت من الصفر، وانطلقت ليصبح الحلم حقيقة ، وتذكرنا بحرص أبناء الشعب الفلسطيني في مدينة

سلفيت والمحافظة ومن مختلف أطيافه ومشاربه على نهضة وطنهم ورفعته وتطويره ، حيث تذوب أمام المصلحة العامة الخلافات الشخصية والحزبية والمصالح الذاتية، ولعل هذا ما يميز محافظة سلفيت عن سواها ، حيث يتسابق الجميع على تطوير مدينتهم ومحافظتهم والتي بحق أصبحت نموذجا يحتذى به من قبل القرى والبلدات المجاورة وعلى مستوى الوطن.

وكانت فكرة بناء المستشفى قد انطلقت من بلدية سلفيت ، باعتبارها المؤسسة الام في المدينة واحدى اهم مؤسسات المحافظة، حيث عملت عام 2001 مع المؤسسات الاخرى لتوفير خدمات صحية اساسية من خلال تشغيل مركز للطوارئ في ظل تعذر وصول مرضى المحافظة الى مستشفيات رام الله ونابلس نتيجة الاغلاقات والحواجز والحصار المفروض من قبل قوات الاحتلال الذي كان يعمل على فصل محافظات الوطن عن بعضها البعض، مما ادى الى العديد من المضاعفات والوفيات. واستمرت معاناه مواطني محافظة سلفيت حتى بعد افتتاح مركز الطوارئ عام 2001 بسبب ممارسات الاحتلال ونتيجة تواضع إمكانيات الطوارئ المادية والفنية، مما دفع للبحث عن بديل فعال وجذري لتخفيف معاناة المواطنين والآمهم.

حيث قامت بلدية سلفيت بإعداد التقارير الفنية والدراسات اللازمة لبناء مستشفى حكومي يتسع لخمسين سريرا، مع التجهيزات الفنية اللازمة من غرف عمليات واشعة ومختبرات وطوارئ.

وبحثت البلدية عن مصادر لتمويل مشروع بناء المستشفى، وقدمت البلدية ارض بلغت مساحتها 10 دونمات لهذا المشروع واستطاعت البلدية ان تحصل على موافقة الحكومة اليابانية بتخصيص مبلغ مليوني دولار لتنفيذ المشروع وذلك في صيف عام 2002. وعلى اثر ذلك طلبت الحكومة اليابانية من برنامج الامم المتحدة الانمائي (UNDP) الاشراف على ادارة المشروع، وبالفعل تم إعداد المخططات والتصاميم اللازمة لذلك عام 2003.

الانطلاقة
ويضيف بركات ان عملية بناء المستشفى انطلقت على قدم وساق ، حيث كانت محافظة سلفيت بأمس الحاجة اليه ، لصعوبة الوصول لمستشفيات نابلس بسبب الحواجز، وموت العديد من المواطنين على الحواجز وهم ينتظرون السماح لهم بعبور تلك الحواجز، وواصلت البلدية مساعيها بالتعاون مع الخيرين من اهالي وفعاليات محافظة سلفيت والحكومة الفلسطينة حتى تم افتتاحه المستشفى واطلق عليه اسم مستشفى الشهيد ياسر عرفات الحكومي، وتم نقل قسم الطوارئ القديم الى المستشفى الجديد ، وقامت وزارة الصحة بزيارات عديدة الى المستشفى ، وتمت الدعوة الى التبرع للمستشفى حتى يتم تجهيزه بالحد الادنى لخدمة واستقبال المواطنين ، وتجاوب المواطنون مع الدعوات ،وحملة التبرعات للمستشفى لقيت نجاحا قويا، من قبل المواطنين والقوى والفصائل والبلدية والمؤسسات وجميع الغيورين على انجاز هذا المشروع الحيوي والهام.

هل المستشفى يفي بحاجة الناس في محافظة سلفيت؟
ان المستشفى انشا نتيجة الحاجه الماسه له وخصوصا بظروف الاغلاقات والحواجز والاجتياحات ليخفف الاعباء والمعاناه التي يمر بها ابناء هذه المحافظه التي يصل تعداد سكانها حوالي 70الف نسمه عدا سكان قرى غرب وشمال رام الله الذين يصل تعدادهم حوالي 70 الف نسمه وبعض قرى محافظة نابلس وقلقيليه.وبما انه المستشفى الوحيد في المحافظة فانه يعمل بكل طواقمه وامكاناته من اجل توفير الخدامات العلاجية للمواطنين في المحافظة والمحافظات المجاورة.

