تواصل "جمعية المسن في شفاعمرو" استعداداتها لتنظيم المسيرة السنوية الثالثة للمسنين تحت شعار "اللي ما إلو كبير، ما إلو تدبير"، التي ستقام يوم السبت في السادس من تشرين الأول المقبل وذلك ضمن نشاطات "أسبوع المسن"، وبالتعاون مع بلدية شفاعمرو وعدد من أقسامها. وتهدِف كما سابقاتها إلى تعزيز مكانة المسن في المجتمع وتقوية العلاقات بين مختلف شرائحه وأجياله. ويتوقع أن يشارك في المسيرة أكثر من 600 شخص من مختلف الأجيال، بعد أن توجهت مدارس وروضات أطفال إلى الجمعية بطلب المشاركة في المسيرة. وستتقدم المسيرة كشافات المدينة من الطوائف الثلاث وكشافة المدرسة الشاملة (ج) على اسم المرحوم ابراهيم نمر حسين.
كما يشمل "أسبوع المسن" رحلات للمسنين وبرامج أخرى خاصة منها للمسنين المقعدين، ورحلة إلى اسطنبول، ومسابقات مشي وبيتانيك، وتحضير أكلات قديمة تقوم بتحضيرها نساء متطوعات. كما يشمل معرضاً للأشغال اليدوية للمسنين وبرامج ترفيهية أخرى كثيرة متنوعة.
وعن المسيرة السنوية الوشيكة تقول مديرة الجمعية سهيلة كركبي: "لم تعد المسيرة تقتصر على المسنين فقط، إنما هي مسيرة لكل الشفاعمريين. وللعام الثالث على التوالي تبدي البلدية بإدارتها وأقسامها المختلفة تحمّساً لإنجاح المسيرة من خلال المشاركة في التمويل وتوفير ما يلزم".
من جهته يشير رئيس الجمعية رجل المجتمع البارز نايف عليان (أبو إحسان) إلى مشاركة مؤسسات مختلفة في المدينة لإنجاح المسيرة، ويتوقف تحديداً عند العلاقات المميزة التي تربط جمعية المسن في شفاعمرو بدير الراهبات وراهباته سواء بمشاركتهن في المسيرة عند وصولها قرب الدير، أو قيامهن بزيارة المركز اليومي للمسن في الأعياد للمعايدة وتقديم الحلويات.
ويشير عليان وكركبي باعتزاز إلى العلاقات الطيبة للغاية مع كل مؤسسات وهيئات المدينة، ومع الأوقاف الإسلامية والمسيحية والدرزية "التي تتبرع لنا سنوياً وفي مناسبات مختلفة..ونحن على تواصل أيضاً مع رجال الدين من مختلف الطوائف الذين يشاركوننا في تقديم محاضرات قيّمة للمسنين".
جمعية رائدة في رعاية المسن
يشكل "الثنائي" نايف عليان وسهيلة كركبي عنوان النجاح الذي تحققه جمعية المسن في شفاعمرو منذ إقامتها عام 1989. ويعتبر التفاهم والتنسيق بينهما أهم أعمدة هذا النجاح. ويتَرجَم هذا النجاح من خلال انتماء 140 مسناً إلى المركز اليومي للمسن الذي تديره الجمعية، ولو أتاحت وزارة الرفاه الاجتماعي ملاكات أكثر للجمعية لاستوعبت عدداً أكبر من المسنين، كما تقول كركبي وتضيف: "لولا التعاون مع أبو إحسان، الذي يقوم بعمله تطوعاً، ما كان ممكناً أن نتطور ونتقدم..نعرف جمعيات انهارت في غياب مثل هذا التعاون". وتضيف: "عنوان الجمعية احترام وتقدير المسن وإعطائه خدمات وبذلك نساعد عائلته".
وخلال سنواته الـ 23 غدا المركز اليومي للمسن من أبرز المراكز في البلاد في هذا المضمار بشهادة المسؤولين عنه. ويتلقى المسنون (بمعدل 60 مسناً يومياً) وجبات الطعام من مطبخ المركز المجهز بأحدث الأجهزة، وفي أحيان كثيرة تتم استشارة المسنين في الأكلة المرغوبة. ويقوم المسنون بفعاليات متنوعة منها أشغال يدوية ونشاطات رياضية في غرفة اللياقة البدنية مع معلم مؤهل للعمل مع المسنين (تم تجهيز الغرفة بعتاد بمبلغ 60 ألف دولار، 24 ألفاً منها من جمعية "إيشل")، وعلاج فيزيوترابيا ومرافقة متواصلة من ممرضة المركز التي تتابع مع المسنين تلقيهم الأدوية. وتم تشكيل فرق لرياضة "بيتانيك" للرجال والنساء والمقعدين، وأبدعت هذه الفرق في المسابقات القطرية وحصدت جوائز وتسعى للحصول على بطولة إسرائيل.
