انطلق أمس الأربعاء، يوم الثقافة الوطنية الفلسطينية بافتتاح متحف الشاعر الفلسطيني محمود درويش وصرح مكرس له فضلاً عن حديقة البروة، في مدينة رام الله في الضفة الغربية.
وأفادت وزارة الثقافة الفلسطينية في بيان لها: "جاء يوم الثقافة الوطنية الفلسطينية في الثالث عشر من آذار (مارس) من كل عام متماهياً مع الفكرة الأنيقة للشاعر الكبير محمود درويش: إننا في هذا اليوم، لا نملك إلا قوة الحياة في مواجهة موت القوة".
ودعت مؤسستا محمود درويش في مدينة رام الله في الضفة الغربية ومؤسسته في كفر ياسيف بالقرب من مدينة عكا للاحتفال بميلاد «سيد الكلمة» محمود درويش، بافتتاح مشروع "حديقة البروة" (اسم قريته التي هجّر منها وهدمت) المجاورة لقصر الثقافة، وصرح ومتحف محمود درويش. وسيتم لاحقاً الإعلان عن جوائز محمود درويش للإبداع.
حديقة البروة هي حديقة عامة فيها مسطحات مائية، أما صرح محمود درويش فعبارة عن مركب ثقافي، وأقيما فوق تلة مطلة على القدس تبلغ مساحتهما نحو تسعة آلاف متر مربع، ويقابلان قصر رام الله الثقافي، وتستمر نشاطات يوم الثقافة الفلسطينية أسبوعاً كاملاً في أرجاء المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية.
يشار إلى أنه من ضمن المخطوطات التي عرضت في متحف وحديقة البروة هي من إنتاج الفنان الفلسطيني أحمد داري، والتي صممت خصيصًا لهذا الحدث ونالت إعجاب الجمهور بشدة.
عبد ربه: رام الله تعتز كثيرا باحتضان محمود درويش
وقال ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية في الافتتاح، 'إننا هنا اليوم في مدينة رام الله التي تعتز كثيرا باحتضانها لجثمان الراحل والشاعر الكبير محمود درويش، نبدأ العمل بتنفيذ مشروع حديقة البروة تيمنا بقرية البروة، موطن شاعرنا الكبير'.
وأضاف عبد ربه 'إن هذا العمل اليوم، والذي تشرف عليه العديد من المؤسسات الحكومية، والأهلية، ومؤسسة محمود درويش لا يأتي تبرعا، وإنما امتنانا لذكرى ومسيرة واسم الراحل الكبير'.
وتابع 'تبدأ اليوم خطوتنا الأولى في تنفيذ هذا المشروع الهام، الذي نأمل أن نشهد إتمامه العام القادم بتدشين الصرح، وإقامة الحديقة، والتي ستضم أيضا متحف يضم مختلف الأعمال الإبداعية في مسيرة الراحل، الزاخرة بالإبداع'.
فياض يتحدث عن درويش
من جانبه، قال رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، في كلمته في الافتتاح، "نلتقي اليوم مجدداً في رحاب سيد الكلمة وفارسها، وفي الذكرى السنوية لميلاده المتجدد... في حضرة الغياب... وغياب الحاضر المطل علينا من هذه التلة.... نواصل رسالته... ونحمل له شجرة لوز وسنبلة لنزرعها في ذاكرة المكان... واليوم... وبحضوره الأبدي، نلتقي لا لنكرم ذكراه الحاضرة في شعبه دوماً، بل لنتكرم به، ونجدد الوفاء لمشروعه الثقافي الوطني والتحرري، الذي صاغه مع كل رواد الثقافة وأعمدة الوطنية الفلسطينية، ونثره معهم في ضمير ووجدان البشرية وعدالتها المنتصرة حتماً".
وأضاف "نعم، لقد أسس محمود درويش لفلسطين مشروعها الثقافي الإبداعي، ونقش بحروف لغته الفريدة مشروع الوطنية الفلسطينية المعاصرة الذي أسس له وقاده الخالد ياسر عرفات. وبين راحتيهما، وفي قلبيهما كما في حدقات عيونهما، كانت القدس قبلة مشروعنا الوطني والثقافي الانساني، كيف لا؟ وهي عنوان الاخلاص الأبدي لرسالة الأنبياء، الذين رفعوا على مدى التاريخ راية الانسانية وقيمها السامية، بل وقاوموا كل اضطهاد مهما كان لونه أو طبيعته. وسيظل وفاؤنا للقدس رمز الوفاء لرسالة الأنبياء. فهي مفتاح السلام للبشر، وأمل أطفال فلسطين في الحرية والكرامة، وهي درة التاج وعنوان العدل والسلام والابداع".
وقال فياض: "لقد تجاوزت يا سيد الكلمة، بإبداعك وعذوبة روحك خيوط العبث وجدران العزلة الفكرية والثقافية، وانتصرت بإنسانيتك لإنسانيتنا، وأعدت صياغة فلسطين لتكون أم البدايات وأم النهايات. وكما لا يمكن فصل فلسطين عن تاريخها وابداعات شعبها، فإنه أيضاً لا يمكن عزل نهضتها المتجددة نحو الحرية والانعتاق عن أشعارك وكلماتك ومشروعك الثقافي المتجسد في وصيتك لشاعر شاب يواصل حمل رايته نحو الحرية والإنسانية الرحبة، أو لشابة ترسم رقصة الأمل، أو فلاح يحمي زيتون الأرض ويزرعها سنابل، لتتواصل رحلتك الممتدة من البروة الأولى في تيه التشرد وعنفوان التجدد والبحث عن الأمل، لتتواصل فصول الرواية التي لا تنتهي، بل تتجدد بجمال أكثر زهواً في هذه التلة التي تطل على مشارف القدس، كي تزهر فيها أشجار اللوز، وتحتضن ذكراك وميلادك، حضورك وغيابك، أشعارك وآمالك، لا بل آمال شعب مصمم على الحياة، والتي أعطيت لها ولكلماتها معنىً جعل ما على هذه الأرض يستحق الحياة، يا سيد الكلمة وجمال فضائها".
[email protected]
أضف تعليق