المستشفى القديم "مستشفى الطوارى"
وحول بدايات العمل في المستشفى يقول الدكتور بركات ان بداية العمل كان بمستشفى الطوارىء الذي كان عباره عن قسم صيدليه ومختبر واشعه وطوارىء وولاده لاستقبال الحالات الطارئه ومن ثم تحويلها الى المستشفيات المركزيه بمدينة رام الله ونابلس .وكان عدد الموظفين 17 موظف واربعة اسرة في قسم الطوارىء، ثم اصبح هناك قسم جراحه وعمليات جراحيه و ENT

المستشفى الجديد
ويضيف الدكتور بركات انه تم الانتقال الى المستشفى الجديد في شهر 9/2006.
لاستيعاب 61 سريرا. لم يكن المستشفى جاهز بشكل كامل في حينه .وتم العمل على تجهيز المستشفى من قبل وزارة الصحه وبالتعاون مع المؤسسات الاهليه والاجنبيه
وتم تجهيز المستشفى بنسبه مقبوله ، رغم وجود بعض النواقص والاحتياجات في حينه.

ما هي اقسام المستشفى ؟
يشتمل المستشفى حاليا على عدة اقسام بالاضافه الى الطوارىء والولادة والعيادات الخارجيه ، من ضمنها : قسم الاطفال والحاضنات.وقسم الجراحات التخصصيه ومنها: الجراحه العامه، المسالك البوليه ،العظام وENT. وقسم النسائيه والتوليد وقسم عمليات مكون من غرفتين مجهزتين ، وتم مؤخرا افتتاح قسم غسيل الكلى. بالاضافه الى اطباء وعيادات: روماتيزم وعظام و جراحه عامه و اطفال و مسالك بوليه و نسائيه و توليد وانف و اذن و حنجره والاشعه والمختبر والصيدليه. ويزور المستشفى يوميا حوالي 120 حالة.

الانجازات
وحول الانجازات يقول الدكتور بركات ان قيد الانشاء مبنى وحدة تفتيت الحصى و مستودع و غرفة غسيل.وتم ترميم وصيانة قسم الولاده والعمليات بدعم من unfpa. ووصول اجهزه ومعدات من عطاء البنك الاسلامي .ووصول تبرعات من اجهزه ومعدات من الصليب الاحمر.ووصول اجهزه و المعدات من عطاء unfpa .تم ربط المستشفى بشبكة الصرف الصحي .وبدء العمل على البرامج العيادات والادخالات والتحويلات .استلام مولد الكهرباء الجديد 275kva. ونقوم حاليا بتجهيز غرفه ICU في قسم الرجال(بسرير واحد).و استلام سياره اداريه و سيارة اسعاف . ويقدم المستشفى الخدمات الطبيه المسانده وتصل نسبة الاشغال في الاسرة الى 80بالمئه وعدد الموظفين حاليا 170 موظفا.
وحول الاحتياجات الضروريه اللازمه للمستشفى يقول بركات ان المستشفى بحاجة ماسة الى قسم الباطني +ICU .وتجهيز مكتبة وقاعة اجتماعات.

الخطه المستقبليه:
وحول الخطة المستقبلية يقول بركات انه هناك خطة لبناء و تجهيز قسم اشعه يشمل C.T .وقسم مختبر .وعيادات خارجيه عدد 5 ،علما ان الارض متوفره للبناء بجانب قسم الكلى و العيادات الخارجيه . ايضا بناء قسم نسائيه و توليد و حضانه فوق قسم الكلى و العيادات الخارجيه و المختبر و الاشعه , يكون مجهز بغرفة عمليات على مساحة 700م, ليكون قسم النسائيه و التوليد ضمن نظام الاقامه و تعليمي. كذلك بناء دور فوق المستشفى لتوسيع المستشفى و استقبال اكبر عدد من الحالات و افتتاح اقسام جديده، وبناء و تجهيز مكتبة و قاعه محاضرات فوق قسم تفتيت الحصى.

اقتراحات وافاق مستقبليه :
يؤكد الدكتور بركت: اعتماد المستشفى ضمن برنامج الاقامه المعتمد من المجلس الطبي الفلسطيني بناء قسم ولاده مع غرفة عمليات بمساحة 700م وبناء سور حول المستشفى .
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]