ويتوقف عليان وكركبي عند الأجواء الطيبة في المركز بين جميع أعضاء الطاقم. ويضيفان أن أحد أسباب النجاح هو أن الجمعية تضع المسن في مركز اهتمامها، "وجميع الموظفين يشعرون ان المسنين هم بمثابة ذويهم فيتعاملون معهم بحنان واحترام".
بالإضافة إلى ما يقدَّم في المركز، تقدم الجمعية خدمات خاصة للمسنين المقعدين في شفاعمرو وعبلين (داخل المركز) وفي مدن وقرى أخرى في المنطقة في بيوت المسنين وتقوم 300 حاضنة تم تأهيلهن في المركز والتحقن بالعمل في الجمعية بخدمة المسنين في بيوتهم.
ويشير عليان وكركبي إلى حقيقة أن الجمعية ومن خلال هذه الخدمات توفر أماكن عمل لنساء شفاعمرو والمنطقة التي تشملها الخدمات، ما يساعدهن في إعالة أسرهم.
مشروع "الحارة الداعمة"
وتشرف الجمعية أيضاً على مشروع "الحارة الداعمة". ولدى الجمعية اليوم "حارتان داعمتان". ويقدم هذا المشروع خدمة للمسنين في بيوتهم (650 مسناً) لدى كل منهم جهاز مرتبط 24 ساعة يومياً بمركز طبي (حيان – كفر ياسيف)، وبمركز "حياة". وتقوم "أم الحارة الداعمة" بزيارة المسنين في بيوتهم وتقدم لهم الأدوية، وهناك عامل صيانة أيضاً. ويحق للأعضاء في المشروع الاشتراك في النوادي التابعة للجمعية، وهناك برامج خاصة شبه مجانية.
مشروع "خدمات النوادي"
وهناك أيضاً مشروع "خدمات النوادي"، فهناك النادي النسائي في المركز الذي ينشط في ساعات بعد الظهر مع برامج كثيرة (جيل 55 فما فوق). وناد للرجال بالتعاون مع البلدية (قسم الشؤون الاجتماعية) مفتوح 7 أيام اسبوعيا. ومن فعاليات النوادي دورات لمحو الأمية وأخرى لتعليم اللغات، "وكثيرون منهم اصبحوا يقرأون ويكتبون".
ويشيد عليان وكركبي بدور البلدية ورئيسها ويقولان: "الجميع يعمل لمصلحة المسن. البلدية برئيسها السيد ناهض خازم والمدير العام السيد عمر الملك ومدراء الأقسام المختلفة، خصوصاً قسم الرفاه الاجتماعي، يتعاونون معنا من أجل أن تكون الخدمات على أفضل وجه..نعمل معاً كجسم واحد. البلدية تدعمنا بالكامل والتعاون مثمر للغاية، كذلك التعاون مع مؤسسة التأمين الوطني في المدينة".
ويفاخر كلاهما بالعلاقات المتميزة بين الجمعية ومنظمة "إيشل" التي تعنى بتمويل نشاطات جمعيات المسنين في البلاد. من جهتها تتعامل "أم الجمعيات" للمسن (هليف)"הלב"، التي تضم كل جمعيات المسنين، مع جمعية شفاعمرو والمركز اليومي للمسن باحترام فائق، وليس صدفة أن اختارت السيد "أبو إحسان" عضواً في إدارتها، كما تقول كركبي التي تشارك هذه الأيام في دورة دولية في الدانمارك لتعزيز الشخصية القيادية للنساء، بعد أن تلقت منحة تعليمية.
يشار إلى أن الجمعية تعمل طبقاً لـ" ايزو 9001" وبحسب أنظمة ومواصفات الجودة التي تم تحديدها للجمعية. وتخضع الجمعية سنوياً لمراقبة من "معهد المواصفات" الذي يفحص كل صغيرة وكبيرة كي يمنح الترخيص من جديد للجمعية، وقد حصلت الجمعية على تدريج "نظام جودة عالٍ". كما تخضع لمراقبة مماثلة من مسجل الجمعيات ومن مفتش الرفاه.
ويتطوع كثيرون للعمل في الجمعية منهم المستشار القضائي للجمعية المحامي عنان عليان.
[email protected]
أضف تعليق